[ابن ابي محمد]

أخي المؤرخ الكبير سهيل اليماني حفظه الله ’’ ليتك تتفضل وتفهم زقراط الروماني يحط على فمه شحمه ويخلي للشيخ اللحمه , هذا اولا , اما ما قبل : فطالما أننا هنا بصدد التنقيب في متون التاريخ والغوص في بطون امهات كتب المؤرخين لننقل من هناك (حيث لا هناك) للقراء الكرام ولأحفادهم من بعد ابنائهم بأمانة وحيادية سيرة ذلك البدر الآفل المكني بأبي نقشة فأنه يطيب لي اعادة رواية واحدة من ملاحم الشيح البطوليه التي سبق وأن عرجت بكم عليها في احدى مشاركاتي بالمسلسل التركي المشهور فنجال وعلوم رجال ..
أقول طالما اننا كذلك فيطيب لأبن ابي محمد أن يعيد على اسماعكم سرد تلك الرواية غضة طرية كأنما احداثها تدور امام اعينكم هذا الساعة وذلك على النحو التالي :
ذات امسية بدت سماؤها صافيه الا من قطع من المزن متناثره هنا وهناك كان الشيخ ابو نقشة في احسن احواله المزاجية متصدرا مجلس اصحابه وحلفائه , فتارة تراه جالسا جلسة القرفصاء على ظهر حماره وهو مجود في قياده , وتارة اخرى...الخ , وفي أحدى تلك التارات بتلك الأمسية التي ابت أن تنمحى من الذكريات كان البدر محتبيا بدسماله على بردعة حماره ويتشاغل عن اصحابه في نفث دخان غليونه أذ مر بنا رجل اذري يعتلي صهوة جواده ورد عليه وعلينا السلام وسأله قائلا , من أي البلاد انتم يا صاحب الحمار ؟.
فأراد بدر الدجى(الشيخ) ان لا يعطي الأذري الحقيقة وفي نفس الوقت يصدقه ولا يكذب عليه في قيله , لذلك اجابه قائلا انا من مصر (أي من مصر من الأمصار كأن تقول انا من بلد من البلدان كالسعودية اوغيرها من الأمصار) .
ولكن الأذري مضى في كلامه وحاصر الشيخ واضطره الى الأنغماس في الكذب الذي لطالما سماه ابو نقشة ملح الرجال عندما يجنح كعادته الى البهارات الهندية والمقبلات اللبنانية في مواطن الحاجه, حاصره الأذري أذ رد على الشيخ قائلا : اهلا وسهلا بأبنائنا القادمين الينا من مصر حبيبتنا ام الدنيا , فشكره الشيخ على ترحيبه وحبه لأم الدنيا ..
ثم أردف الأذري بسؤال آخر قائلا , اذا كنتم من ام الدنيا فهل تعرفون من هو ابو الدنيا ؟, فرد الشيخ قائلا نحن من ام الدنيا ومن اهل الدنيا ولكننا لا نعرف ابو الدنيا فقل لنا بربك من هو؟.
فرد الأذري قائلا : اذربيجان هي ابو الدنيا وزوجته بالمتعة هي مصركم ام الدنيا وعيالهما هم السعوديون وبقية الخليجيين والعرب وكل من لف لفهم وسار في ركابهم ..
وعند سماع الشيخ لتلك العبارات تشنج وغضب غضبة ثماليه استل على اثرها سيفه الهندواني من بردعة حماره وهو يرتجز ويقول لا نجوت أن نجا , رفيقيي امسكاني (يقصد الرويعي وابن ابي محمد)وادركا بي قبل ان اضرب عنقه فقد اوصلها هذا الأذري المواصيل , واوردها مرابط الحمير بل مدفن الكلب بن الكلب..
فما كان من الأذري الا ان سحب مسدسه من جرابه طالبا الشيخ للمبارزه , الا ان الشيخ عندما جد الجد ارتعدت فرائصه ورجع القهقرى وهو يقول : اعقل يا ابانا وتعذبل من الشيطان فنحن ابناؤك البررة الذين لا يعقون لهم ابا , اعقل وخلنا في حزة رحمانبة نصطلح فيها فأن الصلح خير ومن فضلك اعد مسدسك الى جرابه وفكنا من شره..
وبعد لآي كبيرهدأ الأذري ثم ركب حصانه وغادر المكان تاركا خلفه عجاجة من اثار جري جواده , ولكن الشيخ عاد للثوران حالما توارى الأذري عن الأنظار وانقشع عنا العجاج , عاد للتشنج والتهديد والوعيد من جديد , ليس على الأذري وحده هذه المرة وانما على رفيقيه (ابن ابي محمد والرويعي) عاتبا بزعمه عليهما ومرددا : لماذا بارك الله فيكما لم تتركاني اضرب عنق هذا الآبق واعقر جواده قبل ان يهرب وينجو من ابي نقشة بجلده ؟؟؟ ..