نسأل الله تعالى في هذه الأيام المباركة أن يجزاك خير الجزاء على ما تطرقت له في موضوعك الجميل عن العمل التطوعي والإشادة والتقدير والاحترام المستحقة بجدارة لمن أنتهج هذا السلوك النبيل والذي يُعد ركيزة ودعامة قوية لا غنى عنها للعمل الخيري،كون الشخص المتطوع قد سخر جهده وجل وقته للعمل التطوعي دون أن يلتفت أو يبحث عن من يكافئه أو يجازيه نظير ما يقدمه من عمل تطوعي سوى من خالقه، قال تعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى "وقال تعالى " ومن تطوع خيراً فهو خير له" ففي هذه الآية ذكرت كلمة التطوع نصاً بقول سبحانه (ومن تطوع) . وفي السنة النبوية يقول المصطفى صلى لله عليه وسلم· " أن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة" ، وفي حديث قال صلى الله عليه وسلم · "لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة".
كما أن الأعمال التطوعية تتجلى فيها أروع الصور للتلاحم والتكافل, وبها تسود المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع، ويجسد ذلك صور وأشكال ومجالات مختلفة ومتنوعة في كل شؤون الحياة, ولا شك أن كل فرد من أفراد هذا المجتمع لديه مايقدمه، وما يتطوع به لمجتمعه في عدة مجالات وهو عملية تبادل منافع تنعكس على كل فرد من أفراد المجتمع بالنفع والفائدة، ومن خلال ما يقدمه المتطوع من عطاء يتولد لديه شعور بالراحة والرضا والإحساس في ذاته بأنه عضو مفيد وجزء لا يتجزأ من المجتمع.
وبما أننا لا زلنا في خضم أيام الحج المباركات فكم هو جميل أن نرى الكثير من شباب وفتيات هذا المجتمع وقد أخذوا يتسابقون للانخراط في أعمال الحج التطوعية كلاً في المجال المناسب لسنه وجنسه وذلك حرصاً منهم في تقديم الخدمات الجليلة لمحتاجيها من ضيوف بيت الله الحرام، وهنا وجب علينا شكرهم على ما بذلوه من جهد وتشجيعهم على الإستمرار وإشعارهم بقيمة وأهمية الأعمال التي يقومون بها.
**********