عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-01-2013
 
ابن ابي محمد
ذهبي

  ابن ابي محمد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد
افتراضي الطريق الى المدينه ..

الطريق الى المدينه .. الطريق الى المدينه .. الطريق الى المدينه .. الطريق الى المدينه .. الطريق الى المدينه ..

بسم الله الرحمن الرحيم
تقليدا لمحمد أسد رحمه الله الذي عنون لكتابه الشيق بالطريق الى مكة أختار لكم ابن ابي محمد الطريق الى المدينة عنوانا لمقالته هذه , وشتان ما بين مقال وكتاب , وشتان ما بين رحلة عظيمة من الضلال الى الأيمان كالتي خاضها وكتب عنها صاحب الكتاب وبين رحلة صغيرة في معانيها قصيرة في مراميها كرحلة صاحب هذه المقالة غفر الله له والتي كانت رحلة تحسب مدتها بالسويعات ويحسب بعدها ببضعة عشر من الكيلومترات ..
أنها رحلة ابن ابي محمد الأولى التي تلاها بالثانية من باديته الى اقرب المدن الى قريته وهي مدينة الطائف , لقد كانتا رحلتين بكل ما في الكلمة من معانى الرحلات, استغرقت كل واحدة منهما من الزمن على ظهر احد اللواري (شاحنات الفورد او الفرت كما كانت تسمى محليا) وقتا يعادل ما تستغرقه رحلة أحدكم في هذه الأيام الى وسط اوربا على متن طائرة نفاثه , وشاهد فيهما ابن ابي محمد من العجائب والغرائب والمستجدات كما مهولا يزيد كثيرا ولا يقل بحال عن رحلة أي مسافر منكم تطأ قدماه اوربا لأول مرة في حياته...
ولكي لاتختلط عليكم الأصطلاحات ولا تلتبس عليكم المفاهيم خصوصا اولئك النفر الذين لا حظ لهم ولا نصيب في دراسة التاريخ يحسن بنا لفت أنتباهكم الى أن الأجيال المتأخرة يقسم تاريخها لدى جهابذة المؤرخين من أمثال كاتبكم الى ثلاث مراحل تبعا لنوع وسائل مواصلات كل جيل على حده ..
فأن ترامى الى أسماعكم يوما مصطلح العصور القديمة فاعلموا أن ذلك يعنى الحقبة التي كان الناس فيها لا زالوا يعتمدون كليا على دوابهم في تنقلاتهم ونقل بضائهم وأمتعتهم وحرث وري مزارعهم ودياسة محصولهم لفصل الحب عن سنبله واستخراج التبن من قصيله , وانتهى هذا العصر تقريبا أو اوشك على الأنتهاء بحادثة طهار ابن ابي محمد التي قرأتم عنها مؤخرا على الرابط التالي :
http://www.thomala.com/vb/showthread.php?t=83608 ..
يلي ذلك العصور الوسطى , وهي العصور التي بدأ فيها أختلاط الحابل بالنابل وبدأت الآلة فيها تزاحم الدابة , فأصبح الهبوط من البر الى السوق يجري على متن لواري العملاء , لكن التنقلات المحلية استمرت كما كان مألوفا على ظهور الدواب , كما اختفت بذلك العصر مشاهد السواني بالمجرات على ظهور الحيوانات وحل محلها مضخات البنزين والديزل لبينما أستمرت الأثارة والدياس في أعتمادهما على البهائم ..
تلى ذلك العصور الحديثة وهي التي بدأت بأختفاء لواري العملاء ليحل محلها هايلكسات العوائل والأقرباء , ثم استولت الآلة تدريجيا على ما تبقى من وظائف الدواب في الحرث والدياس وغيرها , وسرحت الحمر ألأنسية من الخدمة حتى أضحت سائبة بلا أسياد تتوالد في البرية وتهرب من بني آدم هروبها من الوحوش الضارية , ولولا حليب ولحوم الأبقار والأبل التي شفعت لهما عند اهل هذا العصر لحل بهما ما حل بالحمير من قبلهما وما حل بأبل أستراليا من المحن والتطريد والتشريد ..
ولم تقتصر التحولات المأساوية في العصور الحديثة على الحمير بل تعدت ذلك الى أسيادها ارباب الحمير (الأنس) , ففي العصور الحديثة تلاشت أو ساءت حقوق الجوار حتى أنعدمت أو كادت تنعدم , وتدابر الناس وحلت بهم الحالقة الحسد والبغضاء واصبحت قيمة الرجل في جيبه ومركزه لا في فضله وخلقه أوحسبه ونسبه , وانتهى الكرم العفوي وأصبح الرجل لا يكرم أحدا الآ مخافة شره او طمعا في نفعه , بل بلغ اللؤم بفئآم من الناس أقامتهم للمناسبات العامة خيلاء وسمعة لا يدعون اليها الجائع الغريب (الأجنبي) المقيم بالكفالة بين ظهرانيهم حتى لو كان جدار أقامته ملاصقا لجدر دورهم , وتكلمت بهذا الجيل المتأخر الرويبضة وقلت الشيمة والمروءة وتوقير الكبير واحترام حق الغريب وبر القريب, ولم يبق ذو شيمة او مروءة ألا رجلا او أمرأة أستحيا من الله وعملا لما عند الله , وهؤلاء هم البقية الباقية التي بهم ومعهم تحلو الحياة وهي مريرة , وما عداهم فلا خير فيهم بعد ان اصبح كثير منهم لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يوفون وعدا ولا يحفظون عهدا ولا يعينون ذا حاجة او مسكينا , ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر يلبسون جلود الضأن على قلوب السباع , لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا الا ما أشرب احدهم من هواه ..
وحتى لا نطيل عليكم نتوقف بكم عند هذه النظرة السوداوية للمتأخرين من أهل هذا الزمان , فلعل في أسودادها ما يحفز القارىء على تفقد ذاته ونقد نفسه ونقد سيرة من يعوله من اهله , على أنني سأستأنف الحديث معكم في المداخلة القادمة أن شاء الله عن رحلتي ابن ابي محمد من القرية الى المدينة بالعصور الوسطى التي عرفناها لكم بهذه المقدمة بشرط أن أجد منكم أقبالا وتشجيعا , وأن تقاعستم في الثناء على الكاتب فلن يخسر بسبب ذلك أحد سواكم , واعلموا هداكم الله انني لم أكتب لكم الا غيرة من مسلسلات ومقالات ابن همام في البيت الكبير التي لولاها لما كتبت لكم ولو سطرا واحدا..
اللهم أني بلغت , اللهم فاشهد , وشكرا ...

التعديل الأخير تم بواسطة ابن ابي محمد ; 03-01-2013 الساعة 09:30 PM
رد مع اقتباس