[ابن ابي محمد]

عميد منتدى الحياة الفطريه , الشيخ سلام , سلمه الله ..
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته , وبعد :
مشكور يا شيخنا على ضربك لهذا المثال وتذكيرك لأخوانك بأن الخالق جل شأنه لم يخلق بهذا الكون الفسيح أي شيء عبثا مهما تضاءل حتى وأن كان نوعا من الخنفساء , و(انَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيي أَن يَضْربَ مَثَلاً مَّا بَعوضَةً فمَا فوْقَهَا) ..


وعلى هذا النحو من ضرب ألأمثله , أضرب لكم مثلا بالبيض , فأي بيض هذا الذي سيكون مضربا للمثل ؟..
الجواب : أثناء الحرب العالمية الثانيه التي جرح من جرائها مئآت الملايين , ونتيجة للعجز في توفير العقاقير الطبية كالبنسلين في مسارح العمليات وميادين الحروب , فقد بقي مئآت ألألوف من الجرحى دون علاج أو عناية , وبحالات من ألأهمال بقيت بسببها جروحهم مفتوحة تتقرح وتقع عليها الذباب وتضع عليها بيضها الذي يتحول لاحقا الى يرقات (ديدان) تظهر من القروح واطراف الجروح ...
والمدهش أن هؤلاء الجرحى المهملين تماثلوا للشفاء مع أو قبل المتعاطين للعقاقير والمحاطين بالعناية الطبية مما لفت ألأنتباه الى أن هناك سرا ما سرع في شفائهم , فبدأت البحوث العلمية تتعقب هذا السردون كلل أو ملل الى أن أكتشفوه مؤخرا وثبت لهم نجاعته العلاجيه .
فقد أكتشفوا أن البيض الذي تضعته الذبابة على الجروح يتحول لاحقا الى يرقات , واليرقات تفرز لعابا يذيب ألأنسجة الميتة والمتقرحة فقط ولا يؤذي ألأنسجة الحيه , فتمتص اليرقات الأنسجة المذابة كغذاء لها ثم تفرز فضلاتها على ألأنسجة الحية داخل الجرح فلا تؤذي الجريح وأنما تتفاعل مع أفرازات الجرح لتتحول الى مضادات حيوية فعالة تسرع في شفاء الجريح .
وقد شاهدت قبل عدة أعوام في أحدى القنوات الوثائقية مريض سكر بدين جدا , وشاهدت كيف أن الغرغرينة قد بأت تلتهم أنسجة عرقوبه الذي لم تجد في علاجه المضادات الحيويه .
وعندما تولت أقسام الطب البديل العلاج بأحضار بيض الذباب ووضعه مباشرة على الجزء المتقرح وتضميده باللفافات لم يطل مع ذلك الوقت حتى بدأت ديدان اليرقات تتحرك داخل الجرح وتتساقط من خلال جوانب الضمادات .
وبتكرار العمليه عدة مرات تماثل المريض للشفاء والتأم جرحه المتقرح وتوقفت الغرغرينة التي لم تجد معها العقاقير الطبيه ...
وألأمثلة في هذا الكون الفسيح لا حصر لها , فهناك النباتات التي ظنها الناس ضارة وغير نافعة في بيئآت معينه , واتضح بعد البحوث العلمية أن بعضها كان علاجا لأمراض تتفشى في البيئة نفسها , وهناك الحشرات التي قضي عليها ظنا من الناس بعدم فائدتها أو لتفادي شيئا من ضررها , فظهرت وتفشت مكانها حشرات مقاومة لسموم المبيدات تهلك الحرث والنسل نتيجة القضاء على الحشرة ألأولى التي كانت تتغذى عليها وتحد من تفشيها مما أضطرهم الى أيقاف أستخدام المبيدات ومحاولة أستجلاب وتكثير الحشرات ألأولى التي قضي عليها .
وهكذا هوالتوازن البديع والدقيق في الكون من حولنا حتى في عوالم السلوكيات لكثير من الكائنات بما في ذلك سلوكيات ألأنسان الذي جعله الله خليفة في ألأرض وأمره بعدم ألأفساد فيها بعد أصلاحها ,فهاهو التدافع في سلوك ألأنسانية يتحقق به ذلك التوازن المطلوب للحد من ألأفساد في ألأرض .
ولذلك لا غرابة في أن نجد جهاد الدفع واحد من فروع سنام ألأسلام,( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) .
.


العمدة المقداد بن ألأسود : حليفك الشيخ ابو نقشه يسلم عليك كثير السلام ويقول لك , لا غاب المطر مغيبتك ...