عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أخبار ومنوعات اليوم الاثنين 30 شوال 1430 هـ

الاغتيال المنظم للتجربة السعودية

عبد الوهاب الفايز
مقال الشيخ زين العابدين الركابي في عدد أمس الأول (الشرق الأوسط) يستحق القراءة أكثر من مرة والوقوف عنده مرات عديدة، وكما هي مقالات الشيخ تأتي دائما عميقة في الفهم مخلصة للمنهج الوسطي الذي يرى الأشياء بأبعادها المتعددة، وتأتي النتائج دائما: الحق أحق أن يتبع، أو ملبية للمبدأ القرآني العظيم: «اعدلوا هو أقرب للتقوى»، العدل في القول، كما في العمل.
قدم الشيخ وقفة مهمة عن علاقة الدولة بالدين، وموضوعه كان تحت عنوان «(النهضة السعودية): أو تجربة نفي (الجفوة) بين الدين والتقدم». ومن طرحه يبدو أن الشيخ لمس, بمتابعته الفكرية الهادئة للساحة الإسلامية, أن ثمة تعمدا لتجاهل (التجربة السعودية) التي قادها الملك عبد العزيز في تأسيس الدولة واستمرت ثوابتها حتى الآن، فالدولة التي قامت على ثوابت الدين انطلقت
للأخذ بكل ما يحتاج إليه الإنسان لاستقامة حياته في المجالات الدينية، سواء كان من الشرق أو الغرب، وكما ذكر الشيخ، فهذا منهج الدولة الإسلامية في عز سيادتها للقوة في العالم، فقد كان المسلمون أكثر انفتاحا وتقدما في الأخذ من العلوم والمعارف والمخترعات في عز قوتهم الاقتصادية والعسكرية.
إن التجربة السعودية التي أشار إليها الشيخ في مقاله يتربص بها المتطرفون، سواء من فئة المكفرين الناقمين أو من فئة المستغربين الليبراليين، الذين يعتقدون أن تدخل الدين في إدارة الدولة سيؤدي إلى عودتنا إلى الوراء.. وهذا الاستقطاب في المواقف من المؤسف أنه بدأ يحجب رؤية وموقف الأغلبية، التي ترى أن الدين ضرورة للضبط النفسي والاجتماعي والأخلاقي، وهي متصالحة ومتسامحة مع الدين.
والارتكاز إلى الدين بإطاره الشامل المتوازن كان وما زال هو الذي ميّز التجربة السعودية، والملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أدرك بحسه القيادي الفطري أن الدين هو الجامع للناس، وهو الذي روض نفوسهم ووطن الخير فيها ووحد منطلقاتهم ووضع السقف لخلافاتهم.. والملك عبد العزيز، كما يبدو في مقال الشيخ الركابي متجاوزا دوره السياسي، وفي تحليله، يقدمه في إطار المصلح الاجتماعي التنويري لأنه أدرك أن الدين، إذا وجه التوجيه السليم، فإنه يتحول إلى قاطرة الفعل الاجتماعي والإنساني، فيصبح هو الدافع للارتقاء الحضاري والرفاه الاجتماعي.
ثمة دلالات عديدة في مقال الشيخ الركابي، وهو يقدم دعوة ضرورية ومهمة إلى ردم الفجوة بين الدين والتقدم، خصوصا مع الهجمة المنظمة لاغتيال التجربة السعودية، وهي هجمة مع الأسف تتصاعد من خلفنا ومن بين أيدينا، وهي أكبر تهديد لمستقبلنا، وتأتي من أقصى التطرف بنوعيه.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس