عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2011   رقم المشاركة : ( 3 )
العربي
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 237
تـاريخ التسجيـل : 21-01-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 24
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : العربي يستحق التميز


العربي غير متواجد حالياً

Smat5 رد: ياراحلين إلى الحطيم وزمزم – ذكريات رحلة الحج

" لبيك اللهم لبيك .. لبيك لاشريك لك.. إن الحمد
والنعمة لك والملك.. لاشريك لك "
الله يجزاك بالخير مراسلنا على هذا الموضوع الطيب والذي أراه أتى متزامناً ومنسجم حيث التوقيت في الطرح مع موسم حج هذا العــــ1432ـام كما نسأله تعالى أن يعين كل من نوى حج بيت الله الحرام وأن يتقبل منهم ..
من منا لا يختزل في ذاكرته الشيء الكثير من ذكريات الحج الجميلة الخالدة التي لم ولن يمحوها الزمن مهما تقادمت عليها الأيام والسنين؟، فرحلة الحج لديّ ولدى كل مسلم موحد لخالقة أحسبها من أفضل رحلات العمر رغم ما قد يُصاحبها عادة من مشقة وتعب وسأظل أدعوا ربي أنيرزقنا وإياكم حج بيته سنوات عديدة، وأن يتقبل من الحجاج حجهم ويغفر لنا ولهم ذنوبهم، حقيقة أني تذكرت مع حديثك سياق ما ذكرت وفتوى ذلك الشيخ (أبن حزم) من شروط السعي بين الصفا والمروة " أن الشوط يًحسب من الصفا للمروة ثم من المروة للصفا أي يكون السعي أربعة عشر شوطا"!! وهذا الذي أتيت أنا على فعله وقمت بتطبيقه على أرض الواقع تماماً!!
وذلك عند أدائي أول فريضة حج في صغري لا أخذاً بفتوى هذا الشيخ المبجل ولكن جهلاً مني، وقد علق عليّ متندراً حينها أحد الأخوة لتأخري عليهم في السعى بعد أن أخبرتهم عن أسباب تأخري قائلاً: سوف يغنيك أحد هذين السعيين اللذين أتيت بهما عن السعي في المرة القادمة..!!
أما من جانب المشقة والتعب في أداء هذه الشعيرة فلا أضن أن يختلف اثنان على أن هناك فرق كبير من ناحية الصعوبة بين الحج في الماضي والحاضر ففي الأيام الماضية كانت رحلات الحجاج إلى بيت الله الحرام يكتنفها الشيء الكثير من المخاطر والمشقة،ولم تكن مواصلاتهم ووسائل نقلهم ذات يسر وسهولة كما هو الحال الآن،
فقد كانوا يواجهون الكثير من المصاعب والشدائد التي تفتك بهم في الطرق التي كانوا يسلكونها في رحلاتهم،سواء كان ذلك من شدة حرارة الصيف القائض أو برد الشتاء القارص وجفاف المياه وتقطع السبل بهم في الصحاري والقفار التي يسلكوها قبل وصولهم إلى مبتغاهم ،
إلى جانب ذلك ما قد يداهمهم خلالها من أمطار غزيرةوسيول أو تعرضهم للصوص وقطّاع طرق يتربصون بهم أثناء سيرهم، بل يصل الحال بهم إلا فقدان النفس والمال والموت قبلالوصول وأداء الفريضة العظيمةالتي أتوا من أجلها..
هذا وقد أفاضت كتب الرحالة والمؤرخين في الحديث عن المتاعب التي تواجههاقوافل الحجاج إلى بيت الله الحرام، واسمحوا لي باختيار بعض هذه النماذج التي قد تجسد الواقع الأليم وتلك الصعوبات :
يذكر الشيخ ابن الجوزي رحمه الله في كتابة "مرآةالزمان" في حوادث سنة 692 هـ تعرض قافلة الحجاج الشامية إلى ريح عظيمة وبردومطر شديد أدت إلى موت وهلاك عدد كبير من الحجاج في ذلك العام،
حيثُ حملت الريح أمتعتهم وثيابهم، وانشغل كل حاج بنفسه، وكابدوا مشقة عظيمة،

وكثيراً ما كانت الأمطار والسيول تداهم قوافل الحجيج، ففي سنة 1196هـ اجتاحت قافلةالحج المصرية أثناء سيرها في الطريق بين مكة والمدينة أمطار وسيول عارمة أتت على نصف الحجيج المصريين في ذلك الزمان،
وكان الحجاج اليمنيون أيضايفضلون الحج عن طريق البحر، على الرغم من مخاطره المحدقة، كي لا يتعرضوا لمهاجمة العربان وقطاع الطرق البرية بين اليمن ومكة المكرمة.
كما يذكر المؤرخ المصري ابن إياس في حوادث سنة 356 أيام الدولة الإخشيديةتعرض قوافل الحج المصري لاعتداءات من أعراب بني سالم، حيثُ قطعوا الطريق على الحجاج، وأخذوامنهم عشرين ألف بعير، محملة قماشاً وبضائع ومالاً، وأسروا الرجال النساء،
ويذكر الرحالة جوزيف بتس أو الحاجيوسف بعد إسلامه، وهو أول انجليزي وثاني أوروبي يزور مكة في التاريخ الحديثوكان يحج سنة 1680م مع قافلة الحج لجزائرية، والتي كان من الضروري أن تمر بالأراضي المصرية، أن رحلات الحج كانتتتعرض أثناء سيرها في النيل للنهب من قبل اللصوص وقطاع الطرق.
وهذا ما كان عليه حال الحجاج في السابق من مشقة ومعاناة ومتاعب لا حصر لها، أما اليوم فلله الحمد والشكر، فقد أصبح الحاج يقضي نسكه بكل يسر وسهولة بفضل من الله ونعمة حيثُ الرفاهية التي ينعم بها في ظل الخدمات الكبيرة التي وفرتها الدولة مشكورة والتوسعة الكبيرة التي حضي بها الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فضلاً عن ذلك وجود شبكات طرق حديثة ووسائل نقل حديثه ومتطورة تختصر المسافات إلى ساعات قليلة لا يشعر معها الحاج بأي صعوبة أو تعب في أداء فريضة فلله الحمد من قبل ومن بعد.






تقبلوا تحياتي
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس