الموضوع: بر الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
محمود شمس
ضيف المنتدى


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 435
تـاريخ التسجيـل : 01-05-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 18
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : محمود شمس يستحق التميز


محمود شمس غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بر الوالدين

هل يسمح لي الثماليون بإضافة بسيطة لما ذكره الأخ الثمالي الذي يفتخر وأنا معه فخور لمجرد أن لي مشاركة في منتدى بلاد ثمالة، وتلك حقيقة أعلنها أني محب لكم ياأبناء ثمالة.
والذي دعاني لتلك المشاركة أهمية ( بر الوالدين) التي كدنا نفقدها بل ويعدها البعض للأسف ( تخلّف ) ، ونسي هؤلاء أن الله جل وعلا أمرنا أمرا صريحا بالإحسان بهما وقرن ذلك بالأمر بعبادتهما.
وحتى لاأطيل ولا أكرر ماذكره الأخ الفاضل الذي أعتز معه بثماليته .
سأشير إلى نقاط محددة:
1- أن الله أمرنا بالإحسان بالوالدين ، وليس بالإحسان إليهما ، وشتان ، فالإحسان بهما : الباء للملابسة والملاصقة فتفيد أنه إحسان كامل بكل ألوان وأنواع ا؟لإحسان ولابد أن يكون منصبا على ذاتهما وتقديرا لهما ، وليس مجرد تقديم هدية أو زيارة أسبوعية...إلخ فليس هذا هو المقصود ، ولذا لم يقل الحق سبحانه وتعالى : وإلى الوالدين إحسانا أبدا لأن إلى تعطي معنى الانتقال فكأنك بعيد عنهما بإحسانك ثم تنقل إحسانك إليهما ، كما أن الإحسان بإلى لايدلّ على أنه إحسان منصب على الذات ولا يدل على التكريم فقد تحسن إلى من تحب ومن لاتحب لكنك لاتحسن إلا بمن تحب.
ولذا قال الله تعالى مخاطبا قارون : وأحسن كما أحسن الله إليك ، بينما قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام : (وقد أحسن بي ) فالله أحسن إلى قارون ، وأحسن بيوسف. تأمل أنت الفرق حتى تدرك ماذا يريد الله منك بإحسانك بوالديك ، وليس بإحسانك إليهما ، ولذا من يزعم بأن للأم عيدا في العام ويدّعي أن الأم تنتظر هذا اليوم وتبكي إن لم يسأل عنها في هذا اليوم ؛ نقول له لأنك أهملتها طول العام فبالضرورة ستنتظر هذا اليوم أما لو أنك نفذت أمر الله في الإحسان بها في كل لحظة تمبك هل ستنتظر هذا اليوم؟؟؟ أبدا والله لن تنتظر ، ومن يجرب سيدرك بنفسه.
2- وتأمل : لم تخير الله كلمة (أف) ؟ إلى جانب ماذكره المفسرون سأشير إلي أمرين مهمين:
أ- أصل كلمة : أف ؛ أن الإنسان إذا وقع على ملابسه بعض الغبار ينفخ محل الغبار متضجرا منه على ملابسه ، وتخيل : ماذا يُزعج الإنسان من هذا الغبار إنه تضجر بسيط .
وأيضا إذا شمّ الإنسان رائحة كريهة فمازال يحدث هذا التأفف متضجرا ، وهنا وقفة ؛ لعل في اختيار (أف) إلى جانب أنها تدل على أقل تضجر : أن الوالدين قد يبلغان مبلغا تصدر منهما بعض الروائح الكريهة فإياك أن تتأفف متضجرا من تلك الرائحة وهذا أدب رفيع ومراعاة لمشاعر الوالدين ؛ فهل أدركت هذا أخي الكريم ؟
أيضا كلمة أف ورد فيها ثلاث قراءات متواترة : 1- أُفٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍّ بالكسر والتنوين . 2- أفَّ بالفتح بلا تنوين . 3- أفِّ بالكسر من غير تنوين . والمعني الذي نستفيده من قراءة التنوين وعدمه . لماذا؟ لأن كلمة أف اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر ، وأسماء الأفعال تّعَرّف ، وتُنَكّر، وإذا أردت تعريفها تحذف التنوين منها ، وإذا أردت تنكيرها تدخل التنوين عليها . لعلك تقول الآن وما يعنيني في هذا؟ أقول لك تصبّر أخي ؛ فمعنى قراة التنوين أن الكلمة نكرة ؛ والنكرة معناها الشيوع ؛ فكأن الحق ينهاك أن تتضجر أمامهما مطلقا لابسببهما ولا بسبب غيرهما ، وتأمل تلك المشاعر الرقيقة كم من واحد منا أتى من عنمله متضجرا من أمر ما حدث له في العمل ثم يدخل أمام والديه متضجرا متأففا معلنا أنه لايطيق نفسه ، وهو معتقد أنه لم يؤذ والديه لأن تضجره من غيرهما وليس منهما ؟ الحق يقول لك : أنت منهيّ عن التضجر أمامهما حتى ولو كان بسبب من غيرهما تأملتم هذا؟؟
أما قراءة عدم التنوين فالكلمة معرفة ؛ أي لاتتضجر منهما .
وهذا إعجاز في تربية النفوس. أرأيتم كيف أكد القرآن على الإحسان بهما .
تلك خواطر ماستطعت أن أكتمها حتى ننتبه ونعلم :
1- أن الإحسان بالوالدين هو المطلوب وليس إليهما.
2- أنلا نتضجر أمامهما لابسببهما ولا بسبب خارج عنهما وإنما التبسم في وجههما ، والعمل على راحنهما.
سامحوني على تلك الإطالة ، وتلك المداخلة ،والموضوع طويل لكني أكتفي بهذا سائلا ربي أن يرزقني وإياكم ا؟لإخلاص في القول والفعل والعمل ، وأن يرزقنا برنا بوالدينا .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

لا تنسوني من دعائكم .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس