عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2010   رقم المشاركة : ( 13 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية الثلاثاء 28--4

الرياض : الثلاثاء 28 ربيع الاخر 1431هـ- العدد 15268
متى يقف تدنِّي مستوى التعليم؟
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
الواقع أن مستوى التعليم لدينا في مراحله الأربع مستوى يدعو إلى التأوه وتذكر - زمان أول -، فالجامعي لدينا الآن بعد أن اجتاز أربع مراحل تعليمية - الابتدائي، المتوسط، الثانوي، الجامعة - حينما تطلب منه أن يقرأ أسطراً من القرآن لا تخلو قراءته لسطر واحد من عشرات الأخطاء ولو سألته ماذا يحفظ من القرآن أو من السنّة، لما وجدت عنده شيئاً يتناسب مع مستوى تعليمه، ولو طلبت منه أن يكتب لك بضعة أسطر تمليها عليه لوجدت خطه رديئاً وأخطاءه الإملائية كثيرة. ولو سألته عن أصول معتقده لوجدته خالي العيبة.
ولو اختبرت معلوماته في الحساب لوجدته في حاجة إلى آلة حاسبة. وفي نفس الأمر لو أردت المقارنة بينه كجامعي وبين حامل شهادة ابتدائية قبل خمسين عاماً لوجدت الثاني أكثر علماً وأنقى فكراً إلا في نطاق ما يسمى بالفنون والرياضة وألعاب النت والجوال، ومما لا يسمن ولا يغني من جوع، ولهذه الثقافة الفنية آثارها السلبية في فكر المواطن وانحراف سلوكه ومسالكه في الغالب، ولعل القارئ العزيز يستغرب هذا القول ولعل استغرابه يزول بمعرفة ما يلي: أنا أحد طلاب المدرسة الابتدائية عام 1361هـ وتدرجت في سنواتها حتى أخذت شهادتها عام 1365ه، وكان من منهج الدراسة فيها -وفي السنة السادسة- القرآن الكريم مع أحكام التجويد وتطبيقها، والعقيدة الواسطية في التوحيد، وأخصر المختصرات في الفقه والنحو الواضح في قواعد اللغة وتاريخ الخلفاء الراشدين والدولة الأموية في التاريخ ومنهج حساب الكسور العشرية والاعتيادية والنسبة والتناسب وحساب الشركات وحسابات الأرباح البسيطة والمركبة. ومادة التهذيب وهي مادة تعنى بتربية الطالب وأصول تعامله مع ربه ووالديه وإخوانه وجيرانه وأهل مسجده وحيِّه - منطقة إقامته - فضلاً عن العناية الكاملة بالخط والإملاء والمطالعة. كنا نقدر الأستاذ ونهابه أكثر من هيبتنا آباءنا، كان الأستاذ ينظر إلينا نظرته إلى أبناء صلبه من حيث الاحترام والرحمة والترغيب والترهيب كنا نتقبل القول: بأن عصا الشيخ من الجنة. لقد فرحت كثيراً حينما غيَّرت وزارة المعارف اسمها إلى أن تكون وزارة التربية والتعليم لأن التربية أساس التعليم ولكننا لا نزال نفتقد من وزارتنا الجليلة عنصر التربية ولا علم بلا تربية. جبريل عليه السلام حينما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة سائل ومتعلم كان أول شيء قابل به رسول الله صلى الله عليه وسلم الأدب والخضوع لشيخه حيث جلس أمامه وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه ثم بدأ بالسؤال وتلقي الجواب. أستاذ اليوم في الفصل في حال من الإهانة لا يحسد عليها، والطالب أمام استاذه في حال من الاعتداد بنفسه يخشى على أستاذه من آثار غطرسته وغطرسته، وإدارة المدرسة في وضع شائك من أحوال الطلاب وأساتذتهم، ومخاض ذلك كله أن مستوى التعليم قد انخفض إلى درجات دنيا، فتفاعل التعليم مع مذلة الأستاذ وسطوة طلابه عليه، وظهرت آثار ذلك في المستويات التعليمية وضحالة التربية والتعليم لدى الطلاب. وسمعنا صدى عويل الطالب المثالي وهو يقول:
لقد أصيبت بداء السل أحوالي
فهل لها يا عباد الله من راقي
وهناك أمر له أثره المساند في تدني مستوى التعليم هو ضعف العلاقة التعاونية والقيادية بين إدارة المدرسة وأساتذتها فقد انعكست مهانة الأستاذ عند طلابه على وضعه مع إدارة مدرسته من حيث ضعف مقام الادارة لديه، والتردد في قبول توجيه الإدارة وملاحظاتها، فمرجعية إدارات المدارس تساعد المدرسين على مواقفهم من الادارة، وهذا يعني أن العلاقة بين الأستاذ والطالب علاقة تدعو إلى التقليل من النصح والاخلاص، وأن العلاقة بين الأستاذ والادارة لا تقل عن ذلك، وأن العلاقة بين إدارة المدرسة ومرجعيتها علاقة لا تخدم المسؤولية الادارية والنتيجة: أن التعليم في تدن يدعو إلى الشكوى إلى الله ثم إلى القيادة العليا في البلاد.
وأختم إطلالتي بقول الشاعر
إن المعلم والطبيب كليهما
لا ينصحان إذا هما لم يكرما
وبتوجهي إلى وزارة التربية والتعليم بضرورة معالجة وضع العلاقة بين الأساتذة والطلاب والادارة ومرجعيتها، وأن ينتهي ذلك إلى أن يعاد للأستاذ مقامه وكرامته وهيبته واعتباره، وللإدارة هيبتها وهيبة قرارها، وإذا كان بعض الأساتذة في مستوى لا يستحق فيه كرامة ولا هيبة فيجب تطهير المرفق التعليمي منه ومن أمثاله ولاشك أن رفع تحفيز الجودة التعليمية كفيل بتأمين من هم أهل للتكريم والاحترام وجودة العطاء. فنحن في حاجة مُلحة إلى تفعيل هدف تغيير اسم وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم، فتغيير اسمها لم يكن اصطلاحاً ليقال لا مشاحة في الاصطلاح. والله المستعان.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس