عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2010   رقم المشاركة : ( 17 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية الثلاثاء 28--4

المدينة : الثلاثاء 28-04-1431هـ
موسم هجرة المعلمين إلى الجامعات!
محسن علي السهيمي
يُحكى أنه كانت هناك (مهنة) شريفة تسمى (التعليم) تسابق عليها جمع غفير من شباب وشابات الوطن ، يطلبونها بما استطاعوا من ذكاء وتفوق علمي ؛ نظرًا للمكانة الاجتماعية التي يحظى بها القائم بأمر هذه المهنة ، والمنزلة الرفيعة له عند المتعلمين ، والمرتب الجيد نتيجة الجهد المبذول ، ولأن دوام الحال من المُحال فيبدو أن سنوات الخصب قد تولَّت، وربيع المهنة قد تصيَّف، وبدأ المتدافعون على هذه المهنة يتفرقون عنها ؛ حيث حطت سنوات الخصب رحالها في مكان ليس بالبعيد وأعني به (الجامعات) ، حيث أصبحت في السنوات الأخيرة مقصدًا يتسابق إليه المعلمون ، مما حدا بالقائمين على أمرهم في (وزارة التربية والتعليم) قبل فترة لتشكيل لجنة للنظر في تسربهم للجامعات . لو تكلم المعلمون – وقد تكلموا – عن دوافع هجرتهم للجامعات لقالوا: إن هناك مطالب لم تعمل وزارة التربية على تحقيقها، فملفات المستحقين للمستوى (السادس) لا تزال (رهينة) أدراج الوزارة منذ (14) شهرًا بالرغم من توفر أرقام شاغرة قبل وصول الملفات للوزارة ، وأنصبة المعلمين لا تزال تراوح مكانها ، وإن انخفضت في مدارس (معدودة) فلا تأخذ صفة التعميم ، ودرجاتهم التي تم تسكينهم عليها غير مرضية ، وفروقاتهم غير محتسبة، ثم إن مكانة المعلم بين طلابه تدنت بسبب وقوف الوزارة مع الطالب وولي الأمر في الأحوال كلها ، ومهما كان (جُرم) الطالب بحق المعلم فهو يُغتَفر ، أما (خطأ) المعلم بحق الطالب فيعني ضرورة (تأديب) المعلم بالنقل أو التنحية ، في حين أن الأستاذ الجامعي له صلاحيات مطلقة ولا يُسأل عن خطئه ولا يقبل التفاوض حول نتيجة مادة من المواد ، والطلاب لديه يُقبلون إليه ويُدبرون عنه بإشارة منه ، وعندما يفكر المعلم في مواصلة دراساته العليا فلا بد من المرور (بنقاط تفتيش) هدفها (التطفيش) وإن حظي (بالماجستير) فلا يُسمح له بالدكتوراة متى تخطى الأربعين من عمره المديد ! أما أستاذ الجامعة فإن أبواب الدراسات العليا أمامه مُشرعة في الداخل والخارج . المعلم يبقى إلى بعد ظهيرة يومه في متابعة ومراقبة لتحركات طلابه يصلح بين المتخاصمين ويتودد للعنتريين ويستجدي نخوة العقلاء منهم حتى ينقضي يومه ويعود بسلامة الله إلى منزله ، في حين أن أستاذ الجامعة لا يعنيه أمر الطلاب إلا داخل قاعة المحاضرة. ما لم يشمِّر المعلم عن ساعديه ويكثر الطلب والمسألة ويُتقن طُرق الاستجداء فلن يصل إلى مركز إداري ، وإن وصل تولدت مشكلة جديدة فهو يعتقد أنه أخذ صك تملُّك على (كرسيه) لا يُفارقه إلا إلى كرسي آخر أو أن يحل به (شبح التقاعد)، ومما ساعده على هذا الاعتقاد أن النظام لا يلزمه (بالعودة لحجرة الدراسة) ، في حين أن الأستاذ الجامعي يأخذ دوره في اعتلاء المناصب فترة زمنية (معلومة) ثم يتنحى ليحل غيره محله ويعود لقاعة المحاضرة . المعلم لا يُعترف له بخبرة كأن يترقى من معلم إلى معلم أول إلى مشرف مقيم ..إلخ، فلا غرابة أن يأتي من أمضى أربع سنوات ليتبوَّأ منصبًا ويصبح قائدًا لأستاذه الذي لم يشأ أن يسابق على هذا المكان ظنًّا منه أن النظام سينصفه. المعلم مطلوب منه أن يبقى أسير (الكتاب المقرر) ولو خرج عنه فإن التُّهم تنصب عليه بحجة (الخروج) عن النص والذهاب إلى (أفكار) غير محمودة، أما أستاذ الجامعة فله الحرية لتنويع مصادر المعرفة لطلابه دون تشكيك أو تخوين. هذا غيض من فيض مما ينادي به المعلمون منذ أمد، فهل تعمل وزارتنا الموقرة على تحقيق هذه المطالب المشروعة للحد من هجرة المعلمين للجامعات ؟
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس