عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2009   رقم المشاركة : ( 8 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الجمعة 19/6

المدينة:الجمعة 1430/06/19 هجري
النشاط الثقافي المدرسي ومواسم الحصاد
محسن علي السُّهيمي
يعد النشاط الثقافي عنصرًا مهمًّا في منظومة النشاط الطلابي بمدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية ، ويشكل رافدًا قويًّا لإثراء وتنمية المواهب الأدبية لدى الطلاب ؛ فهو يعمل على زرع الثقة في نفوسهم ، ويوجه سلوكهم إلى الفضائل ، ويربي لديهم ملكة الإبداع ، ويعودهم على مواجهة الجمهور ، ولسنا في مقام حصر فوائده ، لكن ما يهمنا هو الكيفية التي يُدار بها في المدارس ، وهل يسير كما يراد له وفق برامج وخطط تكفل له النجاح ؟ في الواقع أن الأهداف المتوخاة من النشاط بصفة عامة والنشاط الثقافي على وجه الخصوص أهداف نبيلة وذات مرامٍ بعيدة ، ومتى ما فُعِّل على الوجه الصحيح فإن المخرجات ستكون غاية في الجودة والإتقان ، لكن الواقع يشهد أن النشاط الثقافي لا يسير وفق ما يراد له في بعض المدارس لأسباب متعددة ، كعدم وجود معلم متفرغ للقيام به ، أو لعدم أهلية القائم عليه ، أو لعدم توفر الإمكانات اللازمة لنجاحه ، وقد يعود لعدم تفاعل إدارة المدرسة وهيئة التدريس مع معلمه ، لذا فالنشاط الثقافي في هذه المدارس لا يتعدى كونه قصيدة يحفظها أحد الطلاب المجيدين في آخر العام قبيل موعد المسابقة كمشاركة للمدرسة تغنيها عن المساءلة . ومع هذا ففي الميدان نماذج حية ومتميزة فعَّلت النشاط على أكمل وجه وخطَت به خطوات بعيدة في سبيل تحقيق أهدافه ، إلا أن هذه النجاحات المعدودة لا تعفي البقية من المساءلة عن أسباب هذا الإخفاق ودوافعه . أمر آخر في غاية الأهمية في مجال النشاط الثقافي يتكرر في مواسم الحصاد وأعني به ( الحُكم) على المشاركات المقدمة من المدارس والتي يُضرب لها يوم أشبه ما يكون بـ( سوق عكاظ ) مصغر تجتمع فيه وفود المدارس المشاركة والتي حُددت مشاركاتها سلفًا من قِبل قسم النشاط في ( قصيدة أو مقالة فردية ، وأنشودة جماعية ) ويتولى الحُكم عليها مشرفو قسم النشاط وأحيانًا تتم الاستعانة بمشرفي اللغة العربية ويتم الحكم وفق استمارة معدة تتضمن عددًا من البنود لكل بند درجات محددة ، وهنا أقف لأتساءل : ما هي الشروط الواجب توافرها لدى المحكِّم ؟ أظن الإجابة الفورية تقول : أن يكون متخصصًا في اللغة العربية ، وهذا حق ولا شك لكنه غير كافٍّ للحكم على ما يُقدَّم خصوصًا إذا علمنا أن الأعمال المقدمة في معظمها ( قصائد ) موزونة مقفاة وهنا مربط الفرس ، إذ إن القاعدة تقول : ليس كل متخصص في اللغة العربية شاعرًا أو متذوقًا للشعر ؛ بالتالي فالحكم لن يكون دقيقًا فمعرفة الشعر والإلمام بأوزانه أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمحكِّم ، فلا يكفي أن يحكم على سلامة النص من الناحية الشكلية ويظن أنه مكتمل بسلامته من الأخطاء النحوية في حين إن النص يشكو من خلل بيِّن في مضمونه وموضوعه وأوزانه وطريقة إلقائه . لذا فإنني أقترح على الإخوة مشرفي النشاط الذين ينظمون مشكورين مسابقات ( الإلقاء والتعبير ) أن يأخذوا في اعتبارهم أمورًا أحسب أنها جديرة بالعناية ، ومن ذلك توحيد لجان التحكيم ( على الأقل في مكاتب التربية ) ، وأن يكون المحكِّمون من المتخصصين في اللغة العربية شريطة أن يكونوا ممَّن خبر ( الشِّعر ) وألمَّ بأوزانه وطريقة إلقائه ولديهم القدرة على تمييز جيده من رديئه ، عندها يتحقق الرضا بين المتسابقين وتخرج المسابقة عن كونها مجرد تأدية واجب إلى آفاق التنافس الشريف والمتعة والفائدة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس