[ابوسيفين]

صح السانك يابو سعد نص ذائق راق لي ووجدت فيه شيئ من موروثنا الشعري .

أحسست وكأني امام قصيده لشاعر من صدر الاسلام وتذكرت قصيدة حسّان بن ثابت

عندما أتى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم معتذرا إستهل قصيدته ببيتين يتوهم

من اكتفى بسماعهما أنّه بصدد قصيده غزليه

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول == متيَّمٌ إثرها لم يفد مكبول

وبراعة الاستهلال في المطلع الجيد من الشعر ، أو العبارة الجميلة الأولى من الخطاب

تنتزع السامع من مشاغله ، وتنشّط لديه حسّ الجمال ، فيتابع الكلام المعروض عليه إلى

نهايته بسبب الاندفاع الأول ، ومن هنا يتفنّن الشعراء والخطباء في استهلالهم للكلام ،

ويبرعون في اختيار العبارات التي يبدؤون بها ؛ كي يجذبوا إليهم السامع أو القارئ وهو

ماعمد إليه شاعرنا رغم ماتضمنه النص من ألم وسخط من الواقع الذي شبهه الشاعر

بالسراب

[poem="type=1 font="bold medium tahoma, verdana, arial, helvetica, sans-serif""]زمان التخلف والألم والقهر والضيق
وعصر التبختر والتكبر والأوهامي[/poem]

وقد تمنيت قبل ختامه لقصيدته أن يخرجنا من ذلك الجو الكئيب فإنّ ختام الكلام آخر ما

تسمعه الأذن ويعيه الإدراك ؛ فإنّ كان حسناً هفت إليه الأفئدة ، واستلذّه السمع ، ودام

في النفس أمداً طويلاً .والقاعدة في هذا الشأن تقول : خير الكلام ما أنت فيه حتى تدعه

وختاما أجدني ملزما بالتأكيد على أننا أمام نص رائع يستحق القراءه مرارا