[صقر قريش]

الوطن:الجمعه 27 جمادي الأولى 1430هـ العدد:3157
أوقفوا الدراسة
علي سعد الموسى
تأملت في قرار وزارة التربية والتعليم القاضي بإيقاف مدارس منطقة العيص لمدة أسبوعين ثم تأملت السؤال الأخطر: ماذا سيخسر أبناؤنا الطلاب لو أن القرار كان شموليا يقفل كل مدرسة إلى نهاية العام؟ وأظن الجواب مجرد خسارته أوعية بلا مضمون لأن نظامنا التعليمي المتكامل ومناهجنا مجرد مقطع من عرضة السامري التي تتكرر بالمقطع حذو المقطع طوال المساء على حناجر الفرقة .
وبكل صراحة فإن أخطر ملفاتنا التنموية لا تبتدئ بالأمن الفكري ولا تتثنى بالإرهاب بل إن أخطر هذه الملفات هي ما يلي: أولا ملف التعليم ولنا أن نعلم أن مجمع جامعاتنا اليوم تضم ما يقرب من 700 ألف طالب وطالبة وبالتالي فإن هذا الرقم المخيف لا يمكن علاجه بالمبيدات الكيميائية ولا يمكننا أن نتجاهل هذه القنبلة التي لا أعتقد بتاتا أننا على استعداد بتبعاتها في غضون 4 سنوات من اليوم . ما الذي يتعلمه هؤلاء في جامعاتهم وما الذي يذهب إليه ملايين الأطفال كل صباح إلى مدارسهم من أجل ما تبقى من 4 أسابيع إضافية لهذا العام . مررت مساء البارحة بمدرستي الابتدائية ثم وقفت تسألني ماذا اختلف في شيء عن مدرسة ابنك الابتدائية اليوم . وما لم نقم معاً بعمل شجاع من أجل إنقاذ مكينة التعليم من صناديقها المعلبة ومن نصوصها المحنطة فإننا للأسف الشديد نخطو خطوة إلى الخلف بعيدا، فمن ذا الذي يصدق أن طالب الثانوية اليوم سيدخل غدا قاعة الامتحان من أجل 18 مادة إنشائية سيركل أوراقها ودفاترها بقدميه أمام بوابة المدرسة لحظة خروجه من الامتحان . ثاني الملفات هو تحرير سوقنا الضخم كي يبقى لأهله فخلال 10 سنوات من اليوم سيكون في السوق 3 ملايين طالب جامعي جديد يحملون أعلى الشهادات، لكن مجرد براويز من ورق وما لم نقم بهيكلة شجاعة تنقذ تخصصات التعليم العالي فإننا سنواجه قطاعا خاصا لديه الحجة جاهزة للتغيير . لا يمكن لنا أن نستوعب المعادلة المقلوبة: ملايين الطلاب بقدر إنشائي صرف من التعليم يزاحمون ملايين ملفات الاستقدام التي لم تترك لأبناء أعظم اقتصاد بالشرق الأوسط من فرصة إلا بوابة البطالة .