عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2009   رقم المشاركة : ( 20 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية السبت 28/5

الوطن :السبت 28 جمادى الأولى 1430هـ العدد 3158
أدوات مدرسية تحاصر الطلاب بروائح "سامة" تفتح أبواب المخدرات وتنتهي بالموت! استنشاق المواد "الطيارة" يهدد بضمور المخ وتلف الخلايا العصبية والتهاب الرئة
الطائف: نورة الثقفي
يا كل أب، وكل أم.. انتبهوا جيدا قبل فوات الأوان. بعض الأدوات المدرسية تحولت في أيدي كثيرين من الطلاب إلى "قنابل موقوتة" تهدد صحتهم، وتحاصرهم بمخاطر شتى. الأدوات الخطرة ذات روائح نفاثة ونفاذة، تُغري صغار السن "بتجربتها"، وسرعان ما يقع الطفل ضحية لها، ويسقط في براثنها، بعد أن تقوده إلى عالم المخدرات، والتشرد، والاضطراب السلوكي. تلاميذ صغار السن اعترفوا ـ في براءة ـ بأن لهم زملاء وزميلات بالمرحلة الابتدائية أدمنوا "شم" طامس الحبر، وأقلام السبورة الملونة، وبعض أصناف الصمغ، والغراء الأصفر، والمزيلات، والبخاخات الملونة، وغيرها من المواد الضارة بالصحة. خبراء التربية والصحة المدرسية وأساتذة علم النفس والصحة النفسية حذروا من أن استنشاق تلك المواد "الطيارة" يُهدّد بضمور المخ، وتلف الخلايا العصبية والكلى، والتهاب الرئة، والإجهاض المبكر، وتشوهات الأجنة، والموت المفاجئ، وتهيج العينين، واحتقانهما، وسيلان الأنف ونزيفه، وتهيج الفم، إضافة إلى ظهور طفح جلدي. وشدّدوا على أنه لا يجوز الاهتمام بالتعليم على حساب "التربية" لضمان توازن الأجيال الجديدة، وحمايتها من الإدمان، والتشرد، والاضطرابات السلوكية، والانحراف. وطالبوا وزارة الصحة بتبني مشروع لاختبار جميع الأدوات المدرسية التي يستخدمها الطلاب حاليا، وتحديد مضارها ومخاطرها، والأساليب الصحيحة للتعامل معها.
وحذروا من أن جشع التجار وراء غزو المنتجات المقلدة والضارة للأسواق على حساب "سلامة" أطفالنا ومجتمعنا. وطالبوا وزارة التجارة بعدم السماح بدخول أدوات أو مواد ضارة بصحة الطلاب إلى البلاد. وفي السطور التالية نتعرف على المزيد من أبعاد القضية، ومقترحات الخبراء والعلماء لتلافي مخاطرها، وحماية الأجيال الجديدة منها. "جمانة" ـ طالبة بالصف الخامس الابتدائي ـ تؤكد أن بعض زميلاتها الطالبات اعتدن وضع "طامس الحبر" بأيديهن، لاستنشاقه. وتضيف أنها وبعض زميلاتها يلفتن نظر المعلمة إلى تصرفات تلك الطالبات، ولكنها لا تفعل شيئا، وتكتفي بوصف تلك التصرفات بأنها نوع من "الشقاوة" داخل الفصل. أما "عمر عبدالرحمن" ـ طالب بالصف الرابع الابتدائي ـ فيشير إلى أن طالبا من زملائه اعتاد وضع "طامس الحبر" بكميات كبيرة على أطراف أنفه بهدف استنشاقه. يؤكد أن الطلاب يُخبرون المعلم بذلك، فيأخذ "الطامس" من الطالب، ويضعه أمامه، وغالبا ما ينسى أن يأخذه معه بعد انتهاء الحصة، فيستحوذ عليه الطالب مرة أخرى.
"رؤى" ـ طالبة بالمرحلة الثانوية بالطائف ـ تُحذر من أن بعض زميلاتها يضعن "الغراء الأصفر" في راحات أيديهن، ثم يقمن بِشَمّه فترة طويلة، في حضور المعلمة التي لا تعلم شيئا مما يدور حولها من تصرفات الطالبات.
تصرفات مريبة
أم محمد النفيعي ـ ربة منزل ـ تلفت إلى أن أبناءها يَقُصّون عليها أمورا عجيبة كلما عادوا من مدارسهم، الأمر الذي يجعلها تشعر بالقلق والخوف على أبنائها من تقليد زملائهم الذين يسيئون استخدام الطامس وأقلام السبورة الملونة ذات الرائحة النفاذة، ويعرضون أنفسهم للخطر. توضح أن أبناءها أخبروها أن بعض الطلاب يأتون بتصرفات مريبة، كاستنشاق الطامس، وأقلام السبورة، ويدّعون أنهم يشعرون بنوع من السعادة، والانتشاء بعد عملية الاستنشاق. أما سلطانة الخميس ـ موظفة بإحدى المستشفيات الخاصة ـ فتشير إلى أن أبناءها الذين يدرسون بالمرحلة المتوسطة يحرصون على أن يكون "الطامس" ضمن مجموعة الأدوات المدرسية التي يحملونها يوميا إلى المدرسة.وتجزم بأن والدهم، الذي يعمل في إدارة مكافحة المخدرات، يحذرهم بشكل مستمر من خطر "الطامس" ومادة "التنر" التي تستخدم في حصص التربية الفنية، والبخاخات الملونة في حصص النشاط المدرسي، وأقلام السبورة الملونة. تضيف أن اثنين من أولادها في المرحلة الابتدائية، وتشدد على أنها تمنعهم منعا باتا من أن يحملوا معهم الطامس أو الأقلام الملونة الخاصة بالسبورة، لحمايتهم من مخاطرها.
مواصفات قياسية
الدكتور سليمان الشهري مدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم يُحمّل المعلمين والمعلمات الدور الأكبر في حماية الطلاب والطالبات من مخاطر الإدمان. يُوضّح أن الصحة المدرسية طرحت رؤيتها ومقترحاتها حول هذا الموضوع لدى هيئة المواصفات والمقاييس، خاصة ما يتعلق بالطوامس، وأقلام السبورة، والأقلام الملونة، والأستون، والمواد ذات الروائح النفاذة. يُشدّد على أنه تم تحديد بعض المواصفات القياسية لتلك المواد التي تستخدم في المدارس، وذلك بهدف حماية الطلاب من مخاطرها. ويُحذر من أن السوق تزخر حاليا ببعض المنتجات المقلدة والبعيدة عن المواصفات القياسية، متهما بعض التجار بالجشع، والسعي إلى بيع كل ما يدر عليهم ربحا، حتى لو كان على حساب المواصفات القياسية، وسلامة أبنائنا. ويقول: إن دور التربويين والتربويات يتمثل في النصح للطلبة والطالبات من خلال التوعية الدائمة، مشيرا إلى أن الإرشادات الصحية تقضي بأن يكون بين الطالب والقلم الطامس مسافة لا تقل عن 30 سنتيمترا. يلفت إلى أن بعض الطلاب والطالبات اعتادوا أن يكونوا قريبين جدا من الورقة أو "الدفتر" حينما يكتبون، وهذا أمر غير صحي، فلابد أن تكون هناك مسافة معينة لضمان حماية النظر، وسلامة الحواس الأخرى.
تهوية جيدة
يؤكد الدكتور الشهري أهمية التهوية الجيدة بحجرات الدراسة، إضافة إلى الحرص على عدم استخدام الأقلام والطوامس ذات الروائح النفاذة بشكل كبير. ويوضح أن دور الصحة المدرسية هو إرشاد الطلاب والطالبات إلى خطورة تلك المواد، وملاحظة سلوكياتهم، ووضع هذا الموضوع ضمن المحاور التي تتم توعية أولياء الأمور بها، ليلاحظوا تصرفات أبنائهم، مؤكدا أن هذا التوجيه يمثل بناء "سلوكيات" تشترك فيها الأسرة والمجتمع التربوي. ويُشدّد على أهمية دور العاملين الصحيين في رعاية الطلاب، وحسن توجيههم، من خلال الاستشارات التي يقدمونها، لمساندة الميدان التربوي. ويقول: إن المعلم والمعلمة هما المثل الأعلى للطلاب والطالبات، خاصة أبناء المرحلة الابتدائية، وبالتحديد طلاب الصفوف الدنيا، فالمعلم هو الأفضل لديهم في كل ما يقول ويفعل، ومن ثم تجد توجيهاته قبولا كبيرا في نفوسهم.ويلفت إلى أنه قد لا يكون لدى الطالب في هذه المرحلة الكثير من التساؤلات حول خطر المزيل، وأقلام السبورة، ونحوها، إلا أن طلاب وطالبات الصفوف العليا قد يطرحون تلك التساؤلات، ومن ثم يُفترض أن يُوضّح المعلم والمعلمة للطلاب والطالبات التأثيرات الصحية الضارة للطامس، وأقلام السبورة، وخاصة مخاطرها على النظر والحواس.
حوار مفتوح
زبيدة الردهان ـ مديرة مدرسة سابقة ـ تصف جيل الطالبات الحالي بأنه جيل متفتح، وثقافته جيدة، وتطالب بأن تكون طرق التوعية مع هذا الجيل "ذكية"، وتصل إلى العمق. تشير إلى أن وسائل دعم التوعية في هذا المجال كثيرة ومتعددة، ومنها: استخدام النشرات، والبروجكتر، وعرض الصور، وغيرها. وتدعو كل مديرة مدرسة إلى اعتماد وسائل التوعية الصحيحة، وتوفير كل ما تحتاج إليه من أساليب جادة تضمن تحقيق توعية مثمرة، لمواجهة كل ما يحدث داخل أفنية المدارس. وتلفت إلى ضرورة الاستفادة من مجالس الأمهات في التوعية، خاصة إذا كان لدى مديرة المدرسة قدرة على التخاطب مع الأمهات. وتشير إلى أهمية دور اللوحات الإرشادية، وعرض الصور المختلفة لحالات إدمان مشابهة، لأن الصور تؤثر في الطالبات، وربما تصبح الطالبة ناصحة لزميلتها بعد رؤية تلك الصور التوعوية. وتطالب بإجراء "حوار المفتوح" ونقاش جاد بين المعلمة وطالباتها، للاستفادة من آراء الجميع ومقترحاتهم في مواجهة تلك المشكلات. تشير إلى أن الأم لها دور كبير في فهم أسباب ودوافع لجوء الطالبات إلى مثل هذه التصرفات الخطيرة على الصحة. وتُشدد على ضرورة الابتعاد عن الغضب أو زجر الطالبات بعنف، حتى لا يسبب ذلك تعقيدا أكثر لمشكلات الطالبات.
توعية شاملة
وتركز الردهان على أهمية دور مديرة المدرسة في بحث ومناقشة أبعاد وتبعات مثل هذا الموضوع مع أولياء الأمور والأمهات، ومعرفة الطرق السليمة المؤثرة في الطالبات، لحمايتهن من المخاطر. وتلفت إلى ضرورة تشجيع المعلمات والمرشدات الطلابيات على احتواء أي ظواهر خاطئة، ومعالجتها بالتوعية، وإعطاء الطالبات ـ في بداية كل حصة دراسية ـ نبذة مختصرة عن مخاطر تلك المواد على الدماغ. وتؤكد أنه ينبغي على مديرة المدرسة متابعة أداء المعلمات لدورهن التوعوي، والعمل على تعميم الطريقة السليمة والمفيدة في التأثير على الطالبات. وتُشدد على ضرورة تكامل جهود الوحدة الصحية والمدرسة والأسرة ومجلس الحي في توعية الطالبات والأمهات أيضا، بحيث تكون التوعية شاملة ومحققة لأهدافها. وتوضح أن المعلمة رائدة الصف تعتبر بمثابة الأم للطالبة، خاصة إذا تفهمت حالتها، وعرفت ما تعاني منه، والدوافع التي جعلتها تلجأ لمثل هذه التصرفات، مؤكدة أن المعلمة الجيدة والمتميزة هي التي تؤثر في الطالبات بحيث تصبح قدوة صالحة لهن. وتطالب بدعم الدور التوجيهي والإعلامي والتربوي للمرشدة الصحية في كل مدرسة، وتشجيع متابعتها للحالات الصحية والمرضية للطالبات، ومواجهتها للظواهر الخاطئة الضارة بالصحة، ومناقشتها مع الطالبات، لتلافي مخاطرها.
عباقرة.. ولكن!
نجاة الشريف المدربة والباحثة التربوية بمكة المكرمة تلفت إلى أهمية دور "الثقافة" في حماية الطلاب والطالبات من تلك المظاهر الخاطئة. وترى أن وزارة التربية والتعليم تهتم دائما بالشق الثاني من مسماها وهو "التعليم"، وتهمل الشق الأول وهو "التربية".. وتتساءل: ما الفائدة من إفراز "عباقرة" من خلال رعايتهم تعليميا لكنهم ـ في الوقت نفسه ـ مجرمون أو إرهابيون أو مدمنو مخدرات، لأننا أهملناهم تربويا؟. وتطالب بالتعاون لتقديم إنسان سليم السلوك والمعتقد والأخلاق، بحيث يصبح عضوا فاعلا في المجتمع. وتوضح أهمية أن يتم في بداية كل فصل دراسي ترشيح مجموعة من المعلمين والمعلمات الذين تتوفر فيهم صفات المربين الفضلاء الذين يستأنسون بآراء الطلاب والطالبات في عملية الترشيح. تقول: لا يشترط أن يكون المعلم والمعلمة من ذوي الكفاءات في التعليم، بل المهم أن يكون كل منهم ناجحا تربويا، بحيث يتم تبادل تلك المجموعة المختارة من المعلمين والمعلمات بين المدارس، لتقييم المستوى التربوي للطلاب والطالبات في كل مدرسة، وإعداد تقرير بالمستوى التربوي. وتؤكد أهمية أن يعود هؤلاء المعلمون والمعلمات في آخر الفصل الدراسي لتقييم مستوى التغيير الذي حدث بين صفوف الطلاب والطالبات من الناحية التربوية حتى نستطيع أن نحدد الموهبة في المعلمين والمعلمات المختارين الذين ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في حدوث هذا التغيير.
اختبارات صحية
توضح الشريف أن دور الأسرة يتركز في تجنيب أبنائها الوقوع في المشاكل، وليس البحث عن حلول للمشاكل، فمثلا إذا وقف الأب بأبنائه عند إحدى محطات البنزين لتعبئة السيارة ينبغي أن يحرص على غلق زجاجها، حتى لا يشم أبناؤه رائحة البنزين. تضيف أنه إذا صدر من أحد أبنائه ما يفيد استحسانه رائحة البنزين فينبغي أن يشرح له الأب أن تلك الرائحة ليست "جميلة" بل خطيرة، ويجب أن يحذرها. وتطالب وزارة الصحة بأن تتبنى مشروعا لإجراء اختبارات على جميع الأدوات المدرسية التي يستخدمها الطلاب والطالبات في جميع المراحل، وأن تحدد مستوى الضرر الموجود بها، وتوضح الوسائل الصحيحة للتعامل معها في حال الاضطرار لاستخدامها، وإصدار كتيب توعوي في هذا الشأن يوزع على الطلاب والأسر والمعلمين. كما تطالب وزارة التجارة بعدم السماح بدخول الأشياء الضارة في حال وجود الأقل ضررا منها، مشيرة إلى ضرورة حثّ التجار على التعاون مع شركات آمنة لحماية أبنائنا، بدلا من إيذائهم بالرخيص السيء. حماية.. بالتخويف
أما خديجة محمود ـ المرشدة الطلابية بالمتوسطة الـ 14 بالطائف ـ فتجزم بأن الخوف عامل مهم لحماية طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، وذلك من خلال عبارات معينة، لكونهم أطفالا يؤثر فيهم "التخويف"، بينما لا ينفع ذلك مطلقا مع طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية اللاتي يحتجن إلى الإقناع، محذرة من أن الصراحة معهن ربما تدفع البعض إلى التجريب. وتقول: ينبغي الحذر أثناء التعامل مع الطالبات في هاتين المرحلتين، موضحة أهمية اختيار المرشدة الطلابية ولجنة الإرشاد التربوي من المعلمات اللاتي يجدن قبولا لدى الطالبات، حتى يكون لهن دور فاعل في تغيير سلوكيات الطالبات، إضافة إلى لجنة للتوعية الدينية. وتلفت إلى انتشار طرق وقضايا أخرى بين طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية، ومنها تناول مشروب الطاقة بعد خلطه مع "البنادول". وتقول: إننا نواجه صعوبة في توعية الأمهات ببعض الأمور لخطورتها. وتوضح أنه من خلال التوعية الدينية نستطيع أن نوضح أضرار بعض المشروبات، مشيرة إلى أن الوحدة الصحية نصحت ـ حينما تمت استشارتها في كيفية معالجة الموضوع بين الطالبات ـ بأن يطرح بشكل حذر حتى لا يأخذ أبعادا مختلفة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس