[صقر قريش]

عكاظ :الأحد 15/10/1430 هـ العدد :3031
الصحة والتربية والانفلونزا
د . عبدالعزيز معتوق حسنين
نشرت إحدى الصحف في عددها رقم 16957 الصادر يوم الاثنين 7/9/2009م خبرا تحت عنوان جاء بهذا النص (السعودية: ظهور أعراض (الخنازير) على 10% من الطلاب يغلق المدرسة) . عند قراءتي لهذا العنوان لم أتمكن من التوقف عن الضحك، حيث إن نص العنوان يشير إلى الخنازير وليس إلى الانفلونزا رغم أن المقصود به مفهوم، فقلت لنفسي ياويلتاه ننتظر حتى تظهر ذيول ومخاشيم وعيون الخنازير وغيرها من أعراض الخنازير في 10 في المائة من طلابنا حتى نقفل المدرسة . تابعت قراءة ما اتفقت عليه وزارتا الصحة والتربية من خطة لمواجهة هذا المرض عند بدء العام الجديد للدراسة، والمهم في هذه الخطة حسب ما نشر في الصحيفة يتلخص في: تقفل المدرسة لمدة أسبوع مدرسي (سبت إلى أربعاء) مع استمرار عمل الهيئتين الإدارية والتعليمية إذا بلغت نسبة الطلاب الذين ظهرت عليهم أعراض الانفلونزا 10 في المائة بحد أقصى من طلاب المدرسة خلال الأسبوع (المدرسي) . هنا أود التعمق في هذه الأرقام في هذا البند من القرار، أولا الأسبوع المدرسي هو خمسة أيام فعلى ماذا بنيت هذه المدة للإقفال وللعدد التراكمي الذي خلاله ظهرت أعراض الانفلونزا في طلاب المدرسة، ومن أين أتت اللجنة المعنية برقم 10 في المائة رغم أن العلماء والخبراء في هذه الانفلونزا في محاولة لفك لغز هذا الفيروس الغامض ذكر مسؤولو مراكز رصد الأمراض (سي دي سي) في ولاية أتلانتا الأمريكية أن انفلونزا الخنازير هو فيروس «هجين» وأعطي المسمى العلمي Novel A H1N1 أي جديد، لأنه خليط بين فيروس الخنازير «إتش1 إن1» مع فيروس انفلونزا الطيور «إتش5 إن1» والانفلونزا البشرية الموسمية . وقال الدكتور ريتشارد بريسير من مركز «سي دي سي»: «لقد تنامت شكوكنا، إنه فيروس شديد التقلب، ما يجعل الوباء غير قابل للتوقع»، وأشار إلى أن المركز لم يكشف حتى الآن السرعة التي ينتقل بها الفيروس بين البشر، وحيث إن أعراض انفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الانفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد، فما هي القوائم التي ستتبع من قبل المسؤولين في المدارس لتنفيذ أو تطبيق أو رفع الأرقام إلى الجهات المسؤولة في الوزارتين ذات الصلة لتكتمل الأرقام المحددة في هذا البند المعني من القرار المشار إليه لقفل أم عدم قفل المدرسة؟ . فهذا البند من القرار يحتاج إلى شرح وتوضيح للمواطن وللمدارس والجامعات حتى يتمكنوا من تنفيذه دون اختلافات في الآراء بين جميع المسؤولين . باقي البنود في القرار المعني كذلك بها أرقام ونسب تحتاج إلى عدة مقالات كلها تتعلق بصحة وحياة أبنائنا ومستقبل أجيالنا القادمة . فهذا القرار يخص أغلى ما تتكون منه الأمة . . الصحة والتعليم، لا يعلوهما إلا العفو عند الله عز وجل فتأتي العافية بعد العفو أما العلم فهو نعمة سمح الخالق أن تطلب منه الزيادة مهما أعطاك من علم في قوله «رب زدني علما وألحقني بالصالحين»، وأعلى دعاء تدعو به الخالق هو «اللهم أسألك العفو والعافية» غير الصحة والعلم يأمرك الخالق مهما أعطاك منه قليلا كان أم كثيرا أن تقول: الحمد لله على كل حال .