[ابن ابي محمد]

أحسنت يا مراسلنا احسن الله اليك , ورحم والديك ..
وعطفا على ما كتبت اقول أن الرفق والأحسان الى الحيوان باب من ابواب الفوز بالجنان ورضى الرحمان , وظلمه وقهره باب من ابواب الولوج الى النيران وسخط الجبار..
وقد تألمت ذات يوم عندما سمعت من قائل قبل بضع سنين عن نفوق كثير من الحمير والقرود في وادي علق وحمى ثمالة نتيجة العطش الشديد بعد ان جفت موارد الماء من بطن الوادي ولم تجد مصدرا آخر للمياه تروي منه عطشها...
ولعلها مناسبة سانحة اناشد فيها اخواني القائمين على الجمعية الخيرية وعلى رأسهم اخي ابو عبد الرحمن لعلهم يضعون في منطقة بعيدة عن المزارع والقرى كالشعاب المطلة على وادي عورش واعلا حمى بلاد ثماله بالمنطقة المباحه مما يلي شعب ورد ووادي علق اواني مفتوحه او بركة ماء يتم ملؤها بشكل منتظم بالوايتات اثناء اوقات الجفاف...
احسنوا اليها يا ابا عبد الرحمن فأن احسانكم اليها لصنيع من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء , وتذكروا ما لها عند الله من قدر فأنه لولاها لما مطرت ارض منع فيها اقوام زكاة اموالهم ..
ولا يفوتني هنا اعادة تذكير اخواني في الحاضرة والبادية بوجوب مراجعة سلوكياتهم وسلوكيات اولادهم وتحمل مسؤلياتهم تجاه القطط التي لا يخلوا منها شارع او فسحة من الأرض , اذكرهم بها فأنهم غدا بين يدي الله موقوفون وعلى اعمالهم مجزيون وعن النعيم لمسؤلون , واليوم عمل بلا حساب وغدا حساب ولا عمل...
ومن تلك النعم التي سوف يسألون عنها غدا تلك المياه المنقاة المحلات القادمة لهم من بعيد في انابيب لا يتوقف جريان الماء فيها حتى تصل بكامل نقاوتها وتتخلل جدران بيوتهم من الداخل لينعموا بها لبينما تموت القطط خارجها من شدة العطش ..
وستسألون عن المعائش والخيرات الوفيرة التي يأتيكم اغلبها من وراء البحار ثم ترمون بفضلاتها في المكباة داخل اكياس النفايات ولا تطعمونها القانع والمعتر اللذين امرتم بأطعامهما في سائر الأيام بما فيها يوم اضحياتكم وفرحتكم بعيد النحر ...
فالله الله ايها الأخوة والأخوات في حيوانات القطط الهائمات فأنهم خلق من لحم ودم مثلكم يجوعون ويضمأون ويسعدون ويشقون ويألمون كما تألمون , وأنكم مأجورون بسقيها واطعامها وآثمون ومحاسبون على ما يصيبها من جوع وعطش وبؤس ولأواء ...
اجيروها واحسنوا اليها اجاركم الله واحسن اليكم , واستعيذوا بالله من قسوة القلب ومن الكبر فأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ..