[صقر قريش]

عكاظ : الأربعاء 9-2-1430هـ العدد : 2789
صـحــة إيـــه
عبده خال
الدخول في مشاكل وزارة التربية والتعليم كالدخول إلى الهيجاء من غير سلاح . وهي وزارة لا تعمل إلى كسب الانتماء الوظيفي لموظفيها، والدليل على ذلك وجود فجوات ما بينها وبين معلميها، ولم أسمع أن الوزارة سعت إلى خلق الاستقرار النفسي لهؤلاء المعلمين، وحددت المعلمين تحديدا عن بقية موظفيها كونهم هم من ينفذ سياسة الوزارة في الميدان . فهذه الفئة تتلقى عشوائية قرارات الوزارة من غير معرفة بأثر القرار للواقع الميداني الذي يعمل به هؤلاء المعلمين، وقد قلت سابقا أن الوزارة أصبحت تقف في مواجهة معلميها ليس مدافعة عنهم بل منتقدة لهم مما أدى إلى خلق تذمر مبطن لدى المعلم تحول مع الأيام إلى إحباط، جعل المعلم يؤدي دورا آليا ليس به أي صبغة من صبغات الانتماء وأدى أيضا إلى تراجع القيمة الاجتماعية للمعلم . والأمثلة كثيرة لا تتسع لها الزاوية للتدليل على تلك الفجوة الحادثة بين الوزارة ومعلميها . سأسلك طريقا آخر في ممرات تلك المشاكل، وأتحدث عن شعور المعلم أو المعلمة بالحاجة الماسة للعناية الطبية والذي جعلني أسلك هذا الممر تصريح مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم في استبعاد تحويل الوحدات الصحية المدرسية إلى وزارة الصحة . وليس مهما لدى المعلمين أو الطلاب أن تتحول هذه الوحدات أو تبقى، فالمهم لديهم وجود جهة تعنى بحالتهم الصحية في أعلى درجات العناية الصحية . وهذه الوحدات مع انتشارها الواسع لم تستطع أن تقدم الحد الأدنى من العناية الصحية، وقد سبق وأن كتبت مقترحا على الوزارة حفظ الأموال والموازنات المخصصة لهذه الوحدات واستغلالها بفتح مستشفيات كبيرة تعنى بالمعلمين والطلاب إن كان الهدف هم هذه الفئة . ومع وجود الوحدات بالصيغة المتواجدة عليها لم تقدم شيئا يذكر فهي مراكز ومصروفات مهدرة، حتى الاطمئنان إليها من كونها تنشر الوعي الصحي وتعزز صحة الأجيال (كما يقول مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم) أبشره أن هذا الهدف أيضا غير محقق على أرض الواقع . وإن كانت صحة المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات إحدى اهتمامات الوزارة فعليها البحث عن وسيلة ناجعة غير هذه الوحدات المتخصصة في إعطاء البندول لكل الحالات . وأخيرا هل يوجد مسؤول بوزارة التربية والتعليم يذهب للعلاج في الوحدات الصحية؟
هذا السؤال هو ميزان الحقيقة التي يمكن لأي مسؤول أن يجيب عليه كي يعرف واقع الحال . . وسلامتكم من كل شر .