عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-03-2007
 
ابو طلحه
مشرف سابق

  ابو طلحه غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 186
تـاريخ التسجيـل : 14-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 397
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابو طلحه يستحق التميز
افتراضي وهذه الدار لا تبقي على أحد :::::::::: ولا يدوم على حال لها شانُ

وهذه الدار لا تبقي على أحد :::::::::: ولا يدوم على حال لها شانُ وهذه الدار لا تبقي على أحد :::::::::: ولا يدوم على حال لها شانُ وهذه الدار لا تبقي على أحد :::::::::: ولا يدوم على حال لها شانُ وهذه الدار لا تبقي على أحد :::::::::: ولا يدوم على حال لها شانُ وهذه الدار لا تبقي على أحد :::::::::: ولا يدوم على حال لها شانُ

-- ( حقارة الدنيا ) --

يصور الإمام ابن القيم رحمه الله الدنيا برجل هيأ داراً وزينها ، ووضع فيها من جميع الآلات ودعى الناس إليها
فكلما دخل داخل أجلسه على فراش وثير ، وقدّم إليه طبقاً من ذهب عليه لحم ووضع بين يديه أوان مفتخرة فيها من كل ما يحتاج إليه
وأخذ من عبيده ومماليكه ، فعرف العاقل أن ذلك كله متاع صاحب الدار ومكله وعبيده
فاستمتع بتلك الآلات و الضيافة مدة منامه في الدار ، ولم يعلق قلبه بها ، ولا حدّث نفسه بتملكها ، بل اعتمد مع صاحب الدار ما يعتمده الضيف
يجلس حيث أجلسه ، ويأكل ما قدّمه له ، ولا يسأل عما وراء ذلك ، إكتفاء منه
بعلم صاحب الدار وكرمه ، وما يفعله مع ضيوفه ، فدخل الدار كريماً وتمتع فيها كريماً وفارقها كريماً ورب الدار غير ذام له

وأما الأحمق فحدث نفسه بسكنى الدار ، وحوز تلك الآلات إلى ملكه ، وتصرفه فيها بحسب شهوته وإرادته ، فتخير المجلس لنفسه
وجعل ينقل تلك الآلات إلى مكان في الدار يخبؤها فيه ، وكلما قدّم إله ربها شيئاً أو آلة حدث نفسه
بملكه واختصاصه به عن سائر الأضياف ورب الدار يشاهد ما يصنع ، وكرمه يمنعه من إخراجه من داره
حتى إذا ظن أنه استبد بتلك الآلات ، وملك الدار وتصرف فيها وفي آلاتها تصرف المالك الحقيقي ، استوطنها واتخذها داراً له وأرسل إليه مالكها عبيده
فأخرجوه منا إخراجاً عنيفاً وسلبوه كل ما هو فيه ولم يصحبه من تلك الآلات شئ

وحصل على مقت رب الدار

فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ، فإنه مطابق للحقيقة ... و الله المستعان

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : كل أحد في هذه الدنيا ضيف وماله عارية ، فالضيف مرتحل و العارية مؤداة


وفي الصحيحن ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مات ابن لأبي طلحة من أم سليم ، فقالت لأهلها لا تحدثوا أباطلحة
حتى أكون أنا فاحدثه فجاءت فقربت إليه عشاء فأكل وشرب وقال ثم صنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك
فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب قالت يا ابا طلحة ، أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟
قال لا قالت فاحتسب ابنك قال فغضب قال تركتيني تلطخت ثم أخبرتني بابني فانطلق ختى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان منهما
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بارك الله لكما في ليلتكما )) ..... ذكر الحديث

فلا تغررك بما تريك من زينتها فإنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة



ومما قاله الشعراء في حقارتها قصيدة لأبو البقاء الرندي يقول فيها

هي الأمور كما شاهدتها دول ::: من سره زمن ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد ::: ولا يدوم على حال لها شانُ
أين الملوك ذوي التيجان من يمن ::: وأين منهم أكاليلٌ وتيجان
وأين ما شادهُ شدادُ في إرمٍ ::: وأين ما ساسهُ في الفُرسِ ساسانُ
وأين ما حازه قارون من نهبٍ ::: وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمرٍ لا مرد لهُ ::: حتى قضوا فكأن القوم ما كانُوا
وصار ما كان من ملك و من ملكٍ ::: كما حكى عن خيال الطيف وسنانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ ::: يوماً ولا ملك الدنيا سليمانُ
ياغافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ :::إن كنت في سنةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشياً مرحاً يلهيه موطنهُ ::: أبعد حِمصٍ تغرُّ المرءُ أوطانُ
تلك المُصيبةُ أنست ماتقدمها ::: ومالها من طوالِ الدهرِ نسيانُ
رد مع اقتباس