[@ بن سلمان @]

بعض الأصوات شحيج بعض الأصوات شحيج بعض الأصوات شحيج بعض الأصوات شحيج بعض الأصوات شحيج

ليس أسخف من أن يزكي الإنسان نفسه
ويزداد السخف سخفا حين يكون تزكيتها على حساب الحط من قيم وقدر الغير , ويبلغ السخف حده ومنتهاه حين يكون الصوت شحيجا .

والشحيج في اللسان هو : الشحيج والشحاج صوت البغل وبعض أصوات الحمار .
وقال ابن سيدة : هو صوت البغل والحمار .

وفي التهذيب : شحج البغل يشحج شحيجا , والغراب يشحج شحجانا , وقيل : شحيج الغراب ترجيع صوته

وفي حديث ابن عمر أنه دخل المسجد فرأى قاصاً صياحا , فقال : اخفض صوتك , ألم تعلم أن الله يبغض كل شحاج

والشحاج : رفع الصوت وهو بالبغل والحمار أخص .


هكذا هي الأصوات التي تدخل في عموم قوله تعالى : ( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) , فهي تعري أصحابها وتكشف ذواتهم حين تقذف بالتهم وسوء الظن بأصوات تجاوزت أذن القريب , وشحيجاً انطلق في كل الاتجاهات .

أصحاب الشحيج يرون نزاهتهم ونقاء سريرتهم وسمو كلامهم , وغيرهم محل الشك والريبة , و خلف كل مصيبة .

يتخفون خلف أسوار لا تغطي هامتهم وشحيجهم يكشف هويتهم لأن أنكر الأصوات صوت الحمير , فمن يغفل عن صوت حمار أو أتان , ومن يجهل شحيج بغل , ونعيق غراب .

يقول الفيلسوف نيتشت بأن الحقائق التي تسكت عنها تغدو سامة , وأنا أقول لو أعلنت كل حقيقة لسقطت أكثر من هامة .
نعم وخاصة هامة ذلك المتوشح عباءة الوقار , وله من الحب نصيب في كل دار , وفي جعبتي عنه كثير من الأسرار , تصنفه في قائمة الأشرار .