[صقر قريش]

عكاظ : الثلاثاء 01-07-1430هـ العدد : 2928
رفقاً بنورة الفايز
فاطمة بنت محمد العبودي
لاتملك الأستاذة نورة الفايز عصا سحرية ولامصباح علاء الدين لتخرج المارد الذي يحقق أمنيات مئات المدرسات بالنقل السريع أو تحسين الأوضاع أو آلاف الطالبات بتوفير مدارس حكومية مجهزة، أو أولياء الأمور بمناهج وطرقٍ للتدريس تجعل المدارس مكانا محببا لأبنائهم، لكنها تملك إخلاصا وإيمانا بقدرة المرأة السعودية على تحقيق ما تريد، وتحتاج إلى وقت لتبرز كفاءة العديد من منسوبات وزارة التربية والتعليم من خلال الاستفادة من قدراتهن في تحسين تعليم البنات . قُدر لنورة الفايز أن تتولى مسؤولية قطاع كبير ومهم يطال تأثيره جميع الأسر السعودية بوجه أو بآخر، ويعاني سلبيات عديدة تراكمت عبر عقود، وعلى الرغم من أن نورة الفايز ليست على رأس الهرم، فهي نائبة وزير التربية والتعليم، الذي صدر قرار تعيينه وزيرا جديدا في نفس جلسة مجلس الوزراء، إلا أن الأضواء سلطت على نورة الفايز كونها امرأة، فالمؤيدون يأملون منها الكثير والمعارضون تولي المرأة مناصب وزارية، يتصيدون لها زلة لسان أو يؤولون ما تقول بغير ماتقصد وأحيانا يكتب عنها ما لم تقله . لا أكتب مقالي هذا تزلفا، فالنفاق ليس من أخلاقي بحمد الله، لكنها كلمة حق أود قولها لمن يصطاد في الماء العكر ويستغل حاجة قطاع التربية والتعليم إلى الإصلاح ليكيل الاتهامات لنائبة الوزير ولم يمض على تعيينها سوى أشهر قليلة، فهي مازالت تدرس الأوضاع فما تراكم من مشكلات عبر سنوات لا يحل في شهور . أدارت الأستاذة نورة الفايز قسم السيدات في معهد الإدارة العامة بكفاءة عالية منذ عام 2001 م وعلى الرغم من عدم وجود وجه مقارنة بين حجم مسؤوليات القسم النسوي في وزارة التربية والتعليم والقسم النسوي في معهد الإدارة إلا أن سمات الإداري الناجح التي تتصف بها تخولها للنجاح في أي مكان تديره، ثم إن تخصصها في التربية يمكنها من استيعاب المشكلات التربوية والمساهمة في الوقت المناسب بحلها . تحتاج نورة الفايز في مهمتها الصعبة إلى وقت كافٍ لتفهم القطاع وتستوعب أبعاد مشكلاته ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التحسين، وتحتاج من الصحفيين الدعم والمساندة، أو على الأقل الصبر عليها، وأقول لمن ينسب إليها من الصحفيين أو رواد المنتديات أقوالا بدافع الإثارة، أو يضعون صورتها، المسربة رغما عنها، جانب أخبار سيئة عن الوزارة كانت موجودة قبل تعيينها أقول لهم اتقوا الله، وليكن هدفكم الصالح العام، ولنعطها مزيدا من الوقت ثم نعاتبها إن لم نجد تحسنا بعد سنوات . إن تعيين نورة الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم يعكس توجه الحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لتمكين المرأة وإعطائها الحق في اتخاذ القرار في قطاع يخصها وهذه الثقة الغالية يجدر أن يقابلها ثقة مشابهة من الشعب بقدرتها على ذلك وصبر عليها حتى تتمكن من أداء مهمتها الصعبة .