الموضوع: الزوامل
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-18-2013
 
ابن ابي محمد
ذهبي

  ابن ابي محمد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد
افتراضي الزوامل

الزوامل الزوامل الزوامل الزوامل الزوامل

سبحان مغير ألأحوال ومسير الأكوان ومن كل يوم هو في شأن , ففي أقل من قرن من الزمان تغير كل شيء تقريبا تغيرا حقيقيا ومتسارعا بشكل عجيب وغريب , تغير غير مسبوق البتة على امتداد تاريخ ألأنسانية الطويل وعم كل ركن من اركان المعمورة الا ما شذ وندر والشاذ وأن وجد فلا حكم عليه ..
من ذلكم المتغير الذي لا زالت تحولاته تتفاعل دون توقف وسائل النقل التي حدث في تطورها العجب العجاب من ما لستم بحاجة الى التذكير به , تغيرات لو ترامت الى أسماع أمم خلت من قبلكم لما أستوعبها خيال بشر منهم ولأتهموا راوتها بالجنون ولألصقوا بهم أسوأ الظنون ...
واحدة من وسائل النقل القديمة الخفيفة والقليلة التكلفة كانت هي الزمل (بتشديد وفتح الزاء وتسكين الميم) , وهي قافلة الحمير المحملة , ومفردها زاملة(بفتح الزاء واللام وكسر الميم) وتطلق على المذكر والمؤنث معا , ومثناها زاملتان , وكان مألوفا السماع بمجيء فلان او مغادرة علان على ظهر زاملته ..
من مستلزمات تجهيز الزاملة للركوب او الحمل البردعة التي تثبت على ظهر الدابة بعد شدها بحبلين أحدهما عريض يسمى البطان يمتد من جانبي البردعة من ما يلي مقدمتها او ما يسمى بفدامة البردعه (جزىء أمامي ناتىء منها قليلا للأعلى لمنع الراكب من الأنزلاق الى الأمام) مرورا بصدر الدابة , والثاني هو التبع الذي يمتد من جانبي البردعة الخلفيين مرورا من تحت ذيل الدابه , وللتبع أسم رديف آخر هو الثفر(بفتح الثاء والفاء) .
وتسمي ثمالة البردعة حلسا خصوصا أذا كانت متهالكة لقدم مكوث وطول ملازمة لظهر الدابة , , كما يطلقون الحلس أيضا من باب الذم والتشبيه بأحلاس (برادع) الحمير على كل رجل لا خير فيه لأهله خاصة ولقومه والناس عامة , والأحلاس صفة مذمة كانت تطلق على اولئك الرجال الميالون للبقاء مع نسائهم في البيوت دون مبرر او عذر شرعي وأنما تنصلا من مسئولياتهم وكسلا وتهربا من مواجهة أعباء وتكاليف الحياة ...

ورأي ابن ابي محمد الشخصي الذي لا يلزم به احدا أنه من هكذا أشتقاق وتشبيه يسهل علينا فهم معنى مفردة الحلس الواردة في حديث وكن حلس بيتك , وفهم مفردة ألأحلاس التي وردت في حديث فتنة الأحلاس التي وصفت فيه بأنها فتنة هرب وحرب , وهم من وجهة نظري تلك الأجيال المتتالية آمادا والمتعاقبة ازمانا أثناء الحكم العثماني وما قبله والتي كانت لا تغزو في السرية ولا تكف من ألأذية عن باقي الرعيه حيث لم يكن لهم دور يذكر لا في الفتوحات ولا في الدفاع عن الثغور وأنما كان شأنهم وشغلهم الشاغل التشبث بدورهم والبقاء بديارهم والتكسب من السلب والنهب بالأغارة على جيرانهم واستباحة دماء اخوانهم وسلب ونهب الممتلكات وقطع الطرقات والأفساد في الأرض الى درجة لم تنج معها حتى قوافل الحجيج من أذاهم وشرهم المستطير ..

ومن مستلزمات الزاملة أيضا الرشمة التي جاء على ذكرها ابن همام في أحدى حلقاته , وهي الحبال المترابطه بحيث تجمع رأس الدابة من الأعلا والجوانب والأسفل والمؤخرة وتتصل في نهايتها من ألأمام بحبل يسهل أقتيادها او ربطها بجذع شجرة او بخلاص(بضم الخاء وفتح وتشديد اللام وهو الفتحة المغلقة نتيجة التقاء طرفي حجرين في واجهة جدار) , ولا تطلق ثمالة على هذا الحبل خطاما لأن الخطام والعقال عندهم خاصان بالأبل دون غيرها من الدواب ...
ومن مفردات أهل الزمل أيضا قياد الزاملة , وهو حبل قصير يربط من طرفيه بنهاية قائمتين من قوائم الدابة لأعاقتها عن السير ويقابله في الوظيفة عند أصحاب الأبل (الجماله) عقال الجمل الذي يربط عادة على ساق وفخذ أحدى قائمتي البعير ألأماميتين وهما ملتصقتان معا بعد ثنيهما , ويمكن تقيد البعير بربط قائمتين من قوائمه بحبل يعيقه عن السير كما يعمل مع الزامله, ولكن العقال خاص بالأبل دون الزمل وبقية المواشي...
عامل التزين لم يكم غائبا عن ثقافة القوم , فللبردعة وشيها وحشوها المجمل لها , ولرقاب الزوامل من الدنادش والجلاجل ما يزينها ويلفت بالصوت انتباه من كان على مقربة من طرق مرورها ..
هذا ما أسعفتني به الذاكرة , ولعلي قبل أن أختتم اروي لكم شيئا من الطرائف لعلها تقلل من جفاف هذه المقالة , من ذلك أن بعضا من قاطني مدن الطائف ومكة وجدة كانوا يستخدمون الزوامل أثناء تنقلاتهم داخل البلد ويسمون الزاملة بالبهيم ويبالغون في العناية بها وتزينها وتلوينها ..
والأطرف من ذلك ما سمعته من بعض الرواه من أن أهل مكة كان بينهم من ينشق البهيم (الحمار) دخان سقائر الحشيش لكي يطوي المسافات وهو يهد مسرعا في غاية النشوة والنشاط ..
وهناك من روى لي أن هذا السلوك وصلت عدواه يوما ما الى بعض أصحاب الزمل من سكان الهده الذين كانوا ينشقون حميرهم دخان الحشيش فتردى بسبب ذلك بعضها أثناء نزولها مع عقبة جبل كرى , لذلك عدل أصحابها المكان واصبحوا لا ينشقونها سقائر الجنز(نوع من الحشيش) الا بعد أن تنزل من كرى وتستقر في أسفل الكر , وكان الجمالة واهل الزمل يعجبون من حالها عندما تتجاوزهم وهي تغذ مسرعة في السير دون وعي منها فيصل بها أصحابها الى سوق مكة مبكرين قبل وصول أقرانهم الذين كانوا معهم في الطريق...

التعديل الأخير تم بواسطة ابن ابي محمد ; 02-18-2013 الساعة 02:20 AM
رد مع اقتباس