ملوك الدنيا والآخرة
أبو لبابة
هو رفاعة بن عبد المنذر الأوسي الأنصاري. شهد العقبة وكان نقيبا، وسار مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رده واستخلفه على المدينه، وضرب له سهما من غنائم بدر، شهد أحدا وما بعدها، وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح. وفي حصار بني قريظة استشاره اليهود في النزول على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إلى عنقه ـ يعني أنه الذبح ـ قال أبو لبابة: فما برحت قدماي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله. فذهب إلى المسجد وربط نفسه في إحدى سواريه، فما كانت تفكه إلا امرأته لحاجته وطعامه وصلاته، وظل كذلك بضعة عشر يوما، حتى تاب الله عليه وأنزل: {وآخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم} فقال: يا رسول الله، إن من توبتى أن أهجر دار قومي التي قارفت فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقه لله، فقال: يجزئك يا أبا لبابة الثلث، توفي أبو لبابة في خلافة علي.