عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2010   رقم المشاركة : ( 37 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دلوني على السوق

نصف الحقيقة الباقي ؟ , هكذا قال الشيخ قدس سره في مداخلته رقم (32) بشأن تجارة الثريات ...
لذلك تعالوا معي واستمعوا الى الشيخ وهو يروي بعاميته المعروفة بقية القصه (قصة الثريات) , والتي يقول فيها دام ظله :
بعد أسبوعين أنتهت المعارض , وقمنا بجوله على مدينه كلها أثاث تبعد ساعتين ألا من مقر سكنا , ورحنا لمصانع السراميك والكيشاني وملحقاتها , ثم فجأه جاء أتصال هاتفي من مرجع المخاوي أرتعدت منه فرايصه وخارت قواه , ولا خلص المكالمه الا وعرقه يتصبب ويطلب العذر والسموحه حتى يعفيه بدر الدجى ويتركه يغادر للرياض على جناح السرعه .
سافر المخاوي , أما أبو نقشه فطاب لها المقام , وحرم من حزامه (هذا قبل يعرف أن القسم بغير الله حرام) أنه ما يغادر هاك الشقه ألا في آخر ساعه من أيجارها , وفعلا ابر الشيخ البار , وبقي في الشقه حتى آخر دقيقه , ولا خرج منها للفندق ألا سحب بواحده من رجليه .
خلال فترة القعود كان الشيخ كل يوم يقوم بغزوه لجهه صناعيه في أطراف المدينه أو ضواحيها , وهاك اليوم قرر يبعد أكثر ويزور مصنع على بعد ثلاث ساعات ينتج ألواح الطاقه الشمسيه وملحقاتها الى مستوى لنبات الحدايق اللي تغرس في تربة الحديقه وتخزن الطاقه الشمسيه بالنهار وتضيء بالليل وزياده تقتل الحشرات بمصيدة شوط كهربائي مركب فيها ,, (وهذا كله على الطاقه الشمسيه) .
وبعد أستشارة المكتب اللي تعاملنا معه , بشرني بخوي يبي يرافقني حتى يشتري ثريات من نفس مدينة المصنع اللي كلها من أولها حتى آخرها معارض لمنتجات الكهرباء ,من بابها أدوات كهرباء في كهرباء ما يخلطها خالط ألا بعض مكاتب التسويق أو مطاعم الأكل أو بقالات التموين أو شقق ألأسكان ...
وفعلا سافرنا , وطيلة الطريق تحقيق مع خويي عن تجارته وعن الثريات اللي جا من شانها , وبعد وصلنا المدينه أفترقنا , هو راح للأسواق وانا رحت للمصنع , وبعد أنتهيت أتصلت على سواقنا يرجعني وانضميت لخويي .
النتيجه : الرجل قصة نجاح وكفاح ..
يقول الرجل اللي كان عمره حينها في ألأربعينات :
كنت شاب ملتزم في بلدي , وكانت المضايقات والحرب النفسيه على أشدها من السلطات على الأسلاميين بتحريض من العلمانيين , وبعد أنتهيت من الثانويه العامه كنت من حفاظ كتاب الله , لكن لغتي العربيه أذا تركت التلاوه تحول الى الركاكه وتفقد الفصحى وتغرق في لكنات يخيل للسامع معها أني ما أعرف العربيه .
وأراد الله أني أحصل على منحه دراسيه في جامعه أسلاميه من جامعات السعوديه , وكانت بأرادة الله من أهم أسباب أنطلاق لساني , وفتح أبواب أرزاق ما خطرت على بالي ..
كيف ؟..
بعد تخرج الرجل من الجامعه كانت الحقيقه مره , كانت غربه وفقر وفوقها جهل بطرق الكسب ,, وكانت ألأبواب تبدو وكأنها كلها موصده في وجهه , فلا وطنه ألأصلي يحيي بمؤهلاته أو يرحب بعودته , ولا البلد اللي يدرس فيه يسمح نظامه بحصوله على وظيفه أسوه بأبناؤه , ولا بيده حرفه يتكسب بها رزقه .
لكن البلد ما يخلي من الطيبين وأهل صنايع المعروف , وبمساعده من الصالحين تدبروا له ألأقامه والعمل بكفاله , وتركوه يترزق الله وكأنه بلا شهاده , وكان مره يترزق الله في حرفه تحت أشراف أهل الخبره , ومره في بيعه تجي صدفه , وشويه شويه زادت خبرته وتراكمت معرفته , وحقق في البدايه قوت يومه , ثم فيما بعد ساند وساعد أهله على المعيشه في بلده , ثم أبتدا يثق في نفسه , ويرى بصيص الضوء الخافت في نهاية النفق (يعني تدرج في الخبره وتدرج في الكسب , وهذي سنة الحياه).
وأخيرا خرج من النفق المظلم , وشاهد النور وابتدا يمشي بخطى ثابته ويطلع في سلم الثراء درجه درجه , وبالمزج بين التجاره والحرفه اليدويه أصبح يصدر مع شركاء سعودين أثاث معبا في الحاويات لكندا وبعض دول أوربا مطعم بأخشاب خاصه ونادره يجلبها بنفسه خصيصا لهذا الغرض من غابات السند , وأصبح بفضل الله يدير أعداد كبيره من العماله , وعنده حسابات جاريه في عدد من الدول المجاوره ..
طيب , عساك يوم جيت للصين تبغي تحضر المعرض الدولي ؟.
الجواب : لا , ما حضرت المعرض ودوبي هذا أنا جيت بعد أنتهى العرض, لأني أعرف غرضي واجي آخذه من مصدره .
أنا جاي أشتري أكسسوارات للثريات اللي نربح فيها واجد ..
قلت في نفسي أهااااااااااااه , صدقت يا المكاوي أنت وخويك الجداوي (اللي حكيت لكم سالفتهم في السابق), ثم قاطعته وقلت , نعم الثريات مكسبه حسب ما ذكر لي بعض ألأخوان التجار اللي حضروا للمعرض.
رد عليه بهدوء الواثق وقال : الثريات الجاهزه من مصانعها مكسبها هزيل ولا يسمن ولا يغني من جوع وأحيان يخسر بسبب أشتداد المنافسه والعرض اللي يفوق الطلب , خذها من واحد يعرف السوق ويصدق معك في كلامه , وخذها من واحد عنده عماله وورشه خاصه ما شغلهم الشاغل ألا دوكرة وتصميم الثريات ؟.
أستغربت وقلت في نفسي : ما يسير ؟, يعقل هذا الكلام ؟.
بعد أنتهيت من المصنع أنضميت للرجل ومشيت معه أكثر من ساعتين نتنقل من محل للثاني وهو منهمك في تجمع أكسسوارات الثريات , وأختيار هياكلها العاريه (مواصير) على ذوقه, بعضها يتعاقد على شراها بالوزن , وبعضها بالدرازن وبعضها بالعدد , وكان يشرح لي كل خطوه وكل بيعه على حده , ويشرح لي أذواق الزباين اللي ما تستقر على حال , واللي تغير سنه بعد الثانيه.
فمثلا , كان يقول لاحظ ألأكسسوارات الكرستال اللي من الزجاج كيف غاليه جدا , وتساوي أضعاف أضعاف مثيلاتها المصنوعه من البلاستك , ولاحظ أني ما أشتري ألا البلاستك , والسبب أن مزاج السوق وزباين الثريات هاليومين (وقتها) تحول للثريات المطليه بصبغات معينه , والزجاج يفقد تميزه على البلاستك أذا أنطلا , وتصبح الثريتين في درجه واحده في المنظر أن ما تفوق البلاستك في أكتساب الصبغه .
طيب , ويش اللي بعد ؟.
عنده عماله خاصه للثريات فيهم اللي يرسم الشكل المقترح , وفيهم اللي ينفذ الرسمه , وفيهم اللي يشرف , وهو يدير هذا كله بنفسه , وبالتالي يطلع موديلات ما تنلقي عند أحد غيره , وعنده تحسس مرهف لأذواق وأمزجة الزباين المتجدده , وعنده براعه في خفض سعر التكلفه حتى تزيد نسبة الربح ....
بأختصار : هذا هو النصف الثاني من الحقيقه , وهذي هي الخبره التراكميه اللي تبدأ من الصفر وتكتسب بالتدرج مع المثابره والتواضع والصبر حتى تنجح التجاره .
أنتهى كلام الشيخ في العقبه ...
وانتظروا في مداخلات أخرى لاحقه فوائد أخرى أن وجدت منكم قبولا وتفاعلا , أنتظروا ذلك قبل سفري في معية الشيخ , السفر الذي أصبح وشيكا على ألأبواب , وشكرا ...
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس