الموضوع: شجر الغضى .
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-11-2011
 
الحاج سلام
كاتب مبدع

  الحاج سلام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : 27-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,301
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 70
قوة التـرشيــــح : الحاج سلام تميز فوق العادة
افتراضي شجر الغضى .

شجر الغضى . شجر الغضى . شجر الغضى . شجر الغضى . شجر الغضى .

بسم الله الرحمن الرحيم

شجر العضى

الغضى واحدته غضاة من اشجار الرمل لا يكاد ينب الا حيث توجد الرمال ،









وينتشر في صحاري شبه الجزيرة العربية وكذا في غرب آسيا ومصر وفلسطين وايران .











والغضى شجر قوي يتحمل الظروف المناخية الشاقة ، يقاوم الجفاف والملوحة ، ويصمد بجدارة امام العواصف والرمال المتحركة ، ويتعايش مع الحرارة القوية .












والغضى شجر معمر ربما عاش لعشرات السنين وقد رأيت اشجارا معمرة منه في شمال المملكة يزعم الناس انها من مئات السنين ،
ويرتفع شجر الغضى الى الاربعة امتار، ويستظل بظله اذا عظم .
وينبت الغضى في مجموعات فيكسو الرمال والنفود بلونه الاخضر فتنظر الى منابته وقد امتدت مسافات شاسعة ، وتتشابكت اشجاره فلا تكاد ترى ما قد يكون بينها من الحيوانات ،










وقد ذكر العبودي في كتابه معجم الاصول الفصيحة للالفاظ الدارجة ان كبار السن في القصيم يتحدثون ان الرعاة يفقدون مواشيهم بين اشجار الغضى في زمن مضى لكثافته فيلجؤون الى الصعود الى قمم الاشجار لتحديد مكانها . كما ان كثافته في منابته في الماضي جعلته بيئة مناسبة لسكنى الحيوانات المفترسة ومن هنا ضرب المثل بذئب الغضى لخطورته وشراسته .











وترتفع شجرة الغضاة على ساق مفردة وقد تتعد سوق الشجرة الواحة ، ثم تخرج الاغصان والفروع مستقيمة تسمو الى الاعلى والغصينات الصغير تبقى خضراء بينما تتلون السوق والفروع المتقادمة باللون الابيض ،









وللغضى جذور كبيرة نسبيا وطويلة جدا وهي ميزة في الاشجار المقاوة للجفاف والتي تواجه الظروف المناخية الشاقة .









ووريقات الغضى متطاولة عبارة عن اهداب يصل طول الورقة الى السنتيمتر الواحد ونصف السنتيمتر ، والوريقات سريعة التساقط وهي ميزة منحها الله للاشجار التي تنمو في الظروف المناخية القاسية حيث تتخلى عن الوريقات توفيرا للماء الشحيح الذي تحصل عليه ،









والازهار صغيرة جدا تخرج على حوامل ، والثمار مجنحة .












والغضى من المراعي الجيدة للابل وهو مصنف من الحمض بل انه من افضل نبات الحمض تحبه الابل مع انه قد يضرها اذا باحتته وهو اخضر لايام طويلة مثله في هذا مثل الرمث .على ان سمعة الغضا وشهرته ليست في كونه مرعىى جيدا ولا لكونه مثبثا طبيعيا للرمال ولكن شهرته في نارحطبه التي جعلت منه افضل حطب اوقدت به نار وذلك لقوة وحرارة ناره ودوام جمره وطيب رائحته وقلة دخانه .









وتسمى الارض التي تنبت الغضى القصيمة والجمع القصيم ومنها أخذ اسم القصيم المنطقة المعروفة في المملكة العربية السعودية ، وذلك لكثرة اشجاره هناك بل لعل تلك المنطقة هي ارض الغضى قديما وحديثا وبكل جدارة ، وذلك لانه وان كانت نجد كلها ارض الرمال والغضى حتى اطلق على اهل نجد اهل الغضى ، الا ان القصيم قديما اشتهرت بأشجار الغضى ويكفينا في ذلك ما جاء من ذكر الغضى في قصيدة مالك بن الريب المازني التميمي التي يرثي فيها نفسه وهي من نفائس الشعرالعربي وتكرر فيها ذكر الغضى بضع مرات بل وجاء فيها ذكر اهل الغضى والرمل منابت الغضى وعنيزة القصيم مدينة الغضى الشهيرة حيث يقول :

الا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً * بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه * وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى * مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا

الى ان يقول :


وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى * بِرُكبانِها تعلو المِتان الفيافيا
إذا عُصَبُ الرُكبانِ بينَ عُنَيْزَةٍ * و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقياتِ النَّواجِيا
وبالرمل منّا نسوة لو شَهِدْنَني * بَكينَ وفَدَّين الطبيبَ المُداويا
فمنهنّ أمي وابنتايَ وخالتي * وباكيةٌ أخرى تَهيجُ البواكيا
وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ * ذميماً ولا ودّعتُ بالرمل قالِيا

ولا يزال اهل القصيم يهتمون بهذه الشجرة ويعتبرونها رمزا من رموز المنطقة .










حتى ان ابنا بارا من ابناء القصيم هو الاستاذ : سليمان الخويطر اخذ على عاتقه القيام بحملة انقاذ لهذه الشجرة الرمز بعد ان اصبحت على مقربة من الانقراض حيث استزرعها في المشاتل واعاد زراعتها في النفود منابتها الاصلية وقد نجحت فكرته هذه بعد ان لقيت المؤازرة من المجتمع ومن الجهات الرسمية .









ولكن الجفاف والاحتطاب غير المسؤول والرعي الجائر والاهمال الناتج عن انعدام الوعي لدى كثير من افراد المجتمع سيجعل هذه الشجرة شيئا من الماضي ، ليست هي لوحدها بل الكثير من الشجيرات النادرة والثمينة مثل الارطى قرين الغضى ومثيله في كثير من الصفات .






فقد رأيتها تعرض حطبا في الاسواق وقد اقتلعت بجذورها خضراء في كثير من الاحيان .وقد جاء ذكر الغصى في كتب النبات ومعاجم اللغة القديمة باسمه هذا ويكتب هكذا ( غضي) كما رسمته بالف مقصورة ، وقد يكتب (غضا) بالف ممدودة . جاء في لسان العرب :والغَضَى: شَجَر؛ ومنه قولُ سُحَيْمٍ عبدِ بني الحَسْحاسِ:

كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْرِها، وجَمْر غَضىً هَبَّتْ له الريحُ ذاكِيَا
ومنه قولهم: ذِئبُ غَضًى.
والغَضَى: من نَباتِ الرمل له هَدَب كهَدَبِ الأَرْطَى؛ ابن سيده: وقال ثعلب يُكْتَبُ بالأَلِفِ ولا أَدْرِي لمَ ذلك، واحِدتُه غضاة، قال أَبو حنيفة: وقد تكونُ الغضاة جَمْعاً؛ وأَنشد:
لَنا الجَبَلانِ من أَزمانِ عادٍ، ومُجْتَمَعُ الأَلاءَةِ والغضاة .
ويقال لِمَنْبِتِها: الغَضْيا.
وأَهلُ الغَضَى: أَهلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هنالك؛ قالت أُمُّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة:
لَيْتَ سِماكِيّاً تَطِيرُ رَبابُه، يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضَى بِزِمامِ.
رأَيتُ لهم سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ، وأَهْلُ الغَضَى قومٌ عليَّ كِرام .
أَراد: كَرِهْتُهم لها أَو بها. ابن السكيت: يقال للإِبلِ الكثيرةِ غَضْيَا، مقصورٌ، قال: شُبِّهَتْ عندي بمنابِتِ الغَضَى.
وإِبلٌ غَضَويَّةٌ: منسوبة إِلى الغَضَى؛ قال: كيف تَرَى وقْعَ طُلاحِيَّاتِها، بالغَضَويَّاتِ على عِلاَّتِها؟ وإِبِلٌ غاضِيةٌ وغَواضٍ وبعيرٌ غاضٍ: يأْكل الغَضَى؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر: أَبعير عض أَنتَ ضَخْمٌ رأْسُه، شَثْنُ المَشافِرِ، أَمْ بعيرٌ غاضِ؟ وبعيرٌ غَضٍ: يَشْتَكِي بَطْنَهُ من أَكل الغَضَى، والجمع غَضِيَةٌ وغضيا وقد غَضِيَتْ غَضًى، وإِذا نَسَبْتَه إِلى الغَضَى قلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌّ.
والرِّمْتُ والغَضَى إِذا باحتَتْهما الإِبِلُ ولم يَكُنْ لها عُقْبة من غيرِهما يُصيبُها الداءُ فيقال: رَمِثَتْ وغَضِيَتْ، فهي رَمِثَةٌ وغَضِيَةٌ.
وأَرْض غَضْيا: كثيرة الغَضى.
والغَضْياءُ، ممدودٌ: منَبِتُ الغَضَى ومُجْتَمَعُه.
والغَضَى: الخَمَرُ؛ عن ثعلب، والعرب تقول: أَخْبثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَى، وإِنما صار كذا لأَنه لا يُباشِرُ الناس إِلا إِذا أَراد أَن يُغيرَ، يَعْنُونَ بالغَضَى هنا الخَمَرَ، فيما ذكر ثعلب، وقيل: الغَضَى هنا هذا الشَّجَرُ، ويزعُمون أَنه أَخبثُ الشَّجَرِ ذِئاباً.
وذِئابُ الغَضَى: بنُو كعبِ بنِ مالكِ بن حَنْظَلة، شُبِّهُوا بتلك الذئابِ لخُبْثِها.كما جاء في كتاب النبات لابي حنيفة الدينوري في باب الوان النيران والارمدة والادخنة :
وقد اورد قول الشاعر :
وقد غارت الشعرى العبور كأنها * شهاب غضا يرمى به الرجوان...
اختار الغضا لذكاء ناره وليس في الشجر اذكى نارا ولا ابقى جمرا منه . يقال انه ربما اوقدت منه النار العظيمة ثم يرتحلون فتهمد اولا اولا ويبقى الجمر في عقرها تحت الرماد الحين الطويل وقد هبت عليه الارواح وضربته الامطار فدافع عنه ما فوقه من الرماد .
اخبرني بذلك غير واحد .ثم قال : ولا اعلم بعد الغضآ اكثر نارا ولا اقل رمادا من حطب القرظ .قلت : ولا اعتقد ان جمر الغضى يصمد وقد ضربته الامطار ولكن الرواة هم آفة الاخبار . كما انني جربت القرظ والارطى وارى ان للارطى نارتفوق في ميزاتها نار القرظ وللناس فيما يعشقون مذاهب. كما جاء في كتاب النبات لابي حنيفة (مقتطفات ما نسب اليه عند المتأخرين ) : الغضا واحدة وجمع . وقيل واحدته غضاة وهو شجر دائم الخضرة وهو من شجر الحمض الكبار ورقها مثل الهدب.....
كما جاء ذكر الغضى في المخصص لابن سيدة . وذكر انه من نبات الرمل مثل الارطى ، ثم نقل عن ابي حنيفة ما جاء في كتابه النبات عن الغضى . وأورد في اسماء رحاب الشجرنقلا عن ابن دريد (رحبة من ثمام ، وايكة من اثل ، وقصيم من غضى ، وحاجر من رمث، وصرمة ارطى ، وسمر وسليل سلم ، و وهط عرفط ، وحرجة طلح ، وجلبة عرفج ، ورهط عشر ، وخبراء سدر . وكما عرفنا من اين جاء اسم القصيم يمكن ان يكون اسم السليل والوهط والخبراء قد جاء من اسماء تلك النباتات .والاسم العلمي لشجر الغضى (Haloxylon persicum )

وهو من الفصيلة السرمقية (Chenopodiaceae )









والفصيلة السرمقية وتسمى الرمرامية ينتمي اليها العديد من نباتات الصحراء الحمضية المقاومة للسباخ والملوحة مثل الرمث والحرض.ونكتفي بما اوردناه عن هذه الشجرة التي يحتاج من رام الاحاطة بكل ما جاء في ذكرها الى كتاب كامل فقد تداخلت في اخبار العرب وجاءت في اشعارهم ومروياتهم قديما وحديثا كما لم تأت شجرة أخرى ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

كتبه لكم الحاج سلام الثمالي .
رد مع اقتباس