[صقر قريش]

عكاظ : الخميس 6-6-1431هـ العدد : 3259
أنقذوا شرف المجتمع
حمود أبو طالب
حزنت، وأي شخص لا بد أن يحزن وهو يتابع الموضوع أو القضية ــ على الأصح ــ التي طرحها برنامج نوافذ في قناة الإخبارية مساء الثلاثاء الماضي.. القضية نعرفها جيدا ونعاني منها كثيرا منذ وقت طويل. لها ضحايا بشكل أو بآخر في كل مكان، من الموت العبثي إلى التدمير العائلي والهتك الأخلاقي، وأبسط معاناتها الاستنزاف المالي إذا سلم الله من الشرور الأخرى..
القضية هي نقل الطالبات والمعلمات الذي أصبح سوقا واسعة دون ضوابط. بدأ البرنامج بعرض لعدد لا يحصى من الإعلانات التي تنتشر في الشوارع والمراكز التجارية، بل حتى الدوائر الحكومية والصحف، وبدأ النقاش مع عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى الدكتور نواف الفغم الذي قدم بعض الأرقام والإحصاءات المخيفة لنتائج هذا السوق الخطر، وطالب بتحمل الجهات المسؤولة لكامل مسؤولياتها، لكنه لم يشأ أن يعلق الجرس رغم إلحاح المحاور على تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية.. معلومة نقلها المحاور عن وكيل وزارة النقل يقول فيها: «الرقابة على هذه المركبات ليست على ما نتمنى»، وبدورنا نعلق على هذه المعلومة بقولنا: طالما الرقابة هكذا فإن الحياة تصبح ليست على ما نتمنى..
80 في المائة من عربات نقل المعلمات والطالبات هي عربات خاصة يقودها سائقون أجانب. عربات مهترئة وسائقون أكثرهم بلا ضمير ولا أخلاق، لكن معظم الناس مضطرون إلى التضحية لأنه لا حلول لديهم.أكثر ما كان موجعا في الحلقة الشكوى المرة للمعنيات بالأمر. قصص وحكايات تجعل كل جبين يندى من الخجل، وكل ضمير إنساني يتصدع من الأسى.. كيف نترك نصف المجتمع من العاملات والطالبات في مهب الريح، حياتهن وشرفهن وكرامتهن معرضة لقذارة وافدين يسرحون ويمرحون بلا ضابط أو حسيب أو رقيب.. نساء طالبن بالسماح لهن بالقيادة، نساء طالبن بالضوابط، نساء طالبن بالحماية، لكن من يجيب؟؟.