الموضوع: وانقضى رمضان !
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08-14-2012
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي وانقضى رمضان !

وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان !

وانقضى رمضان !
08-11-2012 12:33


بالأمس , كنا ننتظر شهر رمضان , ونبحث عنه في الآفاق ؛ سلوة للنفوس , وأنسا للقلوب , وروضة للعقول . واليوم , تكاد شمس آخر أيامه تغيب عنا , وكأنه طيف من خيال , بعد أن كان مضمارا نتنافس فيه , وميدانا نتسابق فيه ؛ ليرحل بعدما أفرغ في قلوبنا رحمة , ومغفرة , وعتقا من النار .

انتظرناه من العام إلى العام ؛ ليكون شهرا غير مودع ودعناه , وغير مكروه فارقناه . إذ لم يكن مجرد شهر من سنة , بل كان عمرا مرّ في شهر ؛ لنقطع بها مرحلة من أعمارنا , تقربنا من آجالنا , ربح فيه من ربح , وخسر من خسر . وهو شاهد لنا , أو علينا بما أودعناه فيه من أقوال , وأفعال - حسنها وسيئها - , فالأيام خزائن حافظة لأعمالنا .

لا أبالغ إن قلت : إن الليالي , والأيام تمضي ؛ ولكن ليس كمثل رمضان من مذاق . إذ إن القلب سيشتاق لعمل الصالحات فيه , دون أن تنقطع تلك الأعمال بعد رمضان . بل يجب أن تبقى آثاره شعارا متمثلا في حياة الفرد , والأمة . وهذا - بلا شك - من فقه البصيرة في الدين , وحسن الفهم لشعائر الإسلام إذا تحقق ؛ حتى نصل - بإذن الله - إلى بر السلام , وشاطئ الأمان .

عزائي لمن سيتلطخ بأوحال المعاصي بعد رمضان , أن الاستقامة وإن كانت أساسا فيه , فإن حياة المسلم لا تنقطع إلى أن يأتيه ملك الموت : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " . مع ملاحظة أن أحب الأعمال إلى الله , أدومها وإن قلّ . وهي رسالة نؤكد - من خلالها - الاستمرار في فعل الطاعات ؛ من أجل التغيير إلى الأفضل . وعندما يتأمل المرء النصوص الشرعية , سيلحظ أنها أمرت بعبادة الله , والاستقامة على شرعه في كل زمان , ومكان , دون تخصيص تلك الأعمال بمرحلة من العمر , أو تقييدها بفترة من الزمن . ذلك أن من علامة قبول الحسنة , الحسنة بعدها , - كونها - زيادة في الثواب , ورضوان من العزيز الوهاب . كما أن من أمارات ردّ العمل , العودة إلى المعاصي بعد الطاعة .

اللهم , وكما سلمتنا رمضان , وسلمته لنا , فتسلمه منا مقبولا يا غفور يا رحيم . فهو وإن انتظرناه بشوق , وحنين كل عام , فها نحن نودعه بذلك , ونحزن لفراقه ؛ ولكن سلوانا هو رجاء تجدد لقاءه المؤمل , وقبول الله ما قدمنا فيه من صالح القول , والعمل , ولسان حالنا يقول :
اليوم ميلادي الجديد وما مضى موت بليت به بليل داج
أنا قد سريت إلى الهداية عارجا يا حسن ذا الإسراء والمعراج

د . سعد بن عبد القادر القويعي

رد مع اقتباس