عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-05-2006
الصورة الرمزية ابوريان
 
ابوريان
مشارك

  ابوريان غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 208
تـاريخ التسجيـل : 09-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 173
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 304
قوة التـرشيــــح : ابوريان تميز فوق العادةابوريان تميز فوق العادةابوريان تميز فوق العادةابوريان تميز فوق العادة
افتراضي الملاذ الآمن لصغار المستثمرين

الملاذ الآمن لصغار المستثمرين الملاذ الآمن لصغار المستثمرين الملاذ الآمن لصغار المستثمرين الملاذ الآمن لصغار المستثمرين الملاذ الآمن لصغار المستثمرين

بسم الله الرحمن الرحيم



صناديق الأسهم... الملاذ الآمن لصغار المستثمرين
في كل مرة يحطم فيها مؤشر أسعار الأسهم السعودية أرقاماً قياسية جديدة، أضع يدي على قلبي تخوفاً من مرحلة ما بعد تلك الأرقام، خصوصاً عندما أتذكر أسهم المضاربة المتضخمة التي أصابت سوق الأسهم السعودية بسرطان لا يمكن الشفاء منه إلا بالبتر. ولعلي أكثرت في الأيام الماضية من تكرار تلك العملية حتى أصبحت عادة متكررة نسيت معها سبب اكتسابي لها.
أحياناً يكون التوجّس مبنياً على واقع محسوس، أو تنبؤ بالمستقبل، وأحياناً أخرى لا يجد الإنسان سبباً مقنعاً لموجة التوجّس التي غشيته فيرجعها إلى الوساوس حيناً أو إلى (الحاسة السادسة) أحياناً أخرى. هذه المرة أيقنت بأن توجسي كان نتاجاً لواقع محسوس تم ربطه بأحداث سابقة تكرر حدوثها في أوقات متفرقة من الأعوام الماضية؛ لذا لم أتردد في وضع يدي على قلبي توجساً وخوفاً مما يحمله القدر للمتعاملين في سوق الأسهم السعودية؛ فالسوق بلغت مبلغاً من الارتفاع لم تترك فيه مجالاً للمتداولين لإعادة ترتيب وضعهم الاستثماري. مرحلة الصعود الصاروخي أخفت معها جميع عيوب الأسهم التي يمكن تمييزها بوضوح في حالة الاستقرار؛ فأصبح الجميع ينظر بعين العشق إلى سوق الأسهم التي أصبحت بين يوم وليلة هدفاً لكل من تملكته أحلام الثراء السريع. أما وقد حطم مؤشر الأسعار حاجز 19000 نقطة لأول مرة، وتضخمت أسعار بعض أسهم شركات المضاربة، فحري بصغار المستثمرين الرجوع إلى الواقع وتحليل الوضع الحالي بناء على المعلومات التاريخية التي يمكن للجميع الحصول عليها، فلعلهم يحافظون على رساميلهم المستثمرة في السوق وأرباحهم التي حققوها. لم تعد السوق متاحة للهواة بعد أن حطمت أرقامها القياسية الأخيرة، بل أصبحت أداة في يد المحترفين القادرين على تطويع السوق وقيادتها نحو القمة أو السفح، أيهما يحقق لهم المصالح. ومن ظلم الإنسان لنفسه أن يصرّ على التعمق في لجة البحر دون أن يكون من السابحين.
لست من المتشائمين، بل إنني أؤمن بأن سوق الأسهم السعودية تشهد طفرة حقيقية لم تشهدها من قبل، ولعلها تحقق مكاسب ضخمة أكثر مما تحقق في العام الماضي؛ اعتمادا على مؤشرات النمو الاقتصادي المتنامية، لكني أدعو صغار المستثمرين إلى التروي والتمعن في وضعية السوق الحالية منذ امتطائها الموجة الأخيرة وتحولها إلى سوق مفتوحة للمحترفين ولا أحد سواهم.
لو كان أمر التوقف عن المغامرة في سوق الأسهم مقبولاً لما ترددت أن أنصح صغار المستثمرين ممن لا تتوافر فيهم الخبرة الاحترافية بالتوقف المؤقت أو بتغيير مراكزهم المالية بالتحول نحو أسهم العوائد ذات التأثير المباشر على المؤشر، لكني أعلم علم اليقين بأن أمراً كهذا لا يمكن القبول به من غالبية المستثمرين؛ لذا لا أجد مناصاً من طرح فكرة (الملاذ الآمن) التي ربما حمت الكثير من صغار المستثمرين من تقلبات السوق.
يمكن أن نطلق على صناديق الأسهم المحلية التي تدار من قبل المحترفين وتخضع لرقابة مباشرة من الهيئات الرقابية ذات العلاقة اسم (الملاذ الآمن)؛ نظراً لما توفره تلك الصناديق من عوائد مالية عالية مع نسبة مخاطرة محدودة. معظم صناديق الأسهم حققت نسباً ربحية عالية تزيد على نسبة نمو المؤشر. بعض تلك الصناديق حققت أرباحاً ضخمة تجاوزت نسبتها 145 في المائة للعام المنصرم 2005 ما يعني أنها حققت أرباحاً خيالية فاقت في مجملها متوسط ما حققه صغار المستثمرين.
صناديق المتاجرة بالأسهم المحلية أثبتت كفاءتها، وحققت لمشتركيها أرباحاً ضخمة دون أن يتحملوا ضغط السوق أو أن يتعرضوا لأخطاره المباشرة. بطبيعة الحال، فمن غير المعقول أن يكون المستثمر بعيداً عن المخاطرة طالما أنه يستثمر أمواله في أكثر الأسواق المالية خطورة، لكنه يستطيع أن يحد من خطورتها من خلال استراتيجية توزيع المخاطر التي تنفذها صناديق الأسهم بحرفية متناهية.
أصبحت صناديق المتاجرة في الأسهم تشكل قوة لا يستهان بها في السوق، ولعلها تكون أكثر صناع السوق تأثيراً في مجريات الأحداث، الأمر الذي يزيد معه عنصر الأمان بالنسبة لصغار المستثمرين، فإن تكن مؤثراً في السوق خير لك من أن تتأثر بموجاته دون أن يكون لك الخيار في ذلك.
عوداً على بدء، فما زلت أضع يدي على قلبي توجساً مما قد تسفر عنه الأيام القادمة، أفعل ذلك خوفاً على صغار المستثمرين الذين يباشرون استثماراتهم بأنفسهم، أما المستثمرون في صناديق الأسهم فحري بهم أن يشفقوا عليّ مما أنا فيه، فهم أكثر راحة منا جميعاً.

منقول من جريده الجزيرة
توقيع » ابوريان
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس