السوق تعود للمسار الإيجابي في آخر جلسات الأسبوع بدعم «البتروكيماوي»
د. إبراهيم بن صالح الدوسري
قاد قطاع البتروكيماويات والطاقة مؤشر السوق المالية السعودي TASI ــ Tadawul All Share Index، إلى العودة إلى المسار الإيجابي بعد تحقيقهما ارتفاعا قدره 1.8 في المائة في قطاع البتروكيماويات، و2.4 في المائة في قطاع الطاقة، حيث أنهت السوق المالية تداولاتها هذا الأسبوع بـ53 نقطة خضراء تقارب الـ1 في المائة ارتفاعا، مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي. ولم يصحب هذا الارتفاع في مؤشر السوق ارتفاع في السيولة الأسبوعية التي بلغت هذا الأسبوع 10.8 مليار ريال بانخفاض بلغت نسبته 4 في المائة، مقارنة بسيولة الأسبوع الماضي. كما بلغت كمية الأسهم المتداولة هذا الأسبوع 450 مليون سهم منخفضة بثمانية ملايين سهم، عما تم تداوله في الأسبوع الماضي، نفذت في 266.4 ألف صفقة هذا الأسبوع، مقتربة من عدد صفقات الأسبوع الماضي البالغة 266.6 ألف صفقة. وبلغ عدد القطاعات الرابحة 12 قطاعا من أصل 15 قطاعا أبرزها قطاع التأمين الذي حقق 2.8 في المائة، يليه قطاع الطاقة الذي حقق 2.4 في المائة، يليه قطاع البتروكيماويات الذي حقق 1.8 في المائة. أما بقية القطاعات المرتفعة فقد كان إغلاقها قريبا من إغلاقها في الأسبوع الماضي.
أما القطاعات الثلاثة الخاسرة، فهي قطاع الإعلام الذي خسر 1.8 في المائة من قيمته، مقارنة بالأسبوع الماضي، وقطاع النقل الذي خسر 1.5 في المائة من قيمته، وقطاع الاستثمار الصناعي الذي خسر 1.2 في المائة من قيمته. وبهذا الإغلاق لمؤشر سوق المالية TASI عند مستوى 6345 نقطة، يكون TASI قد تجاوز متوسطه المتحرك للـ50 يوما ( = 6328 نقطة)، ويعد هذا التجاوز– رغم إيجابيته– ضعيفا، وذلك انخفاض قيمة تداولات هذا الأسبوع عن الأسبوع الماضي بنسبة 4 في المائة. وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق المالية السعودي TASI باستخدام المتوسطات المتحركة نجد أن متوسطات السوق في ترتيبها الإيجابي (50 يوما = 6338، 100 يوم = 6320، 200 يوم = 6310)، هذا الترتيب الإيجابي لمتوسطات السوق المتحركة، يشير إلى أن مرحلة جني الأرباح الحالية للسوق المالية غير مقلقة فنيا، كما تؤكد ذلك المؤشرات الفنية الأخرى. فمؤشر الـ William's %R يشير إلى قرب انتهاء مرحلة جني الأرباح التي تمر بها السوق السعودية، وكذلك مؤشر الـ RSI (مؤشر القوة النسبية) يقف عند 50 درجة، ويتوافق في الاتجاه الصاعد مع مؤشر السوق TASI، وهي إشارة فنية جيدة. أما مؤشر الـ MFI ( مؤشر تدفق السيولة ) يقف حاليا عند 58 درجة، بعد أن قاومته 62 درجة في 21 و28 من شهر نوفمبر الماضي، وتظل إشارة هذا المؤشر سلبية في الفترة الحالية، حيث يعكس نموذج القمتين (Double Top ) في هذا المؤشر تردد السيولة الداخلة في السوق، أما المؤشر الـماكد MACD فهو يسير في الاتجاه الأفقي، وهذه العلامة تشير إلى ضعف اختراق مؤشر السوق لمتوسطه المتحرك للـ 50 يوما الذي حدث في الجلستين الثالثة والخامسة من هذا الأسبوع، كما ظهر ذلك في قيمة التداولات التي انخفضت نسبتها 4 %، مقارنة بالأسبوع الماضي. أما مؤشر البولنيجر Bollinger Bands فيتوقع أن يقاوم مؤشر السوق في اتجاهه الصاعد عند نقطة 6.375 (متوسط البولنيجر)، وفنيا يتوقع أن تكون هذه النقطة مقاومة قوية لضعف العزم في الاتجاه الصاعد الحالي لمؤشر السوق المالية TASI . القراءة الفنية للشموع اليابانية اليومية تشير إلى توقع استمرار السوق في اتجاهها الصاعد إلى مقاومة 6375 نقطة ( متوسط البولينجر )، أما القراءة الأسبوعية لها فتعطي توقعا باستمرار جني الأرباح وضعف مؤشر السوق عند هذه المقاومة. ومن الملاحظة الفنية على الشارت العام لمؤشر السوق نجد تكوين المؤشر لظاهرة القمتين عند مقاومة 6455 نقطة في سبتمبر ونوفمبر الماضيين، ما يعكس ترددا في نفسيات المتداولين، وبالتالي، فإن أي اختراق لمؤشر السوق لمستوى 6200 نقطة هبوطا، فإن ذلك يعني أن النموذج الفني (Double Top) سيحقق هدفه عند مستوى دعم 5950 نقطة. ولا تزال أمام مؤشر السوق TASI نقاط دعم قوية تتمثل في متوسط الـ 200 يوم = 6310، ونقطة دعم خط الاتجاه الصاعد من مارس الماضي = 6230، ونقطة دعم البولينجر 6155 نقطة، ومستوى الحاجز النفسي للمتداولين ـ الذي أثبت قوته ـ عند 6000 نقطة. الأسواق العالمية في تحركات إيجابية قوية معاكسة لما كانت عليه بعد تأثير أزمة أيرلندا ونزاع الكوريتين في الأسبوع ما قبل الماضي، وقد تجني أرباحها خلال الأسبوعين المقبلين. أما أسواق النفط فمن المتوقع أن تدعم السوق المالية في شهري كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) المقبل، ويتوقع أن تدفع زيادة الطلب على الطاقة بأسعار النفط لتجاوز مستوى الـ 90 دولارا.