الرياض :الثلاثاء 11 صفر 1431هـ العدد 15191
أكثر من تحية للمعلمات
شريفة الشملان
أكثر من تحية للمعلمات اللواتي رفعن دعوى على وزارة التربية بسبب التمييز بالمعاملة بينهن وبين المعلمين . ألف تحية وتقدير لهن ، ليس من اجل المعلمات فقط بل من اجل جميع الموظفات في المملكة ،هذا التمييز الذي حرم الموظفات من فرص كبيرة في الترقية وفي التدريب وفي الحصول على بعثات قصيرة أو طويلة سواء في الداخل أوفي الخارج . التمييز الذي حصر الموظفات في سجن الأنوثة وكأنه عقاب وتحد لشيء أراده الله ولا دخل لهن به . العبرة ليست باللون ولا الجنس العبرة بالكفاءة والإنجاز ، فإذا تفوقت سيدة على زميل لها لا تجد المحفزات ، بل في كثير من الأحيان يمتطي درجات سلم الوظائف قفزا بينما هي مكانك راوح . ومن كان بالأمس يفكر بمعرفة الشيء الكثير منها تجده صار رئيسا عليها . لا لأنه أجدر ، ولا لأنه اكبر شهادة أو علما وتفوقا في الإبداع الوظيفي والميدان العملي ، ولكن فقط لأنه رجل وهي امرأة . كم موظفا كبر وترقى ووصل للوزارة بينما هناك سيدات يقبعن بعيدا وهن من يعلن وينتجن ؟ ولكن التمييز هو ما رفع الأول وخفض الثانية . شكرا للمدرسات ، شكرا سيكون انتصاركن انتصارا لسنوات أعمارنا التي مضت ، شكرا لكن . . فلقد فاز الرجال بالبعثات والانتدابات للخارج ، وحتى للداخل بنصيب أكثر ( انظروا برامح معهد الإدارة ) للتدريب على رأس العمل . رغم ان التدريب حق للموظف طبعا والموظفة ، ولكن النصيب كاملا لوقت قريب للرجل في الخارج ، أما الداخل فبعض الفُتات . العلة في التطبيق ، هذه الكلمة نرددها ، ونقنع أنفسنا بها ، نظام الخدمة واضح لا فرق ، بين موظف وموظفة ولكن تعلن الوظائف رجالية فقط ، وحتى في المؤسسة الواحدة ، يدخل الرجال المسابقات الوظيفية ولا تجد المرأة لها موطئ قدم . . شكرا للمدرسات فقد قمن أخيرا بالواجب نيابة عنا رغم أن ذلك فرض عين لا فرض كفاية فجميعنا تضررنا كثيرا من التمييز ضدنا، لا معلمات ولا موظفات ، جميعنا قاسينا ونحن نرى السباق على أشده عند الرجال بينما نحن على الخط واقفات بدون صفارة البدء . قبل حوالي ثلاثة أعوام بدأت حركة المعلمات ، تضامنّ مع بعضهن للبحث عن حقوقهن المسلوبة . وحسنا فعلن ونتمنى أن تحذو حذوهن الموظفات المتضررات أما المتقاعدات فقد راحت عليهن وعوضهن الجنة ونعيمها إن شاء الله . بقيت نقطة هي الخريجات الجامعيات المؤهلات واللواتي يستجدين حقهن استجداء فإن لم يجدنه عملن عملا متعبا وشاقا بأقل من ألفي ريالا ، يعني نظام سخرة مقنّعاً . وهذا ضد كل نواميس العمل ، المشكلة أن وزير الخدمة المدنية يصرح بوجود بضعة آلاف وظائف شاغرة، لماذا لا تشغل ، لماذا لا تحور ، ولماذا لا يؤهل الخريجون والخريجات لها ؟أسئلة تبقى معلقة . وأكرر الشكر للمعلمات لدعواهن ضد التمييز ، نيابة عن كل موظفة أفنت عمرها ،حدها كان الثالثة عشرة أو(تنثبر في بيتها) .