[الحاج سلام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

اشكر للأخ ابو عبد الرحمن مبادرته في اعادة البحث في موضوع شجرة الهيشرة .
وكما اوردت سابقا فان الاسم المحلي للشجرة الموصوفة والمرفقة صورتها هو الهيشرة , ولا نزاع في ذلك , ولكن السؤال ينحصر الان هل الهيشرة هي التألبة ؟

لاحظنا ان ذكر الهيشر باعتباره من اشجار الجبال معدوم او اننا لم تستدل على شيئ من ذلك .
كما لاحظنا ان هناك شجرة مشهورة ذائعة الصيت في كتب النبات واللغة تسمى التألبة , لا نعرفها في الواقع وقد تكون بيننا ولكننا لا نسميها باسمها هذا .
ولما كانت اوصاف الشجرة المعروفة لدينا بالهيشرة تنطبق على التألب فأن المنطق والعقل يقول ان الهيشر هو التألب .
تعددت الاسماء والشجرة واحدة . ولا ضير في ذلك .
واهم الصفات المشتركة الاعواد الصلبة التي تتخذ منها القسي والسرفة التي رأيناها في الصور تأكل شجر الهيشر , وذكر ت كتب النبات انها تأكل اشجار التألب .

والحق انني توقفت كثيرا عند ذكر كتب النبات للسرفة التي تتسلط على التألب,لما رأيت الدودة الحصرية التي صورها ابوعبد الرحمن ,الا انني اعفيت ذهني من مزيد من التحليل.
فكان السبق لابي عبد الرحمن وانا اقول بقوله وارى رأيه في ان الهيشر هو التألب .
واثبت هنا ما اورده صاحب كتاب المفضل في تاريخ العرب.
واشار فيه الى ان التألب من شجر جبال اليمن وان السرفة تقع فيه .حيث يقول :
والتألب، وينبت بجبال اليمن، وله عناقيد كعناقيد البطم، فإذا أدرك وجف اعتصر للمصابيح، وهو أجود لها من الزيت. وتقع السرفة في التألبة فتعريها من ورقها. ويتخذ من عيدان التألب القسي .
كما انقل ما اورده اللسان عن السرفة هذه لمن اراد ان يستزيد حيث يقول :

والسُّرْفةُ دُودةُ القَزِّ، وقيل: هي دُوَيْبَّةٌ غَبْراء تبني بيتاً حسَناً تكون فيه، وهي التي يُضرَبُ بها المثل فيقال: أَصْنَعُ من سُرْفةٍ، وقيل: هي دُويبة صغيرة مثل نصف العَدَسة تثقب الشجرة ثم تبني فيها بيتاً من عِيدانٍ تجمعها بمثل غزل العنكبوت، وقيل: هي دابة صغيرة جدّاً غَبْراء تأْتي الخشبة فَتَحْفِرُها، ثم تأْتي بقطعة خشبة فتضعها فيها ثم أُخرى ثم أُخرى ثم تَنْسِج مثل نَسْج العنكبوت؛
قال أَبو حنيفة: وقيل السُّرْفةُ دويبة مثل الدودة إلى السواد ما هي، تكون في الحَمْض تبني بيتاً من عيدان مربعاً، تَشُدُّ أَطراف العيدان بشيء مثل غَزْل العنكبوت، وقيل:
هي الدودة التي تنسج على بعض الشجر وتأْكل ورقه وتُهْلِكُ ما بقي منه بذلك النسج، وقيل:
هي دودة مثل الإصبع شَعْراء رَقْطاء تأْكل ورق الشجر حتى تُعَرِّيَها، وقيل:
هي دودة تنسج على نفسها قدر الإصْبع طولاً كالقرطاس ثم تدخله فلا يُوصل إليها، وقيل:
هي دويبة خفيفة كأَنها عنكبوت، وقيل:
هي دويبة تتخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دقاق العيدان تضم بَعضها إلى بعض بلعابها على مثال الناووس ثم تدخل فيه وتموت.
ويقال: أَخفُّ من سُرْفة.

حمانا الله واياكم من كل سرفة سارفة ....