بسم الله الرحمن الرحيم
تقول ثمالة : ( جلَط جلده بالسكين ) أي : كشطه . ومثله قولهم : ( الحلّاق جلط رأسه بالموس ) أي : كشط الجلد مع الشعر .
وتقول : ( شاله ولبط به على الأرض ) أي : ضرب به الأرض ممتداً .
وتقول : ( عظُيم عضرِّط ) . وعظيم تصغير عظم ، وعظيم عضرِّط هو العظم الصغير آخر سلسلة فقرات الظهر .
قلت : هذا كلام صحيح . ( فجلط ) كما جاء في العباب : جَلَط رَأسَه : أي حَلَقَه . واجْلْطِ عن جلْدَها : أي : اكْشِطْهُ .
وفي القاموس : وجلط الجِلْدَ عن الظَّبْيَةِ : كشَطَه .
أما ( لبط ) فقال في الصحاح : لَبَطْتُ به الأرض : إذا ضربتَ به الأرض . وفي اللسان :
لبَطَ فلان بفلان الأَرضَ يَلْبِطُ لَبْطاً : ضرَبها به ، وقيل : صرَعَه صَرْعاً عَنِيفاً .
أما ( عظيم عضرِّط ) ففي لسان العرب : ويقال العِضرط عَجْبُ الذَّنَبِ . وفي الصحيحين :
" ... وليس من الإنسان شيء لا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة "
والعضرِط بكسر حرف الراء ، وثمالة تكسره وتشدده .
ويطلق العضرط في اللغة على معان أخر مثل : العصعص ، وكذا العجان : ( مقعدة الإنسان ) وقال شمر:
مثَل العرب : إِياك وكُلَّ قِرْنٍ أَهْلَبِ العِضْرِطِ . أي : كثيف شعر العضرط . والعرب ترى أن هذا دليل كمال اكتهاله وقوته ورجولته .
وفي مجمع الأمثال : أن امرأة قال لها ابنها : ما أجد أحداً إلا غلبته . قالت أمه : أي بني ، إياك وأهلب العضرط . قال :
فصرعه رجل مرة ، وانكشف ثوبه ورأى الشعر فقال : هذا الذي كانت أمي تحذرني .