[صقر قريش]

الرياض :الأحد 28-1-1430هـ العدد :14825
من نصدق الوزير أم مدير تعليم الثانوي ؟!
راشد محمد الفوزان
" المروجون لمقاطعة المنتجات العالمية " مطعطعون " , والواجب الابتعاد عن الطعطعة . . . "الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ – مفتي المملكة رغم أن قناعتي أن التعليم لدينا يحتاج إلى إعادة نظر بكاملة وأوصلت هذا الرأي غير الجديد أو المخترع لكل من وصلت له من مسؤول في الدولة من وزير لعضو مجلس شورى أو من هم في وزارة التربية والتعليم نفسها , يكفي أن تلاحظ مناهج الابتدائي والمتوسط نصف المواد لا ضرورة لها حقيقة بل يجب إلغاؤها لسبب أنها تخصصية جدا ولا تتناسب مع هذه السن , وأغلبها مواد لا ترتبط بالتعليم في المراحل الأولى , يكفي أن يخرج الطالب الجامعي لدينا لا يجيد كلمتين من اللغة الأنجليزية 16 سنة دراسة بدون لغة , وأيضا لا يجيد استخدام الحاسب الآلي أو يشاهده في الابتدائي والمتوسط , تفصيل المناهج وملاءمتها يحتاج كتابة واسعة ومتخصصة ومستعد لتفصيل كل ذلك , يكفي أن المواطن السعودي الذي يخرج من مدارسنا لا تعادل شهادته بنفس مستوى دولة السودان مثلا ؟ . ما يهمني الآن ولفت انتباهي خلال الأسبوع الماضي تصريحان لوزير التربية والتعليم " الشجاع " الذي صرح على هامش ملتقى التعليم الثانوي وقال " 90% من مخرجات التعليم الحالية لا ترتبط بسوق العمل " ( جريدة الرياض العدد 14821 21 يناير 2009 ) والنقيض قبلها بيومين أي الأثنين الموافق 19 يناير 2009(جريدة الشرق الأوسط العدد 11010 ) رفض الدكتور صالح الشايع المدير العام للتعليم الثانوي في وزارة التربية والتعليم اتهامات التي يوجهها رجال الأعمال السعوديون بأن مناهج التعليم العام لا تتوافق مخرجاتها وحاجات سوق العمل في السعودية . وأكد . " إن مناهج المرحلة الثانوية تتم صياغتها بما يتناسب وحاجات سوق العمل في البلاد كما يتم إعدادها لتلائم إعداد الطلاب للانخراط في تخصصات التعليم العالي " . من خلال التصريحين اللذين أقف أمامهما في حيرة شديدة حقيقة بين وزير يقول لدينا " مشكلة " ومسؤول بالتعليم الثانوي يقول " لا مشكلة " تعارض سياسات وفهم فمن يقف ضد من , سأقف بصف الوزير الذي لم أقابله بحياتي وأتشرف بلقائه , ولكن من واقع سوق العمل والاقتصاد والبطالة ومتغيرات كثيرة يقول المنطق والواقع ان وزير التربية والتعليم على حق , وان الوزير سيعاني الكثير من داخل وزارته ممن هم يضعون العصى في دواليب " التغيير " أو " التطوير " ولا اتهم هنا الدكتور الشايع أو غيره , بل تعارض من يدير دفة التعليم لدينا , فهل من يقول ان التعليم على حق وطريق صحيح مقتنع ؟ أتمنى من وزير التربية والتعليم أن يفرض على كل مسؤول لدى وزارته من المرتبة العاشرة فقط وأعلى أن يقدم كشفاً عن أبنائه من أولاد وبنات أين يتلقون التعليم أبناؤهم ؟ سواء بمدارس خاصة أو بالخارج ؟ يعني هذا أنهم غير مقتنعين كمسؤولين ويصرون على بقاء الوضع على ما هو عليه , وأن يضع الوزير دراسة أو استفتاء لمدراس الثانوية ويطرح سؤالين فقط لأولياء الأمور, الأول : هل تفضل دراسة ابنك داخل المملكة أم خارجها وأنت تستطيع أن تمول دراسته ولماذا ؟ السؤال الثاني : هل أنت ترى أن التعليم لدينا يحقق أهدافك وطموحاتك لك وابنك ؟ فقط سؤالان لا أكثر وسترى معالي الوزير أي إجابة ستأتي لك . وفي النهاية ميزانية وزارة التربية والتعليم تفوق 100 مليار سنويا ولا نجد إلا بطالة وتكديساً بالمخرجات , وفي النهاية نجد أنهم من داخل الوزارة متعارضون ومختلفون , والضحية المواطن الذي تعلم ودرس ما لا يحتاجه ولا وطنه , هدر مالي في النهاية ؟ ! كان الله في عون المواطن . . .