[كريم السجايا]

مفكرة الإسلام: أبلغت حكومات مصر والسعودية والأردن، الإدارة الأمريكية اعتراضها على بناء جدار يفصل حي "الأعظمية" (شمالي بغداد) عن باقي أحياء العاصمة العراقية، في إطار خطة للفصل بين الأحياء السُنيّة والشيعية.
ونقلت صحيفة "الخليج" عن مصدر مطلع، أنّ الحكومات الثلاث طرحت خلال لقاءات مع وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندوليزا رايس"، ووزير الدفاع "روبرت جيتس" والمسئولين الأمريكيين في القاهرة والرياض وعمّان والكويت خلال الفترة الماضية، ضرورة حماية العرب السنّة من أعمال "الإرهاب"، وضرورة تشجيعهم على الاندماج في العملية السياسية.
ونفى المصدر أن تكون فكرة بناء جدار فاصل فكرة عربية، وقال: "نحن طلبنا الحماية والاندماج وليس العزل"، وعزا الاعتراض العربي إلى أنّ بناء أسوار حول الأحياء السُنية تحمل ضمنيًا اتهامًا للأحياء السنية بأنها مصدِّرة لـ "الإرهاب"، وهو عكس ما جرت المحادثات حوله، فضلاً عن الدلالات السيئة التي رسخت في الذهنية العربية نتيجة بناء "إسرائيل" سورًا عازلاً حول الضفة الغربية.
وكان الآلاف من سكان "الأعظمية" قد تظاهروا ضد بناء الجدار الذي يفصل الحي، ذا الأغلبية السُنية، عن باقي أحياء بغداد، في وقتٍ دافعت فيه القوات الأمريكية والعراقية بالقول إن الجدار هو إجراءٌ مؤقت لمنع هجمات المقاومة.
واتهم المصدر الإدارة الأمريكية بتطوير الأفكار العربية إلى فكرة بناء أسوار أسمنتية عازلة، في إطار خطة تستهدف تحقيق وضعية للعاصمة العراقية مثل وضعية برلين الغربية وقت تسليم ألمانيا قبل الوحدة؛ لجعل بغداد مدينة ذات وضع خاص في إطار الدولة العربية.
وقال: أبلغت الإدارة الأمريكية اعتراضنا على هذا التوجّه؛ لأن العراق دولة موحدة، والتعدد العربي والمذهبي في العاصمة عامل وحدة وليس عامل تقسيم، وطرحت بعض التيارات السياسية أفكارًا حول الفيدرالية في العراق لتبرِّر إنشاء "برلين غربية" جديدة.