صحيح اللسان
الفهم أو المهارة لا الشطارة وماهِر لا شاطِر
د عبد الله الدايل
كثيراً ما نسمعهم يقولون: فلان شاطِر، أومن ذوي الشطارة يريدون المهارة أو الفهم وهذا غير صحيح، والصواب: فلان ماهر أو ذكي، أو حاذق ونحو ذلك – كما في المعاجم اللغويَّة، ففي المعاجم كالمصباح والمختار أنَّ (الشاطر) معناه: الذي أعيا أَهْلَه خُبْثاً ولُؤماً – قال صاحب المصباح: «و(شَطَرَتِ الدار): بعدت، و(منزل شَطير): بعيد، ومنه يقال: (شَطَرَ فلان على أهله): إذا تَرَكَ موافقتهم، وأعياهم لؤماً وخبثاً، وهو (شاطر)، و(الشطارة): اسم منه» وفي مختار الصحاح كذلك. وفي الوسيط: «(شَطَرَ) الرجل على قومه: شُطُوَّرا، وشَطَارةَّ: أعيا قومه شَّرّا، وخُبْثاَّ، وشَطَرَ عن القوم: نَزَحَ عنهم مغاضبا..» ومع ذلك أصاب هذا اللفظ تطوُّرُُ دلاليّ – فأصبح له معنى آخر غير معناه الأصلي فأصبح يطلق على الفَِهم المتصّرف، وعلى السابق المسرع إلى الله عند الصوفيَّة في حين أنَّ معناه في الأصل: الخبيث الفاجر كما في الوسيط.
يتبيَّن أنَّ الصواب: ماهر لا شاطِر، ومهارة لا شطارة.