عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2009   رقم المشاركة : ( 46 )
مخبر سري
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2772
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 9,166
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادةمخبر سري تميز فوق العادة


مخبر سري غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اهم الأخبارالمحلية والعالمية ليوم الثلاثاء 02/06/1430هــ الموافق 26/05/2009م

الملك عبدالله: نثق في سير أبناء زايد على خطى والدهم الراحل


إيلاف من الرياض: لم يخفي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعرض بلاده لصدمات وبعض العنت ممن قست قلوبهم على حد وصفه. واستطرد في حوار مطول أجراه رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجارالله ونشر اليوم (الثلاثاء) بالقول:" لكن تسامينا إرضاءً لربنا وانتصاراً لعروبتنا". وأوضح العاهل السعودي أن العالمين العربي والإسلامي يملكان مقومات الرخاء لكن ينقصهما تعاضد القادة، وأشار إلى أن المصالحة بين قادة الأمة أرست واقعاً جديداً للعلاقات، معبراً في الوقت ذاته عن أمله أن تتطور هذه العلاقة إلى الأفضل.

وفي الشأن الاقتصادي أكد الملك عبدالله أن العالم بدأ يتشافي من أزمته المالية. مشدداً على أن الوضع المالي للسعودية لا يزال عفياً، وأن بلاده مقبلة على مشاريع تنموية بمليارات الدولارات. وأوضح أن السعودية ليست بحاجة لبيع أي من استثماراتها السيادية وحجم الإنفاق تزايد في الميزانية الجديدة. وحول اتفاقية الوحدة النقدية الخليجية أشار إلى أنها ستخضع لمراجعة قبل التنفيذ. وفي الشأن الإنسحاب الإماراتي من هذه الإتفاقية قال:" نثق في سير أبناء زايد على خطى والدهم الراحل". وأكد أن ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز بخير:" ونترقب عودته إلى بلده مسربلاً بثوب الصحة والعافية خلال الأسابيع الستة المقبلة، و سلطان بن عبدالعزيز أجزل العطاء لدينه ودنياه فأثابه الله نعمة محبة تفيض عليه من أفئدة الناس".

فيما يلي نص الحوار:
سيدي خادم الحرمين الشريفين: بداية الكل هنا وهناك يسأل بشغف عن آخر مستجدات الفحوصات الطبية التي يجريها سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز?
/ صحة ولي العهد بخير والحمد لله, واقول هذا لطمأنة محبيه الكثر القلقين على صحته وأؤكد لهم ان سلطان شفاه المولى جل في علاه مما ذهب للعلاج من اجله, فكان الله تعالى رحيماً به عالماً بما قدمت يداه من خير لدينه ودنياه, سلطان نحسبه ولا نزكيه على الله رجلاً مقداماً في فعل صالح الاعمال واذكاها تقرباً الى ربه وخدمة لعقيدته ووطنه ومواطنيه, فكان ولا يزال وسيبقى بعون الله وحفظه خير معين لنا وساعدنا الايمن في رعاية اهل الدار وزواره من ضيوف الرحمن, ونترقب هنا في السعودية عودته باذن الله خلال الاسابيع الستة المقبلة.

لقد تابعنا ومعنا شعبنا في المملكة مسار علاجه على مدار الساعة, خصوصا اثناء العملية التي اجراها مؤخراً وتكللت بالنجاح والحمد لله والمنة.. انه الآن في حالة صحية جيدة ويقضي بعض ايام الراحة, ونسأل الله ان يعيده الى وطنه وأهله ومحبيه مسربلاً بثوب الصحة والعافية, واكرر أخ أحمد ان سلطان بخير اذا أردت ان تعلن جواب سؤالك.

سيدي خادم الحرمين: بعد خطابكم المؤثر في قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية الذي استهللتموه بنقدكم لنفسكم قبل انتقادكم الاخرين, ما مدى تجاوب العالم العربي مع ما ناشدت به قادة الامة عبر ذلك الخطاب?

/ بداية, دعني اقول لك ولكل من يقرأ او يسمع بجوابي هذا ان الالم كان يعتصرني كواحد من القيمين على امر العرب والمسلمين, لقد كنت استعرض ما حولنا من احداث وهموم وقضايا, وخشيت ان »تذهب ريحنا« بفعل شتاتنا الا ما رحم ربي, فرجعت الى نفسي وكان ذاك الخطاب الذي بدأته بالاقتصاص من ذاتي مع اننا كنا نحن نتلقى الصدمات, وربما بعض العنت ممن قست قلوبهم والعياذ بالله, لقد دعوت الى مصالحة عربية حقيقية تعرف أطرافها مكامن الداء لتبدأ في تحديد سبل الدواء.. ولم لا? وعالمنا العربي يزخر بخيرات وفيرة والحمد لله, ويمتلك اسباب ومعطيات القوة السياسية, بيد أن ما كان ينقصه هو تعاضد قادته وربط مصالح ابنائه وايجاد تعاون جماعي بدلاً من ذاك العمل الفردي او الثنائي او الثلاثي.

لقد شعرت ان الجميع في قمة الكويت تأثر معي, وتابعت اصداء هذه الدعوة في العالم العربي, ويعلم الله انها دعوة مخلصة لوجهه الكريم, ولا نبغي من ورائها الا الخير للجميع.. لقد تابعت ما كتب حولها, وهو امر مشجع ومريح, ورغم ان هذه الدعوة اخذت مساراً ليس كل ما كنا نرتجيه وننشده, لكنه مسار مفرح ويوحي بتجاوب كبير من لدن الاخوة قادة وزعماء دولنا العربية, صحيح انه كان هناك عتب مصري على مواقف البعض, غير انه سرعان ما تسامت الشقيقة مصر ورئيسها محمد حسني مبارك على تلك المواقف, ولبت كعهدنا بها دائماً بوعي وفهم كبيرين نداء المصالحة, على أية حال الآن افضل, فقد تجاوزنا ما كان واصبحنا نسير على طريق احسن من سابقيه, ولعله يزداد تطوراً للأفضل والأفضل.

والله, كلما انظر الى عالم امة العرب أسأل نفسي لماذا نحن على هذه الحال?.. فكل امكانات التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي متوافرة لدينا, ولا نحتاج الى اكثر من نقاء وصدق النوايا..
سيدي خادم الحرمين: الحالة الاقتصادية للعالم.. الى اين تسير?

/ في لقاء قمة العشرين الاخيرة سمعنا مداخلات ومرئيات عقول دول كبرى نحن - بكل تواضع وصدق مع النفس - نقطة في بحرها المترامي مالياً واقتصادياً, وقد تولدت لدينا قناعة بأن عقول هذه الدول ذات الحجم الضخم من الاقتصادات والتي لها ما لها وعليها ما عليها في مسار الاقتصاد العالمي برمته, لن تترك بلدانها اسيرة تدمير واهٍ ناتج عن ذعر او رياح ازمة من السهل صدها, وقد كان, فنحن نشهد الآن تشافي اقتصادات هذه الدول, وان بدت ارهاصات هذا التعافي جلية اثناء انعقاد تلك القمة, بل ونعتقد أن هذا التعافي يسير بوتيرة اسرع مما نتداوله ونتوقعه خلال الاجتماع, ونستشعر ايضا في المقابل ان الذعر الذي انتاب أوساط الاقتصاديين في معظم دول العالم إبان وقوع الازمة قد اضمحلت تأثيراته وخفت وتيرته, وهذا كان متوقعاً.

سيدي خادم الحرمين: وماذا عن اقتصاد السعودية?

/ نحن بخير وسبق ان تحدثت بذلك, وقلت لكم في اوج حالة الذعر التي اجتاحت العالم بأسره ان اقتصادنا بألف خير والحمد لله, فقط تأثرنا في المملكة شأننا شأن الكثير من الدول بقليل من الذعر احسب انه زال بعد ان ادرك شعبنا أن اقتصاد بلده عفي وقادر على تجاوز تداعيات أي ازمة عالمية مالية طارئة.

الميزانية الجديدة المعلنة للمملكة زاد فيها حجم الانفاق عن نظيره في الميزانية السابقة بما يقارب الاربعين مليار ريال, اي ما يوازي نحو عشرة مليارات دولار, لقد رفعنا ارقام الانفاق وقرنّا القول بالفعل, فهناك مشاريع ضخمة للبنية التحتية تم التوقيع على بدء العمل فيها, وفي طليعتها شبكة طرق يصل طولها الى اكثر من ثمانية آلاف كيلومتر, اضافة الى سكك حديدية طولها يناهز الاربعة آلاف كيلومتر, وربما تكون هي الاطول في العالم, وقريباً باذن الله سنعلن عن مشاريع اخرى كبرى تشمل البنية التحتية ايضا والإعمار والصناعة في مدينة ينبع, ومشاريع مياه تبلغ كلفتها قرابة تسعة مليارات ريال في العاصمة الرياض وحدها.. ولابد أنكم سمعتم أو شاهدتم المشاريع التي أعلن عنها في المنطقة الشرقية وهي مشاريع انتاجية ورعوية.

نعم وعدنا بزيادة الانفاق, وها نحن ننفذ ما التزمنا به.

سيدي خادم الحرمين: يقال انكم »سيّلتم« او بعتم بعض استثماراتكم السيادية, فهل انتم بحاجة الى سيولة نقدية?

/ لم يجر بيع اي من الاستثمارات السيادية للمملكة, وأريد تأكيد نقطة مهمة, وهي ان اموال وموجودات السعودية لم تتأثر جراء الازمة الاقتصادية العالمية التي تشهد الآن - كما ذكرت لك سلفاً - التعافي شيئاً فشيئاً , ولهذا لسنا بحاجة لبيع اي من استثماراتنا, واذا كان لدينا تراجع في اسعار القليل من هذه الاستثمارات, فان هذا لا يحمل في طياته اية خسارة محققة, كونه تراجعاً في القيمة الدفترية فقط أما إذا كان هناك بيع فإنه بيع لتصحيح مراكز الاستثمار من اجل أداء افضل ومردود نستفيد منه وكله يجري وفق دراسات وتحليل عالي التقدير من قبل جهاز الدولة المالي.

سيدي خادم الحرمين: تقول اذاً انكم مستمرون في مشاريع التنمية وليس لديكم نقص في المال النقدي?

/ نعم مستمرون في تنفيذ ما وعدنا به من مشاريع تضمنتها خطط التنمية الموضوعة, وحجم الانفاق لن يتقلص, كما اننا لسنا بحاجة الى ديون داخلية أو خارجية, ولذا سننفق بما لا يعيد لنا حالة التضخم التي استطعنا السيطرة عليها, وتراجعت بشكل ممتاز, ووفق ما ينسجم مع جهودنا لاقتصاد سعودي صحي. تعليماتي لجهازنا الاقتصادي ان لاهدر, وأن تكون المشاريع منتجة وتعيد ما استثمر فيها من مال وقف سلوك اقتصادي ينمي قوة الدولة الاقتصادية ويلبي رغبتها في ميزانيات قادمة تكون رقمياً أعلى من سابقتها.

سيدي خادم الحرمين: وماذا عن اسعار النفط التي تشهد حالة من عدم الاستقرار?

/ لانزال نرى ان السعر العادل هو خمسة وسبعون وربما ثمانون دولاراً للبرميل, لاسيما في الوقت الراهن, فالنفط مادة ستراتيجية مهمة ستزداد حاجة العالم اليه في قادم السنين اكثر من الاعوام الماضية, وسيظل هو عنصر الطاقة الاهم الذي لا بديل عنه, وليس المهم الحديث عن سنوات الحاجة اليه, بقدر اهمية البحث عن البديل, اذا نضب او تراجعت كميات مكامنه, هذا هو الاهم من وجهة نظرنا, اما مسألة تقلب السعر, فهذا امر خاضع لمستجدات وظروف الاسواق العالمية, علماً بأن هذه التقلبات مآلها الاستقرار على سعر عالٍ لا متدنٍ للنفط مستقبلاً, فتراجع الاسعار في الفترة الماضية اسبابه معروفة وقد لا تتكرر في المستقبل على الاطلاق فنحن نشهد الآن تعافياً سريعاً للاقتصاد العالمي, ونرى مؤشرات زيادة الطلب على هذه المادة, فالنفط سيظل مهما جداً لاعوام قادمة, ربما تفوق الاعوام التي مضت منذ اكتشافه.

سيدي خادم الحرمين: عندما انفجرت الازمة الاقتصادية العالمية, ماذا كانت مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي آنذاك?

/ كانت هناك بالفعل مخاوف, وفي لقاءات القادة الخليجيين بحثنا هذا الموضوع مراراً, واستقر الرأي على ضرورة زيادة التلاحم الاقتصادي والربط المصلحي لدولنا بشكل اسرع وافضل, وتحدثنا كذلك عن مرئيات عدة, الغاية منها حماية اقتصادات دول المنطقة, والتحرك دولياً كطرف واحد من اجل المساهمة في ايجاد او طرح الحلول, مع زيادة الانفتاح الاقتصادي البيني بما في ذلك الاتفاق على الوحدة النقدية, بعد ان تأكد لنا فوائدها, واهميتها في ايجاد قوة اقتصادية لدولنا على الصعيدين الاقليمي والعالمي, خصوصاً ان لدينا مخزونا نفطياً تشكل نسبته قرابة ثلاثين في المئة من الاحتياطي النفطي في العالم.

سيدي خادم الحرمين: لكن دولة الامارات العربية المتحدة اعلنت قبل ايام انسحابها من الوحدة النقدية الخليجية.. ما مدى تأثير ذلك?

/ اخواننا في دولة الامارات هم ابناء اخونا الشيخ زايد رحمه الله الذي يعد احد أركان تأسيس مجلس التعاون الخليجي, والاتفاق على الوحدة النقدية لدول المجلس سيخضع - بلا شك - للمراجعة قبل اقراره او دخوله حيز التنفيذ, وبالطبع هذه المراجعة ستخرج بنتائج وقرارات من رحم القيم الخليجية التاريخية التي نحرص جميعاً على المحافظة عليها كونها تثري علاقات التعاون بيننا, والمواقف المشرفة والمشهودة للشيخ زايد رحمه الله في هذا الشأن جعلته زعيماً لتكريس الألفة والتقارب الخليجيين.

لقد ادركت زعامات دول مجلس التعاون ان الترابط بين بلدانهم هو المستقبل والقوة والمنعة لها, ونثق بأن الامارات لن تتخلف عن اي ركب ترى فيه توطيداً لأوامر الترابط وتعزيزاً لهذه القوة المرجوة لدولنا, فإرثنا التاريخي واحد وهدفنا وطن واحد ليس فيه بين الاشقاء حساب.

على كل أجواء مراجعة اتفاق الوحدة النقدية مفتوحة, وللامارات زعامة واعية يجسدها ابناء زايد رحمه الله, وهم الابخص بشؤون بلدهم, ولا نشك في حرصهم على قوة قرارات مجلسنا الخليجي.

سيدي خادم الحرمين: هل سيؤثر انسحاب الامارات من اتفاقية الوحدة النقدية الخليجية على العلاقات السعودية - الإماراتية?

/ قد تختلف زعامات دول مجلس التعاون على آراء او قضايا معينة, ولكن هذا الاختلاف لا يلبث ان يتبدد سواء في القمم الخليجية او اللقاءات التنائية, فالاختلاف في الرأي لن ولم يشكل خلافاً طيلة مسيرة وتاريخ مجلسنا, ولهذا فالمملكة ودولة الامارات ستبقيان اشقاء واي اختلاف في الرأي كما ذكرت لك سرعان ما يزول في المراجعات المستقبلية لاسباب ومسببات هذا الاختلاف, فالامارات دولة تحكمها عقول نيرة قادرة على تمييز الغث من السمين ما يطرح في مجلس التعاون يتم الاتفاق عليه من قبل ست دول لا دولة بعينها, اي انه اتفاق على تحقيق مصالح للجميع تعود فائدتها على المنطقة بأسرها وتصب نتائجها في ربط مصالح ابناء وشعوب الخليج كافة وعلى هذا الاساس لن يكون هناك خلاف, والمراجعة المقبلة السابقة للتطبيق ستحل ما اختلف عليه.

سيدي خادم الحرمين: الرئيس الاميركي باراك أوباما سيوجه خطاباً من القاهرة الى العالم الاسلامي بعد ايام قلائل.. ما تعليقكم?

/ نحن بانتظار ما سيقوله الرئيس أوباما, فلسنا دعاة حرب او طلاب اشكالات او مشكلات بل دعاة سلام.. نريد ان نستثمر الوقت في تنمية اوطاننا ورقي شعوبنا, فأمامنا زمن يسرع الخطى نأمل ان نقتنصه في ما ينفع الناس, لايماننا بأن الخسارة تكمن في الزمن الذي يمضي سدى من دون انجاز, دعنا ننتظر ما سيقول الرئيس الاميركي لعل خطابه يحمل إنصافاً لقضايا العرب والمسلمين, وهو المطلب الذي ما فتئنا نردده على مسامع الادارات الاميركية المتعاقبة.

لقد عقدنا في الولايات المتحدة مؤتمراً حول حوار الاديان وتحدثنا فيه عن مطالبنا بإرساء السلام على الارض وترك الحساب للرب, ولاقينا آنذاك تجاوباً وتفاعلاً كبيرين من مختلف اوساط عواصم العالم وصناع القرار, ولا نزال ننشد المزيد من صداه على ارض الواقع.

اميركا دولة كبرى ومهمة ليس في محيطنا العربي فحسب بل في العالم اجمع, واكرر هنا اننا لا نريد منها سوى الانصاف والعدالة لقضايا العرب والاسلام الذي دعا الى التسامح والالفة والى الدعوة بالحسنى.

ديننا دين وسطية وعدالة.. دين تسامح ومحبة واخاء, دين يحض على إثراء علاقات البشر مع بعضهم البعض... انها رسالتي اجددها, فانقلها عني أخ أحمد إلى من يريد.
أن يتبصر بما أمر الله







الملك عبدالله: نثق في سير أبناء زايد على خطى والدهم الراحل


إيلاف من الرياض: لم يخفي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعرض بلاده لصدمات وبعض العنت ممن قست قلوبهم على حد وصفه. واستطرد في حوار مطول أجراه رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجارالله ونشر اليوم (الثلاثاء) بالقول:" لكن تسامينا إرضاءً لربنا وانتصاراً لعروبتنا". وأوضح العاهل السعودي أن العالمين العربي والإسلامي يملكان مقومات الرخاء لكن ينقصهما تعاضد القادة، وأشار إلى أن المصالحة بين قادة الأمة أرست واقعاً جديداً للعلاقات، معبراً في الوقت ذاته عن أمله أن تتطور هذه العلاقة إلى الأفضل.

وفي الشأن الاقتصادي أكد الملك عبدالله أن العالم بدأ يتشافي من أزمته المالية. مشدداً على أن الوضع المالي للسعودية لا يزال عفياً، وأن بلاده مقبلة على مشاريع تنموية بمليارات الدولارات. وأوضح أن السعودية ليست بحاجة لبيع أي من استثماراتها السيادية وحجم الإنفاق تزايد في الميزانية الجديدة. وحول اتفاقية الوحدة النقدية الخليجية أشار إلى أنها ستخضع لمراجعة قبل التنفيذ. وفي الشأن الإنسحاب الإماراتي من هذه الإتفاقية قال:" نثق في سير أبناء زايد على خطى والدهم الراحل". وأكد أن ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز بخير:" ونترقب عودته إلى بلده مسربلاً بثوب الصحة والعافية خلال الأسابيع الستة المقبلة، و سلطان بن عبدالعزيز أجزل العطاء لدينه ودنياه فأثابه الله نعمة محبة تفيض عليه من أفئدة الناس".

فيما يلي نص الحوار:
سيدي خادم الحرمين الشريفين: بداية الكل هنا وهناك يسأل بشغف عن آخر مستجدات الفحوصات الطبية التي يجريها سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز?
/ صحة ولي العهد بخير والحمد لله, واقول هذا لطمأنة محبيه الكثر القلقين على صحته وأؤكد لهم ان سلطان شفاه المولى جل في علاه مما ذهب للعلاج من اجله, فكان الله تعالى رحيماً به عالماً بما قدمت يداه من خير لدينه ودنياه, سلطان نحسبه ولا نزكيه على الله رجلاً مقداماً في فعل صالح الاعمال واذكاها تقرباً الى ربه وخدمة لعقيدته ووطنه ومواطنيه, فكان ولا يزال وسيبقى بعون الله وحفظه خير معين لنا وساعدنا الايمن في رعاية اهل الدار وزواره من ضيوف الرحمن, ونترقب هنا في السعودية عودته باذن الله خلال الاسابيع الستة المقبلة.

لقد تابعنا ومعنا شعبنا في المملكة مسار علاجه على مدار الساعة, خصوصا اثناء العملية التي اجراها مؤخراً وتكللت بالنجاح والحمد لله والمنة.. انه الآن في حالة صحية جيدة ويقضي بعض ايام الراحة, ونسأل الله ان يعيده الى وطنه وأهله ومحبيه مسربلاً بثوب الصحة والعافية, واكرر أخ أحمد ان سلطان بخير اذا أردت ان تعلن جواب سؤالك.

سيدي خادم الحرمين: بعد خطابكم المؤثر في قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية الذي استهللتموه بنقدكم لنفسكم قبل انتقادكم الاخرين, ما مدى تجاوب العالم العربي مع ما ناشدت به قادة الامة عبر ذلك الخطاب?

/ بداية, دعني اقول لك ولكل من يقرأ او يسمع بجوابي هذا ان الالم كان يعتصرني كواحد من القيمين على امر العرب والمسلمين, لقد كنت استعرض ما حولنا من احداث وهموم وقضايا, وخشيت ان »تذهب ريحنا« بفعل شتاتنا الا ما رحم ربي, فرجعت الى نفسي وكان ذاك الخطاب الذي بدأته بالاقتصاص من ذاتي مع اننا كنا نحن نتلقى الصدمات, وربما بعض العنت ممن قست قلوبهم والعياذ بالله, لقد دعوت الى مصالحة عربية حقيقية تعرف أطرافها مكامن الداء لتبدأ في تحديد سبل الدواء.. ولم لا? وعالمنا العربي يزخر بخيرات وفيرة والحمد لله, ويمتلك اسباب ومعطيات القوة السياسية, بيد أن ما كان ينقصه هو تعاضد قادته وربط مصالح ابنائه وايجاد تعاون جماعي بدلاً من ذاك العمل الفردي او الثنائي او الثلاثي.

لقد شعرت ان الجميع في قمة الكويت تأثر معي, وتابعت اصداء هذه الدعوة في العالم العربي, ويعلم الله انها دعوة مخلصة لوجهه الكريم, ولا نبغي من ورائها الا الخير للجميع.. لقد تابعت ما كتب حولها, وهو امر مشجع ومريح, ورغم ان هذه الدعوة اخذت مساراً ليس كل ما كنا نرتجيه وننشده, لكنه مسار مفرح ويوحي بتجاوب كبير من لدن الاخوة قادة وزعماء دولنا العربية, صحيح انه كان هناك عتب مصري على مواقف البعض, غير انه سرعان ما تسامت الشقيقة مصر ورئيسها محمد حسني مبارك على تلك المواقف, ولبت كعهدنا بها دائماً بوعي وفهم كبيرين نداء المصالحة, على أية حال الآن افضل, فقد تجاوزنا ما كان واصبحنا نسير على طريق احسن من سابقيه, ولعله يزداد تطوراً للأفضل والأفضل.

والله, كلما انظر الى عالم امة العرب أسأل نفسي لماذا نحن على هذه الحال?.. فكل امكانات التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي متوافرة لدينا, ولا نحتاج الى اكثر من نقاء وصدق النوايا..
سيدي خادم الحرمين: الحالة الاقتصادية للعالم.. الى اين تسير?

/ في لقاء قمة العشرين الاخيرة سمعنا مداخلات ومرئيات عقول دول كبرى نحن - بكل تواضع وصدق مع النفس - نقطة في بحرها المترامي مالياً واقتصادياً, وقد تولدت لدينا قناعة بأن عقول هذه الدول ذات الحجم الضخم من الاقتصادات والتي لها ما لها وعليها ما عليها في مسار الاقتصاد العالمي برمته, لن تترك بلدانها اسيرة تدمير واهٍ ناتج عن ذعر او رياح ازمة من السهل صدها, وقد كان, فنحن نشهد الآن تشافي اقتصادات هذه الدول, وان بدت ارهاصات هذا التعافي جلية اثناء انعقاد تلك القمة, بل ونعتقد أن هذا التعافي يسير بوتيرة اسرع مما نتداوله ونتوقعه خلال الاجتماع, ونستشعر ايضا في المقابل ان الذعر الذي انتاب أوساط الاقتصاديين في معظم دول العالم إبان وقوع الازمة قد اضمحلت تأثيراته وخفت وتيرته, وهذا كان متوقعاً.

سيدي خادم الحرمين: وماذا عن اقتصاد السعودية?

/ نحن بخير وسبق ان تحدثت بذلك, وقلت لكم في اوج حالة الذعر التي اجتاحت العالم بأسره ان اقتصادنا بألف خير والحمد لله, فقط تأثرنا في المملكة شأننا شأن الكثير من الدول بقليل من الذعر احسب انه زال بعد ان ادرك شعبنا أن اقتصاد بلده عفي وقادر على تجاوز تداعيات أي ازمة عالمية مالية طارئة.

الميزانية الجديدة المعلنة للمملكة زاد فيها حجم الانفاق عن نظيره في الميزانية السابقة بما يقارب الاربعين مليار ريال, اي ما يوازي نحو عشرة مليارات دولار, لقد رفعنا ارقام الانفاق وقرنّا القول بالفعل, فهناك مشاريع ضخمة للبنية التحتية تم التوقيع على بدء العمل فيها, وفي طليعتها شبكة طرق يصل طولها الى اكثر من ثمانية آلاف كيلومتر, اضافة الى سكك حديدية طولها يناهز الاربعة آلاف كيلومتر, وربما تكون هي الاطول في العالم, وقريباً باذن الله سنعلن عن مشاريع اخرى كبرى تشمل البنية التحتية ايضا والإعمار والصناعة في مدينة ينبع, ومشاريع مياه تبلغ كلفتها قرابة تسعة مليارات ريال في العاصمة الرياض وحدها.. ولابد أنكم سمعتم أو شاهدتم المشاريع التي أعلن عنها في المنطقة الشرقية وهي مشاريع انتاجية ورعوية.

نعم وعدنا بزيادة الانفاق, وها نحن ننفذ ما التزمنا به.

سيدي خادم الحرمين: يقال انكم »سيّلتم« او بعتم بعض استثماراتكم السيادية, فهل انتم بحاجة الى سيولة نقدية?

/ لم يجر بيع اي من الاستثمارات السيادية للمملكة, وأريد تأكيد نقطة مهمة, وهي ان اموال وموجودات السعودية لم تتأثر جراء الازمة الاقتصادية العالمية التي تشهد الآن - كما ذكرت لك سلفاً - التعافي شيئاً فشيئاً , ولهذا لسنا بحاجة لبيع اي من استثماراتنا, واذا كان لدينا تراجع في اسعار القليل من هذه الاستثمارات, فان هذا لا يحمل في طياته اية خسارة محققة, كونه تراجعاً في القيمة الدفترية فقط أما إذا كان هناك بيع فإنه بيع لتصحيح مراكز الاستثمار من اجل أداء افضل ومردود نستفيد منه وكله يجري وفق دراسات وتحليل عالي التقدير من قبل جهاز الدولة المالي.

سيدي خادم الحرمين: تقول اذاً انكم مستمرون في مشاريع التنمية وليس لديكم نقص في المال النقدي?

/ نعم مستمرون في تنفيذ ما وعدنا به من مشاريع تضمنتها خطط التنمية الموضوعة, وحجم الانفاق لن يتقلص, كما اننا لسنا بحاجة الى ديون داخلية أو خارجية, ولذا سننفق بما لا يعيد لنا حالة التضخم التي استطعنا السيطرة عليها, وتراجعت بشكل ممتاز, ووفق ما ينسجم مع جهودنا لاقتصاد سعودي صحي. تعليماتي لجهازنا الاقتصادي ان لاهدر, وأن تكون المشاريع منتجة وتعيد ما استثمر فيها من مال وقف سلوك اقتصادي ينمي قوة الدولة الاقتصادية ويلبي رغبتها في ميزانيات قادمة تكون رقمياً أعلى من سابقتها.

سيدي خادم الحرمين: وماذا عن اسعار النفط التي تشهد حالة من عدم الاستقرار?

/ لانزال نرى ان السعر العادل هو خمسة وسبعون وربما ثمانون دولاراً للبرميل, لاسيما في الوقت الراهن, فالنفط مادة ستراتيجية مهمة ستزداد حاجة العالم اليه في قادم السنين اكثر من الاعوام الماضية, وسيظل هو عنصر الطاقة الاهم الذي لا بديل عنه, وليس المهم الحديث عن سنوات الحاجة اليه, بقدر اهمية البحث عن البديل, اذا نضب او تراجعت كميات مكامنه, هذا هو الاهم من وجهة نظرنا, اما مسألة تقلب السعر, فهذا امر خاضع لمستجدات وظروف الاسواق العالمية, علماً بأن هذه التقلبات مآلها الاستقرار على سعر عالٍ لا متدنٍ للنفط مستقبلاً, فتراجع الاسعار في الفترة الماضية اسبابه معروفة وقد لا تتكرر في المستقبل على الاطلاق فنحن نشهد الآن تعافياً سريعاً للاقتصاد العالمي, ونرى مؤشرات زيادة الطلب على هذه المادة, فالنفط سيظل مهما جداً لاعوام قادمة, ربما تفوق الاعوام التي مضت منذ اكتشافه.

سيدي خادم الحرمين: عندما انفجرت الازمة الاقتصادية العالمية, ماذا كانت مخاوف دول مجلس التعاون الخليجي آنذاك?

/ كانت هناك بالفعل مخاوف, وفي لقاءات القادة الخليجيين بحثنا هذا الموضوع مراراً, واستقر الرأي على ضرورة زيادة التلاحم الاقتصادي والربط المصلحي لدولنا بشكل اسرع وافضل, وتحدثنا كذلك عن مرئيات عدة, الغاية منها حماية اقتصادات دول المنطقة, والتحرك دولياً كطرف واحد من اجل المساهمة في ايجاد او طرح الحلول, مع زيادة الانفتاح الاقتصادي البيني بما في ذلك الاتفاق على الوحدة النقدية, بعد ان تأكد لنا فوائدها, واهميتها في ايجاد قوة اقتصادية لدولنا على الصعيدين الاقليمي والعالمي, خصوصاً ان لدينا مخزونا نفطياً تشكل نسبته قرابة ثلاثين في المئة من الاحتياطي النفطي في العالم.

سيدي خادم الحرمين: لكن دولة الامارات العربية المتحدة اعلنت قبل ايام انسحابها من الوحدة النقدية الخليجية.. ما مدى تأثير ذلك?

/ اخواننا في دولة الامارات هم ابناء اخونا الشيخ زايد رحمه الله الذي يعد احد أركان تأسيس مجلس التعاون الخليجي, والاتفاق على الوحدة النقدية لدول المجلس سيخضع - بلا شك - للمراجعة قبل اقراره او دخوله حيز التنفيذ, وبالطبع هذه المراجعة ستخرج بنتائج وقرارات من رحم القيم الخليجية التاريخية التي نحرص جميعاً على المحافظة عليها كونها تثري علاقات التعاون بيننا, والمواقف المشرفة والمشهودة للشيخ زايد رحمه الله في هذا الشأن جعلته زعيماً لتكريس الألفة والتقارب الخليجيين.

لقد ادركت زعامات دول مجلس التعاون ان الترابط بين بلدانهم هو المستقبل والقوة والمنعة لها, ونثق بأن الامارات لن تتخلف عن اي ركب ترى فيه توطيداً لأوامر الترابط وتعزيزاً لهذه القوة المرجوة لدولنا, فإرثنا التاريخي واحد وهدفنا وطن واحد ليس فيه بين الاشقاء حساب.

على كل أجواء مراجعة اتفاق الوحدة النقدية مفتوحة, وللامارات زعامة واعية يجسدها ابناء زايد رحمه الله, وهم الابخص بشؤون بلدهم, ولا نشك في حرصهم على قوة قرارات مجلسنا الخليجي.

سيدي خادم الحرمين: هل سيؤثر انسحاب الامارات من اتفاقية الوحدة النقدية الخليجية على العلاقات السعودية - الإماراتية?

/ قد تختلف زعامات دول مجلس التعاون على آراء او قضايا معينة, ولكن هذا الاختلاف لا يلبث ان يتبدد سواء في القمم الخليجية او اللقاءات التنائية, فالاختلاف في الرأي لن ولم يشكل خلافاً طيلة مسيرة وتاريخ مجلسنا, ولهذا فالمملكة ودولة الامارات ستبقيان اشقاء واي اختلاف في الرأي كما ذكرت لك سرعان ما يزول في المراجعات المستقبلية لاسباب ومسببات هذا الاختلاف, فالامارات دولة تحكمها عقول نيرة قادرة على تمييز الغث من السمين ما يطرح في مجلس التعاون يتم الاتفاق عليه من قبل ست دول لا دولة بعينها, اي انه اتفاق على تحقيق مصالح للجميع تعود فائدتها على المنطقة بأسرها وتصب نتائجها في ربط مصالح ابناء وشعوب الخليج كافة وعلى هذا الاساس لن يكون هناك خلاف, والمراجعة المقبلة السابقة للتطبيق ستحل ما اختلف عليه.

سيدي خادم الحرمين: الرئيس الاميركي باراك أوباما سيوجه خطاباً من القاهرة الى العالم الاسلامي بعد ايام قلائل.. ما تعليقكم?

/ نحن بانتظار ما سيقوله الرئيس أوباما, فلسنا دعاة حرب او طلاب اشكالات او مشكلات بل دعاة سلام.. نريد ان نستثمر الوقت في تنمية اوطاننا ورقي شعوبنا, فأمامنا زمن يسرع الخطى نأمل ان نقتنصه في ما ينفع الناس, لايماننا بأن الخسارة تكمن في الزمن الذي يمضي سدى من دون انجاز, دعنا ننتظر ما سيقول الرئيس الاميركي لعل خطابه يحمل إنصافاً لقضايا العرب والمسلمين, وهو المطلب الذي ما فتئنا نردده على مسامع الادارات الاميركية المتعاقبة.

لقد عقدنا في الولايات المتحدة مؤتمراً حول حوار الاديان وتحدثنا فيه عن مطالبنا بإرساء السلام على الارض وترك الحساب للرب, ولاقينا آنذاك تجاوباً وتفاعلاً كبيرين من مختلف اوساط عواصم العالم وصناع القرار, ولا نزال ننشد المزيد من صداه على ارض الواقع.

اميركا دولة كبرى ومهمة ليس في محيطنا العربي فحسب بل في العالم اجمع, واكرر هنا اننا لا نريد منها سوى الانصاف والعدالة لقضايا العرب والاسلام الذي دعا الى التسامح والالفة والى الدعوة بالحسنى.

ديننا دين وسطية وعدالة.. دين تسامح ومحبة واخاء, دين يحض على إثراء علاقات البشر مع بعضهم البعض... انها رسالتي اجددها, فانقلها عني أخ أحمد إلى من يريد.
أن يتبصر بما أمر الله
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس