الموضوع: حتى الخنافس .
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09-23-2011
 
الحاج سلام
كاتب مبدع

  الحاج سلام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : 27-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,301
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 70
قوة التـرشيــــح : الحاج سلام تميز فوق العادة
افتراضي حتى الخنافس .

حتى الخنافس . حتى الخنافس . حتى الخنافس . حتى الخنافس . حتى الخنافس .

بسم الله الرحمن الرحيم


حتى الخنافس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
كررت في مقدمات لما سبق ان رويت من قصص تراثية هنا في هذا المنتدى ان هذه القصص التي ارويها هي قصص حقيقية وانني انتخبتها لكم ورويتها باسلوب قصصي تعمدت فيه التشويق ، وان كل ما رويت كان فيه من وجهة نظري العديد من العبروالعظات .
واليوم سوف اروي لكم ضمن سلسلة هذه القصص ما سمعته من صديق لي ثقة كنت اتحدث اليه عن الحياة الفطرية ، واهمية التوازن البيئي والضرر الذي يصيب الطبيعة عندما يتدخل الانسان ويخل بهذا التوازن بقصد منه او بغير قصد و كنت اضرب له الامثال ، لانواع الكائنات التي تضررت بما فيها البشر .
وقد كان يستمع لي بكل انصات وكأنه يحاول تحفيزي على قول المزيد ، وعندما حاولت تلمس كأس الشا ي الذي كان قد وضعه امامي منذ برهة من الزمن مد يده واعاد مناولتي الكأس . بما اشعرني بان الرجل حريص على كل ثانية من الوقت ولو كان ذلك الوقت هو ما خشي ان اهدره في تلمس كأس الشاي وارتشاف شيئ منه .
شجعني ذلك على الاسترسال في الحديث كعادتي عندما اجد ان من اتحدث اليه يحسن فن الانصات .
وعندما اعتدلت في جلوسي واستندت الى جدار كان خلفي ورفعت رأسي ناظرا اليه ، بادرني بالسؤال ، هل انتهى حديثك ؟
فقلت له : بعد ان ساورني الشك في انني استرسلت في حديثي اكثر من احتمال الرجل . القِصص كثيرة والحديث ذو شجون .
عندها التقط الرجل طرف الحديث ، وهويصوب نظره الى عيني وكأنه يقول : لقد احسنت الانصات الى حديثك وعليك ان تنصت الآن الى حديثي ، ثم قال :
لقد اعجبت بحديثك هذا ايما اعجاب ، وان عندي لك قصة روتها لي قريبة لنا وبطلها قريب لنا ايضا لا يزال حيا يرزق .
تقول قريبتي - والحديث للرجل - كان ابن عمًك -وسمت قريبا لنا من ابناء عمومتنا- في ريعان شبابه يفيض حيوية وثقة بالنفس وشيئ من الطيش والغرور والجهل .
قالت : كان لا يأبه بشئ مما حوله ، وكنا نعيش في مزرعة لنا فيها بيت من الطين تكثر فيه الرطوبة ، وربما زارتنا فية بعض الحشرات التي لا تخلو منها المزارع .
وكان مما يكثر في محيط منزلنا حشرة من الخنافس صغيرة سوداء لا يكاد يلمسها لامس حتى تطلق رائحة نفاذة سيئة ، وكان ابن عمك لا يطيق تلك الرائحة ويضيق بها ذرعا .
قالت : وفي كل مرة يشعر بالضيق من تلك الرائحة يصيح في من حوله ، ويكيل سيلا من الشتائم والسباب لتلك الحشرة ولا ينسى منح سامعيه شيئا من ذلك .
فان ناقشه احد او طلب منه عدم المبالغة في التذمر انهال على تلك الحشرة بالسباب حتى بلغ به الامر الى التمادي والقول :
لماذا خلق الله هذة الحشرة ؟ انها عديمة الفائدة فهي لا تنفع في شيئ ، انظروا هل لها من فائدة ؟ حتى القطط تتقأ من رائحتها .
قالت الراوية : وكنا نطلب منه ان يستٌغفر الله ، فهذه الحشرة خلق من خلقه سبحانه وتعالى ، والاعتراض على خلقها بهذه الطريقة قد يكون اعتراضا على الخالق الذي لم يخلق شيئا عبثا . ولكن الفتى يتمادى في اعتراضه .
قالت : اصيب ابن عمنا بورم في جنبه لم يطل به الزمن حتى اصبح جرحا يفرز صديدا سيئ الرائحة .
قالت : إلتمس له اهله العلاج دون جدوى ، وفحصه اكثر من طبيب ، ولكن جميع الادوية التي وصفهوها له لم تكن ناجعة ، الى ان ذهب مع اخ له الى طبيب شعبي مشهور في منطقة مجاورة - وذكر محدثي اسم الطبيب – قالت الراوية :
فقال المعالج لاخ المصاب سوف اصف لاخيك علاجا وعليه ان يجربه فان افاده فذلك من فضل الله ، والا فإلتمس لاخيك علاجا عند غيري .
ثم اخذ يصف لاخ المريض نوعا من الخنافس الصغيرة السوداء ذات الرائحة الشديدة وان عليه اصديادها وفركها على الجرح ثم ربطها عليه وان يكرر ذلك عدة ايام .
قالت الراوية : لم يمض على قريبنا بضعة ايام حتى إلتأم جرحه ثم شفي .
فانطلق اخوه بعد ان تذاكر القوم كُره المريض لهذا النوع من الخنافس وحديثه عنها فيما مضى ، انطلق الى الطبيب الشعبي يخبره بشفاء المريض ويسأله .
لماذا وصفت لاخي هذا النوع من العلاج ؟
ولم يذكر للطبيب شيئا من قصة اخيه مع هذا النوع من الخنافس .
فذكر الطبيب انه احتار في جرح اخيه ولكنه فطن الى ان الرائحة السيئة التي كانت تنبعث من الجرح مماثلة لرائحة ذلك النوع من الخنافس ، فخمًن ان تكون الخنافس وما تفرزه من مادة هي العلاج فوصفها له .
عندها روى الاخ للطبيب قصة اخيه مع هذه الحشرات وانه يعلم الان ان الله ابتلاه بهذا الجرح ليعلم ان الله لم يخلق شيئا عبثا حتى تلك الخنافس التي كان يحتقرها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،
كتبه لكم : الحاج سلام الثمالي ،،،،،
رد مع اقتباس