رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول
عين ( العَلاقة )
لو تتبع باحث لحن الألسنة في القول في كلام من يتكلم بالفصحى لوجدها تتجه في اللحن إلى الضمّ والرفع ، ولم أجد سببا لذلك إلا أنهم يتوهمون أن الإعراب هو ذاك لأنه يكون أكثر ما يكون في الرفع ، ويظن العامي أن من قال : إنّ المسلمون أشدّ فصاحة ممن قال : إن المسلمين ؛ لأن الناس يقولونه بالياء على كل حال ، وكذلك الألفاظ التي أولها فتح أو كسر ، أو يكون أوسطها مفتوحا أو مكسورا ، فيقولون في العَلاقة ، العُلاقة وفي الظرف بمعنى : الظرافة : الظُّرف ، بالضم ، ويقولون : فلان لا يَمُلّ ، ويضمون راء تجرِبة ، وهلمَّ جرّا ، والبحث – هنا – في لفظ العَلاقة التي بمعنى : التعلق بين شيئين ، يضمون عينها وهي مفتوحة ، يقال : عَلِق به ؛ إذا لزمه ، ولفظ ( علق ) بجميع تصريفاته فيه معنى التعلق بين شيئين حيث جاء .. ومن معاني العَلاقة : الصّدَاقة ، والخصومَة ، ضدان ، وما تعلق به الرجل من حِرفة ونحوها ، وما يتعلقون به على المتزوّج من المهر ، وما يتبلغ به من العين ، والحُبّ اللازم للقلب .
ومن الطّريف : أنني وأنا أكتب عن العلاقة هذه السّطور إذا بصديق حميم يحدثني في الهاتف الجوال ويقول في كلامه : العُلاقة بيننا .. وضمَّ العين ، ولم أنكر عليه اكتفاء بإنكار القلب ؛ ولأن الجواب هو ما سيرى لا ما يَسْمَع ، ولأنني – ولا أكذِبُ اللهَ – سررت بما قال ؛ لأنه يكشف عن صدق ما قلته من وقوع الألسنة في هذا اللحن الشائع
|