عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2006   رقم المشاركة : ( 8 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي


موجبات تأويل نبوءة المسيح الدجال (4)
هـذا الرجل الأعور الأفحج المتنافر الملامح سيكون فاتناً للنساء بصورة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، إلى حد أن الرجـل سيعمد إلى زوجته وأخته وعمته وابنته فيوثقهن مخافة خروجهن للدجـال !!.

هذا شيء غير منطقي وغير سائغ وغير مفهوم على الإطلاق . إذ كيف يمكن أن تفتتن النساء إلى هذا الحد برجل أعور متناقض الملامح ؟!.

ثم هب أن النساء غشاهن الغباء وانقلبت مقاييسهن وانعدم ذوقهن ودفعهن الهيام بهذا الرجل الأعور إلى عدم إقامة أي وزن للدين والأخلاق ، فما الذي يمكن أن تشكله هذه الفتنة التي ستدوم أربعين يوماً ( أو عاماً وشهرين ) في مقابل الفتنة الهائلة التي أحدثها الغرب الحديث على صعيد قضية المرأة خلال ما يقرب من قرنين من الزمان ؟!.

ما الذي سيغريهن به الدجال ؟!. هل سيغريهن بالمساواة والاستقلال عن الرجال وإثبات وجودهن ونيل حقوقهن السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية ، أم سيغريهن بالزنا والانحلال وعروض ومسابقات الأجساد والبث الحي للرذيلة على مدار الساعة وزواج الرجال بالرجال والنساء بالنساء ؟!.

سواء كان هذا أو ذاك فيا لتواضع وضآلة فتنته ، فالغرب وصل بهذه الفتن إلى حدود تفوق أي خيال . ومن ثم فقد كان من الأولى الإشارة إلى فتنة الحضارة الغربية على النساء وليس فتنة رجل أعور أفحج لن يستطيع أن يفعل نقطة في بحر ما فعلته تلك التجربة !!.

النبي صلى الله عليه وسلم بشر المسلمين بأنهم سيغزون الدجال ويفتحونه !!.

ونحن إذ نفسر الغزو والفتح هنا بأنه غزو وفتح ثقافي ومعرفي فإننا نسأل : ترى كيف يمكن لأهل الفهم اللغوي المباشر أن يفسروا تبشير المسلمين بأنهم سيغزون رجلاً ويفتحونه ؟!. لن يكون أمامهم سوى اللجوء إلى المجاز أو التأويل الذي يرفضونه !!.

لننظر إلى السياق الوصفي للخبر . تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ( الوضع الجاهلي العربي ) ثم تغزون فارس فيفتحها الله ( الإمبراطورية الفارسية ) ثم تغزون الروم فيفتحها الله ( الإمبراطورية الرومانية ) ثم ..... هنا سينتقل السياق من غزو وفتـح المناطق والإمبراطوريات إلى غزو وفتح رجل !! ثم تغزون الدجال فيفتحه الله !!.

لننظر إلى السياق التاريخي للخبر . الوضع الثقافي والاجتماعي الذي واجهه المسلمون في البداية هو الوضع الجاهلي العربي ، وقد بشرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم سيقضون على هذا الوضع . ثم واجه المسلمون الإمبراطورية الفارسية ، وبشرهم بأنهم سيفتحونها . ثم واجهوا الإمبراطورية الرومانية ، وبشرهم بأنهم سيفتحونها . بعد ذلك لم يواجه المسلمون سوى الدول والإمبراطوريات الغربية الحديثة ، وقد كانت أشد فتنة ووطأة على المسلمين من كل الإمبراطوريات التي سبقتها ، وتم احتلال معظم بلدانهم واستتباعهم ثقافياً واقتصادياً وعلمياً وأدبياً . ولكن هذا الوضع لم يستحق أية إشارة ، فالحديث بموجب الفهم اللغوي المباشر سيتجاهل الدول والإمبراطوريات الغربية الحديثة وسيقفز إلى تبشير المسلمين بغزو رجل وفتحه !!.

الفارق الأساسي والحاسم بين الله وبين الدجال هو أن الدجال أعور والله ليس بأعور !!.

هذا وصف تكرر في أحاديث كثيرة ، وتم التشديد عليه حتى أصبح رمزاً للمسيح الدجـال بحيث أصبح يسمى في الكثير من الأحاديث " الأعور " الدجال .

أي أن العينين لن تكونا وسيلة للتمييز بين أحد الرجال وغيره ، بل ستكونان أهم وسائل التمييز بين أحد الرجال وبين الله !!. وكما ورد في الأحاديث فقد قـال الرسول صلى الله عليه وسلم " فإن ألبس عليكم فاعلموا أن الدجال أعور وأن ربكم ليس بأعور " . أي إذا اختلط الأمر على المسلمين ولم يستطيعوا التمييز بين الدجال وبين الله فلينظروا إلى العينين ، فالدجال أعور والله ليس بأعور . وإن فعلوا ذلك فسيزول الخلط !!.

هل يعقل هذا ؟!. هل يمكن أن يكون هذا حديثاً عن عينين بشريتين ؟!.

هل العينان هما وسيلة المقارنة بين الله وبين أحد البشر أو بين الطريق إلى الله والطريق إلى فتنة أحد البشر ؟!. وهل وسيلة معرفة الله هي التنبه إلى أنه ليس بأعور ؟!.

معظم البشر سليمي الأعين ، والكثير من البشر فقدوا إحدى عينيهم ، فلماذا القفز بهذه الصفة البشرية العادية والواسعة الإنتشار إلى حد جعلها وسيلة حاسمة للتمييز بين الله وبين أحد البشر ؟.

هل يمكن لأي إنسان أن يرى الله ويقوم بالتمييز بين عينيه ( تعالى الله عن ذلك ) وبين رجل أعور مكتوب بين عينيه " كافر " ؟!.

حاشا لله أن يصح الفهم اللغوي المباشر الذي يقود إلى هذه المقارنة التي لا تصح ديناً ولا عقلاً ولا منطقاً .

الأمر ليس أمر عينين بشريتين للدجال ، وإلا لما ورد هذا الوصف وهذه المقارنات . الأمر يتعلق بشيء يشبه العينين ولله به علاقة ( الوحي ) . أي بمصادر الرؤية والمعرفة والعلم . ومصادر المعرفة بالنسبة لتجارب النهوض هي كالعيون بالنسبة للإنسان .

والواقع أنه لم يوجد حضارة طوال التاريخ البشري قدست العقل ورفضت الوحي كالتجربة الغربية . هذه أصبحت سمة كبرى من سمات تلك الحضارة وفارقاً أساسياً بينها وبين غيرها من الحضارات .

لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،،،
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس