عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية يوم الجمعة 3/7

الجزيرة :الجمعه 3 رجب 1430هـ - 26 يونيو 2009م - العدد 13420
الانتماء الوطني في التعليم العام
د. فهد بن عبدالكريم البكر
تشهد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال هذه الفترة -ولا تزال- حراكاً علمياً في كافة المجالات والأصعدة؛ ما جعلها تتبوأ مكانة متقدمة في التصنيف العالمي الأخير للجامعات، ولا شك أن هذه المكانة المتقدمة للجامعة، يقف من ورائها رجال مخلصون، يأتي في مقدمتهم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبدالله أبا الخيل، الذي ارتاد أفاقاً جديدة لرسالة الجامعة معتنياً بشكل خاص بخدمة المجتمع والتفاعل مع قضاياها، ومحاولة إجادة الحلول المناسبة لها، فكانت الجامعة متميزة حقاً في مثل هذه القضايا؛ واستكمالاً لهذه المسيرة عقد في رحاب الجامعة يوم الثلاثاء الموافق 27-3-1430هـ ندوة (الانتماء الوطني في التعليم العام) حيث إن دور الجامعة ورسالتها تجاه خدمة المجتمع ينبغي ألا يقتصر على التعليم داخل القاعات الدراسية وإنما هو أكبر من ذلك وأشمل. لقد جاء اختيار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لهذا الموضوع انطلاقاً من تحديات العولمة التي تواجه التربية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وما صاحبها من انتشار قيم سلبية، تدعو إلى الفردية وتضعف من قيمة الانتساب للحدود الجغرافية، والهوية الثقافية. فالعولمة تركت آثارها على قضايا المواطنة والهوية الثقافية، ففي عصرها أصبحت الحدود الجغرافية للدول متاحة عبر التكنولوجيا الرقمية، وأصبحت المشاكل والقضايا المحلية لها صبغة العالمية. وفي ظل هذه التحديات يحتاج التلاميذ إلى الشعور بالفخر نحو مجتمعهم، وكذلك الإحساس بالمسؤولية. إن ظواهر الانحراف والقلق التي تنتشر اليوم بين الشباب تقدم كل يوم دليلاً جديداً على مدى القصور في عمليات الرعاية والتوجيه والتربية التي تقدمها مؤسساتنا التعليمية. وتكشف عن مدى حاجة طلابنا إلى عمل منظم يقدم إليهم ثقافة الانتماء والمواطنة التي تسلحهم بالوعي الكامل بظروف الوطن والمخاطر التي تحيط به، وبدوره في التصدي للمناورات في التي تستهدف النيل من شبابه، وذلك بالتأثير على أفكارهم وإرادتهم وبث روح السلبية والاتكالية وزرع القيم المنحرفة التي تساق إليهم من الخارج. إن الانتماء أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع والأمة، وبدونه لا يمكن للفرد أن يدافع عن وطنه ومجتمعه ويحميه أو يساهم بإخلاص في بنائه. ولقد حرصت المجتمعات المتقدمة على تعميق الشعور بالانتماء لدى شبابها وذلك لأنه يمثل حجر الزاوية في حياة تلك المجتمعات واستقرارها وتماسكها، وبل ومن الدوافع الرئيسة لتقدمها. واليوم يواجه مجتمعنا تحديات فكرية تستلزم العمل على تعزيز الانتماء والتماس السبل الكفيلة بغرسه ومد جذوره في أعماق تربتنا، وأن نتمثله سلوكاً وممارسة وثقافة ووعياً، لنصل به إلى بر الأمان في ظل الظروف والمتغيرات الراهنة، ففي الوقت الحالي يحتاج وطننا منا أن نكون جميعاً يداً واحدة تبني ولا تهدم، تعمِّر ولا تخرِّب، تزرع ولا تحرق، تربي ولا تقتل، إذ الناتج من ذلك كله لن يحصده سوانا، ولسوف يكون حصاداً مثمراً إذا نحن أحسنا الغراس. والانتماء للوطن ليس شعاراً براقاً بل ممارسة وتطبيقاً لمبادئ وقيم ورثناها خالفاً عن سالف، ويمكن أن نتمثلها في حب الوطن والاهتمام بخيره ورفاهيته، والولاء والإخلاص له، والحنين له وصعوبة الابتعاد عنه، والمحافظة على أسراره، والدفاع عنه. إن مؤسسات التعليم تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية بناء وتطوير منظومة الانتماء والمواطنة بالعمل الجاد الهادف الذي يؤدي إلى حُسن إعداد الشباب تعليمياً وتربوياً من خلال مناهج دراسية حديثة متطورة، وتكنولوجيا تعليمية معاصرة، وأنشطة طلابية غير نمطية. وتعد المناهج الدراسية إحدى آليات المؤسسات التعليمية التي تعمل على نشر ثقافة الانتماء والمواطنة بين التلاميذ، فعن طريق المناهج الدراسية يتم تدريس بعض المقررات المدرسية والمحددة والتي تقدم للطلاب معلومات عن أنظمة الدولة ومؤسساتها والحقوق والواجبات الوطنية، وعن طريقها يتعلم الطلاب دروسا تفاعلية بالانضمام للجمعيات المدرسية وممارسة الأنشطة الطلابية والمشاركة في اتخاذ القرار. ويلعب المعلم دوراً هاماً في إرساء قواعد المواطنة الصالحة وذلك من خلال موقعه داخل المؤسسات التعليمية، فالمناخ السائد داخل حجرات الدراسة له بالغ الأثر في تشكيل شخصية الطالب لسنوات طويلة فيستطيع المعلم تنشئة الطلاب على قيم وسلوكيات ايجابية وتفعيل دور المشاركة الايجابية لدى الطلاب. كما أن ممارسة الأنشطة الطلابية من خلال المناهج الدراسية لها دور فاعل في غرس قيم الانتماء لدى الطلاب، فعن طريقها يمكن تقوية الصلة بين المواطن والوطن الذي يجعل المواطن على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل الوطن وهذا لا يتم من خلال مناهجنا الدراسية إلا بوضع قيمة الانتماء في مقدمة أهدافها التربوية. لذلك لا بد من توفر أهداف محددة لتربية المواطنة وذلك عن طريق المناخ الدراسي بالإستراتيجية التعليمية بحيث يتم توجيه هذه الأهداف إلى محتوى ونشاط وخبرات متعددة تكون لها صلة وثيقة بالخطط والسياسات المقررة، ويتم ذلك من خلال إدارة المناخ والتي تسهم بدورها في تنمية الولاء والانتماء، فوجود هذه الأهداف يساعد على تحديد مساهمة كل ميدان من ميادين المنهج الدراسي، كاللغة العربية، والدراسات الاجتماعية، والعلوم، والرياضيات، وغيرها من المواد الدراسية الأخرى، لأنه لا يمكن لمادة دراسية واحدة تحقيق أهداف تربية تنمية الانتماء والمواطنة كطريقة حياة وسلوك دون مساعدة المواد الدراسية الأخرى.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس