الموضوع: المقال التربوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقال التربوي

الوطن :الثلاثاء 7 رجب 1430 هـ العدد 3196
صراع المرأة مع المرأة يهدم الأجيال
هيلة فنيس القحطاني
العبء الأكبر في التنشئة الاجتماعية والتربوية والتعليمية يقع على عاتق من يتولى تربية الأنثى سواء كان أبا أو أما أو معلمة في دار علم أو قيادة نسائية تربوية تتولى أمر تقويم سلوك هذه الأنثى ونظرا لأن مجتمعنا مجتمع محافظ بلا اختلاط تعليمي فإن التعليم في حياة الأنثى تقوم عليه الإناث. وهنا يتجلى لنا ما تفعله الأنثى تجاه الأنثى في بعض المؤسسات التعليمية فعلى سبيل المثال تطرح القلة القليلة من القيادات التعليمية النسائية بعض القوانين والأحكام على طالبات لديها وقد تكون هذه الأحكام من تلقاء نفسها لا تتبع لائحة لهذه المؤسسة أو تلك بل تكون مرتبطة بعهود وأزمان انقضت إلى غير رجعة، و كيف سيكون دور المرأة فعالاً في إخراج شعب طيب الأعراق وهناك من يحاربها ويضيق عليها في أبسط حقوقها في ذلك ستنقسم الطالبات في تنفيذ الأوامر التعسفية لتلك القائدة إلى قسمين فمنهن من سترضخ للأوامر حتى وإن كانت ظالمة ومجحفة وستعيش في عزلة نفسية واجتماعية عن المجتمع وأخرى ستقاوم بأعمال تخريبية للمؤسسة وكذلك ستعاند بكل طاقاتها وستعيش في حال صراع ينتهي في الغالب بفصل الطالبة ونبذها من المجتمع التعليمي بأنها سيئة الأخلاق وفي ذلك نعود إلى ما آل إليه حال هاتين الفئتين من الطالبات كلاهما ستعيش في غربة عن مجتمعها الأولى بانسحابها وعزلتها وعدم الرضا بهذه القوانين الظالمة والثانية ستعيش حالة اغتراب بعدم الرضوخ والمقاومة بكل ما تملك فتتصارع مع تلك القيادة وفي هذا السياق نجد ما يمثله لنا العالم الاجتماعي ماركس في طرحه لمفهوم (الاغتراب) في النظرية الصراعية ملائماً لما نحن بصدده فتنص نظريته على أن هناك صراعاً دائماً بين البناء الفوقي الذي يملك القوة والهيمنة وتمثله هنا القيادة النسائية وبين البناء التحتي الذي لا يملك أي شيء سوى العناد والاحتجاج على هذه الأساليب الممقوتة والذي تمثله هنا الطالبات فيتولد الصراع بين البناء الفوقي الذي يحاول بسط النفوذ بالقوة والسيطرة دون النظر إلى أبسط معاني التعامل الإنساني واستخدام السلطة لصالحهن في التعامل مع الطالبات وبين الطالبات للفئة الثانية اللواتي يحاولن جاهدات إثبات أنهن لم يخطئن وهذا حقهن في الاعتراض والدفاع عن أنفسهن, وهذا يأتي مغايراً لما كانت عليه الطالبات في السابق بيد أن الزمان اختلف لقد أضحى من السهل أن يطالب الإنسان بحقوقه المستلبة. على أن هذا الشطط غير العادل الذي تقتضيه طبيعة التعاطي لهذه القيادة النسائية مع من هن أقل منها ، لن يقف حاجزاً بين الطالبة وبين محاولة الوقوف عند هذه المقاربات الحديثة على أمل الدفاع عن أنفسهن بكل ما يملكن حتى وإن كان الثمن حياتهن ، وبخاصة فيما يتعلق بإعادة الاعتبار لكرامتهن وتنفيذ ذلك إما بمحاولة زرع الحقد والكره في نفوس أبنائهن مستقبلا أو محاولة التخلص من أنفسهن بمحاولة الانتحار داخل المنظومة التعليمية ، باعتبار ذلك السبيل الأقرب لتأسيس واقع جديد ولن يكون ذلك بسيطاً على المجتمع فالاستثمار في المرأة ومنتظراتها أكبر رهانات التنمية البشرية وأكثرها حسماً في تحديد حاضر الأمم ومستقبلها، وهو أمر لن يتأتى إلا عبر تجاوب المسؤولين في التشديد على مراقبة المؤسسات التعليمية بشكل مستمر بل ومحاولة الاجتماع بالطالبات بشكل دوري للوقوف على متطلباتهن ومعالجة أوجاعهن ,حتى يعطين نتائج جيدة ويقمن بواجباتهن على خير وجه، وهو ما يمكن إنجازه بالاستئناس بمقاربات علمية رصينة تنبعث من رحلة الطالبة العلمية بين سياقي العلم و الأخلاق، فمنذ أزمان معرفية غابرة، ووصولاً إلى مختلف التناولات الحديثة التي تطلبت ضرورة إيجاد خيط ناظم بين كل من القيادة النسائية وبين المرؤوسات سواء كن طالبات أو موظفات، وبخاصة على مستوى التنشئة التعليمية والتربوية، التي أضحت إعادة هيكلتها في سياق تكامل المعرفة الإنسانية وتداخلها أمراً لا مناص منه. في هذا السياق، سنتوقف أساساً عند مقاربة جديرة بالذكر إن ما يلاحظ بوجه عام أن المرأة أكثر عداء تجاه المرأة والمفترض ألا تحارب المرأة الرجل بصفته من يظلمها فالرجل ليس عدواً للمرأة بل المرأة عدوة المرأة خاصة عندما يكون هناك صراع حول عمل أو موضع علم . ومع كل هذا، فإن الأمر يقتضي مزيداً من التدقيق والتمحيص في ما تبثه المرأة في نفس المرأة من أحقاد لا حصر لها تزرعها في نفسها حتى يخيّل لي أن المرأة المظلومة ستزرع هذا الحقد في نفوس أبنائها مما يلقي بالضرورة السمع والطاعة لدى الجيل الجديد الحاقد الناقم على مجتمعه. في هذا السياق فإن تعاطينا مع مجموعة من الدراسات العلمية المتعلقة بالبحث النظري والميداني في محاربة الأفكار الهدامة والفكر الضال بمحاولة تسليط الضوء على ما تركز عليه قيادتنا الحكيمة في محاربة الفكر الضال وتجنيب هذا الوطن ويلات الأفكار الهدامة لكننا لا نرى اهتماما كبيرا بدور المرأة وتوعية المرأة المسؤولة بعدم التعرض لمن هن تحت قيادتها وحفظ كرامتهن ولعمري إن هذا ما سيوفر الكثير الكثير من جهد وعناء في تربية الأبناء لأن من يتلقى العلم والتربية بروح وثابة خالية من العقد والإهانات لن يعطي إلا العمل الدءوب والتربية الصالحة.
ومن البديهي أن يتطلب ذلك تأطيراً نظرياً وآليات تعليمية جديدة مختلفة عما هو سائد، من خلال مقترحات تتأسس انطلاقاً من الاعتراف الضمني من قبل جميع الأطراف القيادية في الدائرة بوجود أسس مشتركة بينهن وبين الطالبات والمرؤوسات أفقياً وعمودياً من جهة، وبالسعي المشترك لتضييق الهوة الهائلة بين الطالبة والمرؤوسة وبين الإدارة والقيادة النسائية.
هنا يمكن بعد ذلك النهوض بالمنظومة التربوية والخروج بها من العتمة المستحكمة لتوفير مجالات أكثر إشراقاً وأكثر اتساعاً لتنمية المرأة السعودية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل دورها في تنمية المجتمع وذلك لن يتأتى إلا بمرورها الأساسي عبر الواجهة التربوية والتعليمية
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس