[صقر قريش]

الرياض :الاثنين 14 ذي القعدة 1430هـ - العدد 15106

اصرفوا لهن وسائد للنوم ..

عبد الله إبراهيم الكعيد

قالت الصغيرة لوالدها : سآخذ معي مخدّة للمدرسة ..!

الأب: مخدّة وللمدرسة ؟؟ خير إن شاء الله؟؟

الصغيرة : يا بابا ، كل يوم أروح من يوم ابتدأت الدراسة ما تجينا مُعلّمة ، وننام في الفصل حتى نرجع لبيوتنا ..!

الأب : معقولة إلى الآن ما عندكم مُعلمة ؟؟

الصغيرة : نعم ما عندنا مُعلمات.

الأب : خلاص خلاص أكلّم مديرة المدرسة حتى أعرف وش القصّة.

يرفع الأب سمّاعة الهاتف ويُحادث مديرة المدرسة (257) الابتدائية بحي الربوة في العاصمة الرياض ويُفاجأ بسماع المثل ( لا تشكي لي أبكي لك ) إذ أكّدت المُديرة قول الصغيرة بعدم وجود مُدرسات للصفوف الأولية وذلك إما بسبب التقاعد أو إجازة الأمومة ..! طيّب وما الحل ؟؟ غير سوى الانتظار حتى يأتي الفرج ونوقظ الصغيرات من نومة أهل الكهف. يقول لي الأب إنه اتصل بمكتب الإشراف النسائي ولا مُجيب ، ثم اتصل بوزارة التربية والتعليم بجلالها وقدرها وأيضا لا مُجيب فيسألني يا عبدالله ما الحل ؟؟

هُنا عادت بي الذاكرة إلى حكاية المُعلمات اللائي يقطعن الفيافي والقفار لكي يُعلمن في مدارس تبعد عن الرياض مئات الكيلومترات وهُن يسكن العاصمة ، وأكيد ليست المدرسة (257) هي الوحيدة بلا مُعلمات يتمتعن بإجازة أمومة بل هُناك فيما أظن عشرات غيرها فهل حان الوقت لإعادة هيكلة نقل المعلمات في عموم الوطن؟؟ حكاية اليوم كفيلة بإعادة فتح ملف (شهيدات الواجب) وسمو وزير التربية والتعليم بالتأكيد غير بعيد عن القضيّة وكذا النائب عاشق الحوار فهل نقول للصغيرة خُذي معكِ مخدّة حتى يأتي الفرج ، أو يُبادر أهل الحل والعقد بأمرٍ يُصحصح عقول الصغيرات بالعلم وللعلم فقط؟؟