[صقر قريش]

عام المعلم
سعد الرفاعي
الشرق : السبت 05-02-1433هـ

فعلت وزارة التربية والتعليم خيراً بتركيز الأنظار على المعلم وتخصيص هذا العام ليكون (عام المعلم)، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على الشعور بالمشكلة؛ وهذا أمر جيد، والأكثر جودة أن يشعر المعلم بالثقة في مصداقية هذا التوجه وقناعته، بأن (عام المعلم) يستهدف مصلحته دون أن تصيره الممارسات الميدانية الخاطئة شعاراً إعلامياً براقاً لا يلبث أن يصبح عقدة في حبل الأسابيع النمطية المتكررة .. إن المعلم في خطر ولا شك، والمهنة في اختبار عسير في ظل المتغيرات والمستجدات، وانعدام التميز المادي الذي كانوا يحظون به في ظل تنامي الامتيازات لوظائف وشرائح أخرى في المجتمع ..فضلاً عن شعور المعلمين باستلاب حقوقهم…وما لم يستوف المعلم كامل حقوقه فلا أمل يلوح ولا تحسن يرتجى، بعد ذلك يمكن أن ننطلق في مشروعات لتطوير أداء المعلم مع حتمية إقرار نظام محاسبي شفاف يتطلب أول ما يتطلب وجود لائحة تنظيمية جلية للحوافز والعقوبات.. تفاضل بين العامل والهامل، ثم ننطلق بعدها للتخطيط نحو مشروع (استقطاب الكفاءات) بدءاً من المدارس الثانوية، وذلك لوضع امتيازات وإغراءات للطلبة النابغين للالتحاق بكليات التربية التي يجب أن يعاد النظر في برنامجها ليكون مواكباً للتطلعات.. ومحايثاً للمستجدات، إن المتفوقين هم بناة الأمة وأملها.. أما أن يبقى التعليم وظيفة من لم يجد وظيفة؛ فحينها لن يجدي لإصلاحه عام المعلم ..أو حتى عقده أو قرنه!

هذا ما لم يستهدف تغيير بنية النظام التعليمي وفلسفته القائمة بأكملها.. وهو ما يتطلب وقفة أكثر تأملاً ومساحة أوسع بياضاً.