الموضوع: شجر البان
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2009   رقم المشاركة : ( 49 )
المقداد
كاتب مبدع

الصورة الرمزية المقداد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة


المقداد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شجر البان

بوركتم جميعاً على التعريف بهذه الشجره , وهنا اذكر ان المقداد الأعضم يقول , يا ولدي البان أغلى من الذهب !!!

وكان قديماً هناك ( دايه ) والدايه تعرف بــ الطبيبه , تستخدم ثمار البان وتضعه مع الماء ليشربه الذي لديه قصور في وضائف الكلى , لأنه على حد قوله مدر جيد ومعالج , والله أعلم .


وهـــــــــــــــذا بحث منقول ربما يثري الموضوع وشكراً



البان (اليسر، اليسار) Moringa peregrine من العائلة البانية Moringacease

شجرة دائمة الخضرة، جذعها اسطواني و أبيض اللون،و غالبا تكون عديدة الجذوع، يصل ارتفاعها إلى أكثر من 15 متراً. قوسية الأفرع أوراقها المركبة تتدلى كسلاسل خضراء لامعة، وهي عديمة الوريقات. يكاد تاج هذه الشجرة الرائعة يتوارى في موسم الإزهار تحت ملاءة بيضاء مشربة باللون الزهري الزاهي و الأصفر العميق، ينضم نسيجها تجمعات أزهار رائعة قطر الواحدة منها حوالي سنتيمترين، بتلاتها مشربة بالوردي و مراكزها مخضبة باللون الأصفر، رائحتها عطرية زكية تشبه رائحة الورد. لا تلبث هذه الأزهار أن تتكشف عن ثمار تشبه الثمار القرنية، طولها حوالي 35 سنتيمتراً،تحوي في المتوسط 15 بذرة الواحدة منها بحجم الفستقة، تكون هذه الثمار في البداية خضراء و تتحول للون البني الداكن عند النضج. و على كل حال فإن العرب قد و صفوا هذا النبات و صفا دقيقا من قبل و قد قدم (أبو عمرو، 1998)(1) استقراءً ممتازا عن هذا النبات من حيث الوصف و الخصائص و التاريخ، يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليه.

العائلة البانية محدودة الانتشار فهي تنتشر في الإقليم المداري و شبه المداري في شريط يمتد من أفريقيا إلى غرب الهند مرورا بجزيرة العرب، و تعد عائلة صغيرة فليس لها إلا جنس واحد، و حوالي إثناعشر نوعاً (Collenette, 1999)(2)، و جميعها أشجار. لا ينتشر في جزيرة العرب بشكل طبيعي إلا نوع واحد و هو البان و يذكر العلماء أن شجرة البان استوائية الأصل، و في المملكة العربية السعودية، يعد هذا النبات واسع الانتشار و هو أكثر تواجدا في القطاع الغربي من المملكة، لكن أعداده قليلة، و تتشكل تجمعاته على السفوح و المنحدرات الوعرة التي يصعب الوصول إليها. و ذكر (مجاهد، 1996) (3) أن هذه الشجرة تكثر في المناطق الشمالية الغربية و الغربية الوسطى من المملكة. و هذا يعني أنها جيدة الانتشار في منطقة المدينة المنورة.

تتكاثر هذه الشجرة بالبذور، و من التجربة الشخصية فإن هذه البذور ليس لها فترة كمون، فهي تنبت مباشرة بعد نضجها إذا هيئة لها الظروف. يتكون لهذه النبتة بادرة قوية شديدة المقاومة للظروف البيئية الصعبة و في مقدمتها الجفاف، و من التجربة الشخصية كذلك فقد تحملت هذه البادرات الجفاف الشديد حتى 5% من الرطوبة في التربة. شجرة البان بطيئة النمو تحت الظروف القاسية لكنها تتحمل و تنمو لتعمر لعشرات السنين، و نموها سريع عند زراعتها تحت ظروف جيدة، و تنتج بعد زراعتها بثلاث سنوات. لهذه الشجرة مجموع خضري كبير لكنه يعد صغيراً جداً مقارنةً بمجموعها الجذري، و لقد شاهدت عظمة هذا الجذر في الطبيعة، لأشجار بان تنمو جنوب غرب المملكة و أخرى شمال غربها، و لهذا الجذر قدرة هائلة على تصديع الصخور و شق طريقه عبرها بحثا عن الماء مهما كانت درجة صلابة هذه الصخور و هو في ذلك يبتعد عن أصل الشجرة عشرات الأمتار. تعد هذه الشجرة من الأشجار الهامة جدا في البيئة المحلية و العالمية، فهي النوع الوحيد من عائلتها الممثل في بلادنا ككل، و هي مع ذلك ذات مدى جغرافي واسع محليا، حيث تظهر ضمن المشهد النباتي على ارتفاعات تفوق 1900متراً فوق سطح البحر في أماكن، و على ارتفاع لا يتعدى بضعة أمتار عن سطح البحر في أماكن أخرى، وهذا يعطيها أهمية بيئية كبيرة. يزيدها أهمية ما تتميز به من خصائص، في مجموعها الخضري و كذلك الجذري، فحجمها الكبير و علوها يعد مسكنا و ملاذا للعديد من أشكال الحياة البرية و في مقدمتها الطيور، أزهارها العطرية الجذابة تعد مزاراً و مصدر رزق للعديد من أشكال الحشرات و في مقدمتها نحل العسل. أزهارها، ثمارها و أوراقها الغضة تجذب قطعان الجمال بشكل ملفت للنظر، حتى أنها تتجشم الصعاب في سبيل الحصول عليها، كما أن الماعز تهيم بأكل أغصان و أزهار هذا النبات، و يقبل الأطفال بشغف على امتصاص الرحيق و الذي له مذاق سكري عطري في ذات الوقت. جذورها التي تفلق الصخر العنيد فتجعله قابلا لاحتضان ترسبات التربة و التي لا تلبث أن تصبح بيئة إضافية للكائنات الحية، المجهرية منها أو الحشرية و حتى أنواع القوارض، و يشوي السكان المحليون هذه الجذور عندما تكون النبته غضة تعيش الشهرين الأولى من عمرها، فيجدون فيها مذاقا حلواً و غذاءً مفيدا عند الحاجة. أما أخشاب هذه الشجرة فيستخدمه السكان المحليون في بناء بيوتهم التقليدية، و في صناعة أدواتهم المنزلية و الزراعية، وذلك لمقاومة هذا الخشب للآفات الحشرية و خاصة النمل الأبيض

فوائد هذه الشجرة للإنسان تحتاج إلى كتاب يفرد لهذا الغرض،لكن تلخيصاً لهذه الفوائد لما يقتضيه الحال في هذا المقام يفي ببعض الغرض. ولكي نتأكد من الأهمية البالغة لهذه الشجرة نستدل بعثور علماء الآثار على بذورها ضمن المقتنيات الثمينة التي حفظها الفراعنة في قبور موتاهم. و احتفاظ أولئك القوم ببذور هذه الشجرة يبرره ما بها من خصائص، فمحتواها من الزيت النباتي كبير جدا و قد تواترت التقارير من مختلف الباحثين أن أكثر من نصف وزن بذرة النبات زيت. و من هذه التقارير ما أورده كل من (Somali et al, 1984) (1) و (Al-Kahtani, 1995)(2) حيث و جدوا أن 54.3% من وزن البذرة زيت. هذا و لقد وجدنا هذه النسبة في بذور جلبناها من العلا. و كما ذكر آنفاً فقد عرف الفراعنة هذه البذور و أطلقوا عليها أسم "بيك" و كان لها عندهم استخدامات طبية عديدة ( الشعراوي و عيد، 1992)(3) و استخرجوا منها الزيت و استخدموه في مستحضرات التجميل و العطور، و الحقن الشرجية، و لتحسين السمع كنقط في الأذن. كما استخدمه العرب كذلك في خلطات الطيب. و لا يزال الزيت المستخرج من هذه البذور و الذي يسميه السكان المحليون "سمن البان" سلعة تجارية رائجة في الأجزاء الشمالية الغربية من المملكة منذ القدم و حتى يومنا هذا. و لقد وجدنا أن سعر اللتر الواحد منه في العلى يباع بخمسماءة ريال و أكثر. هذا و يستخدمه السكان المحليون في منطقة المدينة المنورة و بقية أجزاء المملكة الشمالية الغربية في غذائهم منفردا أو مضافاً إلى الدقيق و من ثم يحضر منه خبزا خاصا، أو يضاف إلى الأرز حين طهيه، و في العصر الحديث يضاف إلى الفول و إلى خضار السلطات عوضا عن زيت الزيتون. و بهذا الزيت يستطب الناس بهذه النواحي، فيدخلونه ضمن وصفات علاج الجرب في الحيوانات، و علاج لبعض أمراض الجلد، و الروماتزم و عرق النسا، و يستخدم كمسهل. أما المتبقي من البذرة بعد استخلاص الزيت فيضاف إلى علف الحيوانات. هذا و لاستخلاص هذا الزيت طرق تقليدية و علمية و هي مبينة بالتفصيل في (أبو عمرو، 1998)(1). و في مناطق الشمال الغربي من المملكة بما فيها منطقة المدينة المنورة يقوم النساء باستخلاص الزيت من البذور المقشرة بغليها على نار هادئة في ماء عذب لفترة تتراوح بين 8-10 ساعات، فينفصل الزيت عن بقية أجزاء البذرة، ثم يترك ليبرد فيتجمع الزيت طافيا على سطح الماء، و من ثم يجمع يدويا في إناء آخر، و يعبأ في زجاجات و يحتفظ به في مكان مظلم لإطالة مدة خزنه. هذا و قد استحوذ هذا النبات على اهتمام الباحثين في العصر الحالي لما لمسوه من خيراته، و من بيتهم اليحيى و آخرون (1990) (2) حيث قاموا بدراسات تشريحية و تحليلية و صيدلانية و كيموحيوية على أجزاء من المجموع الخضري المجموعة من نباتات البان النامية بجبل الرمث إلى الغرب من المدينة المنورة. كما وجد القحطاني و أبو عرب (1993) (3) في دراسة مقارنة للخصائص الفيزيائية و الوظيفية لكل من بروتينات البان و فول الصويا أن دقيق المورنقا أغنى بالبروتين من دقيق فول الصويا.
كما أثبت القحطاني (1995) (4) أن زيت البان يفوق زيت فول الصويا من حيث القيمة الغذائية. هذا من الناحية الغذائية بيد أن كنوز هذه الشجرة لا تنتهي بسهولة،فقد أخبر الأزهري و آخرون (1986) (5) أن مجروش بذور البان تصفي المياه، فتزيل منها العكارة بسرعة مذهلة. هذا ونقترح لهذا النبات فوائد أخرى معتمدين على مواصفاته العجيبة،و منها زراعته كمصدات للرياح، و نبات سياج و زينة في الحدائق،و كنبات أزهار يربى عليه نحل العسل، و ينتج من بذوره زيت البان، و الذي بدوره يمكن أن يحسن و ينتج بشكل تجاري كزيت غذائي نباتي صحي، يستخدم بمفرده أو في صناعة الأغذية، و الأدوية و مستحضرات العطور و التجميل و المواد المنظفة. كما يمكن استغلال أخشاب البان في صناعة الأدوات المنزلية و الأثاث بشكل تجاري.

على كل حال فإكثار هذا النبات يعد من الضروريات البيئية قبل الاقتصادية، فهو رغم مداه الجغرافي الواسع في المملكة العربية السعودية، إلا إن أعداده قليلة، فلقد دلت الدراسات أن أعداد أشجار البان في المملكة العربية السعودية كلها لا تتعدى 120ألف شجرة، 70% منها تنمو في الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية و في الجنوب الغربي منها ( أبو عمرو، 1998)(1). هذا إلى جانب وجوب حمايته من الاستغلال غير الراشد، و المحافظة عليه بإنشاء محمية أو محميتين خاصة بهذا النبات الهام.

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس