عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : صرخة مدوية ضد رأس المال الوحشي،منقول.

منقول
..........
لقد سجل فهرنهايت 9/11 انعطافة في هذا الأتجاه ، كانت دلالتها السياسية اقوى بكثير من دلالاتها الفنية ، حيث ينشر مايكل مور اليوم ثقافة الجدل من اجل تغيير سلطة الحكم وقوانينها من اجل امريكا جديدة اكثر امنا ورعاية لمواطنيها واوضح صورة امام العالم ..
لكن مايكل مور الذي يمشي اليوم وسط حشد من رجال الحماية الشخصية ، بودي غارد ، الذين تتولى شقيقته تصميم حركتهم ، قد تحول الى صوت يجلب الصداع ليس لأدارة بوش بل لكل المستفيدين من الطبيعة السياسية لهذه الأدارة من رجال الأعمال ومافيات المخدرات ، وشركات الموز والنبيذ السلاح ومافيا الأنتخابات التي تمتد مصالحها الى كل مكان في العالم توجد فيه شركات امريكية ، لذلك يتلقى مور كل يوم نمطا جديدا من التهديد حتى بلغ الأمر ان بعض الجهات تلك حاولت تقديم رشى ومبالغ ضخمة لبعض رجال حمايته لتوفير فرصة اغتياله ، بل ان حملات اعلامية قوية اليوم تواجه مور شخصيا وتوجه النقد الى نشاطه الأعلامي والثقافي ، وتقلل من اهمية افلامه ، وتعتبره هذه الحملات مفبركا ومخادعا ودعيا ، يفتعل المعارك من اجل المزيد من المال ، بل ان رجال من الكونغرس ومجلس الشيويوخ يتصدون له بالشتيمة والأتهام ويعتبرونه خارجا على القانون وينبغي مقاطعته ومحاكمته .. ومقابل كل ذلك تزداد شعبيته ويصبح رجل علاقات وشخصية عامة مطلوب صوتها في المحافل واللقاءات بحيث يردد الشباب : نحن نحبه .. نعبد مايكل مور كتعبير عن افتقاد الأيمان بكل سلطة ثقافية او سياسية في امريكا اليوم .. لكن ماهي التهمة التي يواجهها مور ؟
سيكو .. الذهاب الى كوبا
في فيلمه الجديد سـكّو sicko، يتحدث مور عن نظام التأمين والرعاية الصحيين في امريكا ، من خلال ثلاثين الف رسالة تلقاها من الناس المتضررين من خدعة التأمين الصحي .. حين يظهر وهو يركب قاربا في البحراللانهائي متوجها الى كوبا رفقة مجموعة من رجال الأنقاذ المرضى من الذين ساهمو في عمليات الأنقاذ بعد تفجير البرجين .. متوجها بهم الى غوانتا نامو ليحصلو على العلاج الذي يحصل عليه السجناء بنفس القدر لكن حين يفشل يتوجه الى كوبا ليحصل هؤلاء المرضى على عناية فائقة حيث يكررتعليقه اثناء الفلم : اذا كان الكل سيحصل على ذات العناية من شعب عدو فأين اذن هو العدو المفترض ؟
قد تبدو حكاية الفلم هذه واللقطات التي يقارن فيها بين الرعاية الصحية في بريطانيا وفرنسا وكندا مثيرة لكثير من الغموض والتساؤل اول الامر لكنه يكشف فيما بعد عن حكايات اخرى اكثر اشكالية في الحياة الأمريكية عندما يحكي عن سرقة شركات التأمين الصحي لحقوق الملايين . انه الفلم الذي يحكي قصة القلة التي لاتمتلك تأمينا صحيا في امريكا وليس الكثرة التي لديها مثل هذا الأمتياز ولكن تتهددها الخديعة ، يعلق مور : نحن اقوى دولة واقوى اقتصاد واول جيش ، لانمتلك نظاما صحيا ضامنا لسلامتنا بل ان ابطال البلاد ممن قدموا خدمات جليلة لبلادهم يفتقرون الى العناية الصحية اللازمة ، وهنا ينتقل الفلم ليروي حكايات العشرات من رجال ونساء وجال الأنقاذ والأطفاء الذين اسهمو في عمليات الأنقاذ بعد تدمير برجي مركز التجارة في 9/11 ممن تعرضو للأخطار واستنشاق الغازات ، وعرفوا العوق الجسدي والمشاكل الصحية الصعبة ، حيث يظهرون في لقطات متوازية وهم يتسلمون دروعا من عمدة نيويورك كأبطال وطنيين تملأهم النشوة بأنهم استطاعوا القيام بالواجب كما تمليه عليهم مواطنتهم ن لكنهم يظهرون في مقابلات اخرى يقوم بها مور شخصيا انهم معزولون ومرضى يعانون من مشاكل مادية وانفسية وصحية لاقبل لهم بها بحيث يعجز قانون التأمين الصحي عن رعايتهم ..
سيكّو sicko فلم متقن يحمل وثائق خطيرة ومهمة هي ادوات مايكل مور المخرج الذي اصبح كابوسا ..
وحين لم تجد ادارة السياسة الأمريكية اليوم ماتعجز عنه ثقافيا واعلاميا للرد .. تفبرك لمواطنها المخرج مايكل مور تهمة مخالفة قوانين معاقبة الحكومة الكوبية .. لأنه اخذ رجال الأنقاذ ليعالجهم العدو في مستشفياته .. وبهذه النهاية يسجل مور مرة اخرى كشفا عن ضعف مطلق للسياسة الأمريكية امام الفكرة والصورة والوثيقة .. وهي عماد سلطة السينما .. سلطة الثقافة ..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس