[واثق الخطوة،،،]

لآخرِ أمرِ المَرْءِ تُفضي أَوائِلُهْ

و دهْرُكَ في الإدبارِ كُثْرٌ وسائلُهْ

جَرَعْتُ كؤوسَ الهمِّ حتى ألِفْتُها

و قد ضاق ذرعاً بي وأُثْقِلَ كاهِلُهْ

وأَبْدى ليَ الأصحابُ مالسْتُ جاهلاً

بأنَّ اشْتِدادَالكرْبِ فرْداًتُعَامِلُهْ

وأنْ لا وفاءًغير في الأُنْسِ والرّخا

وإلّا فكلٌّ قدتوالَت مَشاغِلُهْ

عَرَفْتُ من الأيام تكرارَ غدْرِها

فمَن قالَ أنّ الغدرَ قد خابَ فاعِلُهْ

فما خابت الأيامُ من سوءِفعلها

وقدخاب حُسْنُ الظَّنِ خابَ تفاؤلُهْ

فياظَهريَ المطعون بالخنجر الذّي

على خيريَ الموصول قد شَبَّ حامِلُهْ

أيَاظَهريَ المطعون خيراًفعَلْت بي

بألّا تُريني الغدرَ وجهاًأُقابِلُهْ

فيَاصَفْوَة الأحباب يا أكرم الورى

بآجلِ فِعْلِ الخير يأتيك عاجِلُهْ

ويا مَن على الأهوال قد شُدَّ عودُهُ

ومثلُكَ في الأخلاقِ تُحْكى شمائلُهْ

ويا مَن تحدّى الوصف في العفوِ قُدْرَةً

فهل علِمَ المُحْتالُ كم أنتَ خاذِلُهْ

بِخُلُقٍ كريم الصّفح أنّى لهُ بِهِ

فعادَ كسيرَ النفسِ عفوُكَ قاتِلُهْ

ويا مَن تغابى عن شِراكٍ تُحيطُهُ

وليس يضمُّ الكون عقلاً يُعادِلُهْ

فو الله لم يخفاك من دسَّ شَرَّهُ

فعَيْنُكَ إنْ جَالَتْهُ تُبْدى دَواخِلُهْ

و يا مَن يُعينُ الجــود إن ضاق حالُهُ

و عَن كفِّهِ الإحسـانُ تُخْفي أَنامِلُهْ

صبورٌ شديدُ البــــأسِ طَوْدٌ مِن الوَفا

بِوقتٍ غَشـــَـــاهُ الزَّيفُ تَبَّت مَهَازِلُهْ

كَـأّنَّكَ مثليَ لَوْ .. قد فُقْتَ حِكْمَةً

و لَسْت ُأُلاقـــي اليــوم شخصاً أُماثِلُهْ

تضَرَّع إلى الرحمن في الجهر والخَفَا:-0

أيا مَن يُزيلُ الضُرَّ عَمَّن يُسائلُهْ

أيا فالق الإصباحِ والحبِّ والنَّوى

ويا سابقاً للعفوِ تُخْشَى نَوازِلُه

فَلَم يَبْقَ إلّا أنت منجا ومُرْتجى

وإلّا فَكُلٌّ قد توَلَّت قوافِلُهْ

^^^
عبدالرحمن بن مساعد