[صقر قريش]

القروض تضخ السيولة الحيوية في شرايين العقار

عبدالوهاب المسفر - الدمام

تضيف القروض العقارية التي يوفرها صندوق التنمية العقارية وغيره من المؤسسات العقارية المعنية بتمويل المساكن حيوية للسوق العقاري بما تضخه من عمليات تمويل كبيرة لحدوث نشاط عقاري يعمل على توفير عروض مناسبة لجميع الشرائح الاجتماعية، غير أن كثيرا من العقاريين يرون أن يتم ذلك بمنهجية تسهم في عدم حدوث حالات اختراق للعمليات التمويلية وظهور وسطاء يتلاعبون بقيم القروض قبل أن يستفيد منها المواطنون في تملك عقاراتهم

خطة لبناء 24 ألف وحدة سكنية لتنظيم السوق العقاري (اليوم)


استيعاب القروض
في البداية يؤكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة ركاز العقارية عبد المحسن القحطاني: أن قروض الدولة توفر غطاء مهما لمنهج التمويل وتوفير السكن للمواطنين، وذلك يضيق الخناق على أي عمليات وساطة غير نظامية وبالتالي تقليل الأضرار التي تخلفها عمليات الوساطة غير العشوائية، كما أن قروض الدولة معروفة بأنها تخفض تكاليف المخاطرة في التمويل, وذلك يعني فتح المجال للتوسع في عمليات الإقراض ما يعمل على الاتساع في عمليات بناء المساكن.
ويضيف القحطاني ان السوق العقاري استقبل أموالا ضخمة من خلال دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز _ حفظة الله_ للصندوق العقاري وبرامج السكن، وهي إضافة كبيرة للسوق وستعمل على تغذيته بسيولة تدعم أي خطط للتوسع في النشاط العقاري والأنشطة المصاحبة له، ويمكن للقطاع الخاص ابتكار حلول عقارية مناسبة تستوعب هذه القروض لصالح المستفيدين دون أن يجدوا مشكلات في البحث عن مساكن في مخططات عشوائية أو مساهمات متعثرة».
دخول 6 مليارات ريال كدفعة أولى من القروض لبناء 24 ألف وحدة سكنية تعني ضرورة تنظيم السوق العقاري لنفسه وتطوير برامج ومشروعات هذا القطاع لمواكبة هذا التحدي، لأننا بحاجة متزايدة لمزيد من المساكن وكانت عقبة التمويل حائلا كبيرا في عدم توازن معادلة العرض والطلب .. عمليات عشوائية
ويشير رئيس شركة ثروة العقارية ابراهيم محمد العبد الكريم الى أن هناك شحا حقيقيا في العرض العقاري ويقابله طلب متزايد وكثيف، ولذلك فإن هذه القروض تدعم السوق العقاري وتنشط خطط الاستثمار في القطاع بحيث يعمل على توفير الوحدات السكنية التي يرغبها ويبحث عنها المواطنون أصحاب القروض، غير أننا بحاجة موازية لتنظيم الاستفادة من هذه القروض وحماية المواطنين من أي عمليات عشوائية وغير رسمية في توظيفها وحصولهم بمقابلها على المسكن الذي يحلمون به.
ويؤكد العبد الكريم أن دخول 6 مليارات ريال كدفعة أولى من القروض لبناء 24 ألف وحدة سكنية يعني ضرورة تنظيم السوق العقاري لنفسه وتطوير برامج ومشروعات هذا القطاع لمواكبة هذا التحدي، لأننا بحاجة متزايدة لمزيد من المساكن وكانت عقبة التمويل حائلا كبيرا في عدم توازن معادلة العرض والطلب، وقد بدأ الآن انفراج الأزمة وعلى السوق العقاري أن يتهيأ لمرحلة وقفزة واسعة في حجمه وقدراته لتطوير الوحدات السكنية ومعالجة قصور الفجوة بين العرض والطلب بالحد المناسب الذي تتوفر فيه الوحدات السكنية لمختلف الشرائح في ظروف عقارية واستثمارية مناسبة ومعقولة.

مسار تصحيحي
من جانبه يشير رئيس مجلس إدارة شركة أساس وأرباح العقارية محمد سعد آل معمر: الى أن السوق العقاري حاليا في أفضل أحواله لاستعادة كامل طاقته الاستثمارية بعد ضخ مليارات الريالات في المؤسسات العقارية الرسمية التي تتقاطع مع القطاع الخاص في المجالين العقاري والإنشائي والمقاولات من اجل تنفيذ مشروعات سكنية للمستفيدين من برامج القروض التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا والتي تدعم السوق العقاري لتلبية الطلب المتزايد على الوحدات العقارية.
ويتوقع آل معمر أن يحقق السوق العقاري نقلة مهمة في حجمه ودوره التنموي بفضل هذا الدعم، وإذا واجه الصندوق العقاري عقبات في الماضي فإنه بذلك سيتخذ مسارا تصحيحيا يساعده في تحقيق أهدافه، فهو تعثر في السابق بحيث وصل عدد الطلبات المتأخرة فيه الى 585 ألف طلب بقيمة إجمالية تجاوزت 157 مليار ريال، ولكن بعد دعم خادم الحرمين الشريفين الخير فإنه لن يجد صعوبة في الإقراض، ولكن لا بد من أن يواكب ذلك خطط واضحة لدى العقاريين والمطورين لإنشاء الوحدات السكنية كمعروض يمكن أن يستوعب قيمة القروض وينشط السوق.