الاعتداء في الدعاء الجزء الأول

[قاصد الخير]

الاعتداء في الدعاء الجزء الأول الاعتداء في الدعاء الجزء الأول الاعتداء في الدعاء الجزء الأول الاعتداء في الدعاء الجزء الأول الاعتداء في الدعاء الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن ( الدعاء هو العبادة ) كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم .وما دام أن الدعاء عبادة فإنه يشترط لقبوله شرطان : الأول : الإخلاص فلا يدعو العبد إلاّ الله وحده وهو يبتغي وجه الله لا رياء ولا سمعة .
الثاني : المتابعة أي يقتفي فيه طريقة وهدي محمد صلى الله عليه وسلم فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون باطلا ًمردودًا على صاحبه كائناً من كان .
والاعتداء في الدعاء عرفه ابن القيم رحمه الله بقوله : ( كل سؤال يناقض حكمة الله أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره أو يتضمن خلاف ما أخبر به فهو اعتداء لا يحبه الله ولا يحب سائله ) .
وجاء عند الطبراني بسند جيد ( بادروا بالأعمال ستا – وفي رواية : أخاف عليكم ستا – ( وذكر منها ) ونشء يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيّهم وإن كان أقلهم فقها ) صحيح الجامع .
وقال القرطبي رحمه الله : ( فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما سواه ولا يقول أختار كذا فإنالله تعالى قد اختار لنبيه وأولياءه وعلمهم كيف يدعون ) اهـ التفسير 4 / 231
فمن صور الاعتداء في الدعاء وما أحدث فيه ما يلي :
أولا : التغني بالدعاء في القنوت والتطريب والتلحين وهو أمر محدث ويدل لذلك :
1- أن الأصل في العبادة المنع والتوقف لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري.
2- أن الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في تلاوة القرآن لما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ( ليس منا من لم يتغنى بالقرآن ) فلم يقل : يتغنى بالدعاء . وقال صلى الله علي وسلم ( زينوا القرآن بأصواتكم ) ولم يقل : زينوا الدعاء .
3- ذكر شيخ الإسلام أن إدخال الألحان في الصلوات هي من طريقة النصارى حيث قال في الفتاوى 28/611: ( وكذلك إدخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون ) اهـ .
4- انك لو سألت المصلي هل يتغنى بالدعاء في سجوده ؟ لقال : لا ولو سألت المصلي الذي في المسجد ينتظر الصلاة : هل تتغنى بالدعاء: لقال:لا ، إذن فما الذي خص دعاء القنوت بهذا التغني والتلحين والترتيل الذي نسمعه اليوم دون بقية الحالات ؟؟ فإن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات ولا تجمع بين المختلفات .
أن التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه اعتداء في الدعاء .
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية 6/76برقم (21263وتاريخ 20 /12 /1420 هـ بما نصه : وعلى الداعي ألا يشبه الدعاء بالقرآن فيلتزم قواعد التجويد والتغني بالقرآن فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم .
قلت فليسعنا ما وسع سلفنا الصالح رحمهم الله ولنلتزم بالسنة.
رسالة ( الاعتداء في الدعاء ) للشيخ محمد بن أحمد الفيفي .