تهنئة بالعُـــرس" الكبير .. تهنئة بالعُـــرس" الكبير .. تهنئة بالعُـــرس" الكبير .. تهنئة بالعُـــرس" الكبير .. تهنئة بالعُـــرس" الكبير ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة منه وبركة:
ففي ظل الأفراح التي غمرت قلب أبانا المقداد لازلنا نعبر عن أفرحنا بطريقة ليست لتكون الا له وحده " فهذا إبن اخر وبر بوالده المقداد أبى الا أن يشاطر أباه فرحه وسروره, يصف الإطلال وبعض الشويهات التي أبتهجت والعصافير .. فيقول قدس الله سره :
إستيقظت من غفوة قصيرة بعد صلاة الفجر، فركتُ عينيّ، نهضت بتثاقل، شيء ما يدور من حولي لا أستطيع إدراكه. اتجهت صوب باب الغرفة ومن ثم الى الباب الخارجي المؤدي الى باحة منزلنا الريفي، كانت الشمس تبدو لي على غير عادتها في هذا الفصل من السنة. كانت أكثر إشراقاً أخذت ترسل أشعتها كخيوط حريرية وكأنها تريد ربط قلبين تفرقا منذ ذلك الزمان السحيق، وتسقطها على الموجودات من حولي هامسة لها بلغة لا أفهمها. ولكن كأني بها تقول ـ لتكن إحتفاليتنا بقدر المناسبة ـ الأمر الذي عجزت عن إدراكه.
لم أتوقف كثيراً، واصلت سيري نزولاً قاصداً البيت الشعبي الذي اعتاد على لم شملنا بين الفينة والأخرى بعد شتات والقابع في زاوية من زوايا ساحة منزلنا الريفي، وبين اليقظة والحلم بدت لي حبات الحصى المفروشة بها عشوائياً وكأنها حبات لؤلؤ تتألق في ناظريّ بعد أن كستها أشعة الشمس الحريرية وبدت لي كأن هناك حديث هامس بينهما ولكن لم أكن أُدركه. وصلت للتو الى البيت الشعبي ووجدته مُشرع الأبواب، وألقيت عليه نظرة من الداخل وبدت لي محتوياته تتراقص في عينيّ وكان أكثر تنظيماً وتنسيقاً من أي وقت مضى ورائحة البخور تفوح بين جنباته وصحون الحلوى رُصت بإتقان على طاولة وضعت بأحد زواياه بينما باقات الزهور مختلفة الألوان متفرعة الاغصان فالأشكال أعطت المكان رونقاً خاصاً قل أن شاهدت مثله من قبل، وبدا لي أنه في انتظار مناسبة سعيدة لم أكن أدركها بعد.
حتماً لم أكن أحلم ... توقفت ألتفت يميناً وشمالاً لعلي أجد أحد لأستطلع منه الأمر، ولكن لم أجد. عُدت أدراجي مذهولاً تتعثر خُطايا وأبحث عن إجابة لجميع تساؤلاتي.
ثمة جبلين كبيرين جاثمين في الجهة الجنوبية من منزلنا الريفي القديم يفصل بينهما وادي كبير بديا لي أكثر قرباً من بعضهما يهمان بالعناق وتبادل القبلات، لكن يبدو أني قطعت عليهما ما يلويان عليه وتظاهرا بالهمس وتبادل التهاني في أمر لا أستطيع فهمه.
طأطأت برأسي الى أسفل حيث حظيرة الأغنام والخرفان السمان ,فإذا بالقطيع في محشره على غير العادة في هذا الوقت من كل يوم، صحت على المتعهد بها !ماذا دهاك أنت الآخر لم لا تفرٌج عن الشياه لتلتقط زرقها. إزددت ذهولاً ووجوماً من إجابته عندما قال لي لم تلوي شياهكم على المراح. نعم لم أكن أحلم التقطت عوداُ كان بجانب الحائط ونزلت، كانت حركة غير عادية تجري في الحظيرة الكل مشغول ولمحت في أعينها شيء من الابتهاج لا أعرف له تفسير.
أصوات وجلبة وتغريد وهديل تنطلق بصخب من السدرة المترامية الأغصان التي بطرف الحضيرة، سرت خطوات رفعت رأسي ... تسمرت في مكاني مما أشاهد. بدا لي وكأن جميع طيور الوادي تجمعت للتو على أغصان هذه السدرة الوارفة في مجموعات وكأني بها تحيي مراسم احتفالية لا أستطيع إدراكها.
لا أعلم أنا في يقظة أم حلم ولكن الذي أعلمه أن نسائم الصبا تهب هذا اليوم تدغدغ الأحاسيس وتداعب المشاعر محمله بأجمل عبق لورود لم أشم مثل روائحها من قبل وكأني بها أبت إلا أن تشارك في هذه الاحتفالية التي لا أستطيع إدراكها.
صعدتُ الى حيث كنت وإذا بالبخشة الغنّاء الموجودة خلف منزلنا تتمايل ثمارها وبدت لي عناقيد العنب أكثر تألقاً ونضجاً على غير العادة من كل عام، وكذا براعم وزهور الرمان أكثر إحمراراً وجاذبية وكأني بها في انتظار مناسبة لا أستطيع إدراكها.
ما حدث لي اليوم هو لا شك فوق مستوى التفكير البشري وشيء لا يمكن إدراكه ..... يتبع
كانت رؤية من ذهب نتطلع بشغف لإكمالها ,لبديع قصصها وحبك مفرادتها ..