ومضــــة رمضـــــــانية ..

[المقداد]

ومضــــة رمضـــــــانية .. ومضــــة رمضـــــــانية .. ومضــــة رمضـــــــانية .. ومضــــة رمضـــــــانية .. ومضــــة رمضـــــــانية ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محال أن يهل علينا الهلال آذاناً بدخول شهر الصوم ولا نكتب عن شيء يتماهى مع ذوق رجل ثمالي أصيل, عاش حياته متنقلاً في قريته, محمود عواقبه, كريم بطبعه, أصيل في غيرته, متمسكاً بموروثاته وماضيه المشرف بحق !!
لعلي كتبت مواضيع كثيرة عن حياة الماض وفي كل حلقة كنت أتناول شيئاً مختلف وأجتهد وأحاول أن أصور تلك الحياة كما عشتها أنا وغيري, أحاول نقل القارئ لمرحلة عمرية لم يشهدها ؟ فأصورها له قدر الإمكان, وليس هناك هدف أرومه سوى إحياء تلك الذكريات.

(ومضة رمضانية قديمة)
لا يخفى على كل ثمالي مال هذا الشهر من حفاوة إستقبال لدى كل مسلم أمسك في نهاره وقام ليله بالصلاة والعبادة والذكر, لا يخفى عليه حرمة الشهر وكراماته!! لا يخفى عليه أجرمن عمل عمله وأراد به وجه الرب سبحانه,
فأقول اللهم ربي لا تدع هذا الشهر ينسلخ الا وقد حرمت النار علينا جميعاً, وأعنتنا على الصيام والقيام بالوجه الذي يرضيك عنّا .. آميـــــــن .

فملامح ذلك المسن تقودك لتعرف كم واجه وكابد من صعاب..! ومع كل ما يصدره من تأوهات وأنات الا أنه لا يتنازل عن عادته في شهر الصوم ..؟ هو وأهل بيته, وأهل القرية جميعاً, وكأنهم قطعوا على أنفسهم وعداً لا يخلفوه وموثقاً لا يقطعوه ..! ومهما كان عوزهم وقلة حيلتهم الا أن ذلك ليس بحائل عن عاداتهم النبيلة ومواقفهم .
أولئك القوم عرفوا معنى الصدقة الحقة وعرفوا معنى التعاون فذبحوا خير أغنامهم وأجودها, وتلك المسنة جادت ببيض دجاجها وبعض سمن نشته تجهيزاً لتتصدق به أو تهدي شيئاً منه لجيرانها والموسرين في قريتها .
ولن أكذبكم الحديث لو قلت لكم بأن أطفال القرية قبيل أذان المغرب بدقائق معدودة تجدهم في حالة إستنفار وحركة مستمرة ..! فهذا يحمل فوق رأسه بقشة القطايف..! وذاك غادي بطبق فاكهة, وآخر يحمل ماعوناً لا يُعلم ماذا بداخله ..؟ ولكن يبدو لي بأنه ساخناً جداً وإلا لم يتقيه بقطعتين قماش من أطرافه, وكأن إفطار القرية هو إفطار البيت الواحد فالجميع قد تعاونوا وتهادوا الطعام والشراب فكيف لا يتحابون ..؟
تقول إحدى الجدات بعد سؤالها والمضي قدماً في حديث ممتع تخلله التعرض لذلك الوقت القديم نوعاً ما ..؟ لم نكن نهتم كثيراً لطعامنا نحن بقدر ما نهتم ماذا سنبعث للبيت الفلاني من إفطار ..! فالعادة جرت أن نكون في تعاون مستمر طوال العام, فما بالك بدخول شهر رمضان شهر الخير والإكرام ..
ثم تابعت بعد يمين أقسمتها أن البعض منهنّ لتشعر بالحرج الشديد إذا مضى ذلك اليوم ولم تستطع إرسال شيء للمجاورين, وأردفة في متن الحديث جانب آخر يختلف قليلاً إذ تقول إن الخلافات تقع في كل مكان وزمان ولكن مع دخول هذا الشهر تنصهر تلك المشاكل لأن المبادرات في الصلح قائمة والنفوس متهيئة بطبيعتها للتسامح والتراضي.
وصدّق المقداد على حديثها السهل النابع من البساطة وأن ما قالته صحيح فصحيح, فالحياة الرمضانية في القرية ذلك الوقت محببة جداً وتستطيع الوقوف على معالمها البدائية البسيطة لحظة باخرى, فحديثها كان نموذج بسيط من نماذج متعددة ولو أمعنا النظر والتأمل في تبدل أحوال الناس بين الأزمان لعرفنا كم نحن سلبيين وغير متصالحيين مطلقاً مع أنفسنا أولاً ثم مع الآخرين ..!
لقد عشت في ذلك الوقت وعاصرته وحملت فوق رأسي أقداح الطعام وفغر الجزر والجرجير أيضاً..! لم نتضجر أبداً أو نتحرج من أي موقف يدفعنا لمساعدة بعضنا البعض أو الوقوف إلى جانب جيراننا في القرية في حزنهم وفرحهم .
لقد كابدت تلك الأجواء البعيدة وأصطليت بفقرها وشدة حاجتها, وعشت تفاصيلها أولاً بأول, رأيت بأم عيني ماذا يعني دخول رمضان في القرية ..! رأيت كيف يستقبلونه مهنئين بعضهم البعض, وكأني بهم جميعاً على موعد مرتقب مع سماحة نفس جديدة ليس بمقدورها تحمل أعباء العتب والملام, مع موعد مع بشاشة مطلقة وفرحة إرتسمة على ملامحهم بقدوم ضيف كريم .. أعاده الله علينا في ثوب صحة وعافية وعفو ..


دعاني لهذا الحديث ما جال في النفس وما شاهدته مغرب يوم الناس هذا في القرية..؟ فقد رأيت طفلاً صغيراً يحمل فوق رأسه بعض الطعام متوجهاً نحو جاره فعدت قليلاً للماضي أتخيل هذه المواقف التي تزرع في النفس التماسك وحب الآخرين بكل بساطة, تخيلت هذا الطفل الصغير أنا عندما أتنقل بين المنازل حاملاً فوق متني إفطار صائم ..!
تذكرت تلك السعادة الجامحة التى تغمرني عندما يشكرني أحدهم ويثني على فعلي, تذكرت أشياء كثيرة كتبت بعضها وأبقيت على الآخر في جزء آخر ..

محبكم دوماً / ابــن القــريــــــة


 

["عزيز"]

ما شاء الله عليك أخي المقداد بعد هذا الركود المطبق الذي صاحب المنتدى مع بداية الشهر الكريم تطالعنا اليوم بموضوع لا أخاله إلا أن ينشط المنتدى ويحرك المياه الراكدة فيه، مشكور أخي على هذا الطرق التراثي الجميل،،،،

[صقر قريش]

اللهم ربي لا تدع هذا الشهر ينسلخ الا وقد حرمت النار علينا جميعاً, وأعنتنا على الصيام والقيام بالوجه الذي يرضيك عنّا .. آميـــــــن .

[رويعي الغنم]

حليف قداسة الشيخ ابو نقشه دام ظله الوارف العمدة المقداد بن الأسود وبقية الأخوة والأخوات الأكارم اعضاء وقراء هذا المنتدى
سلام عليكم من الله ورحمة وبركه , واصالة عن نفسي ونيابة عن الشيخ وبقية اعضاء الوفد الكريم نهنئكم قائلين , مبروك عليكم حلول الشهر الكريم أعاننا الله واياكم فيه على ما يرضيه وتقبل منا ومنكم , وبعد :
يعتذر منكم الشيخ ومرافقوه (الرويعي وابن ابي محمد) عن انقطاعهم عن التواصل معكم ليضعة ايام بسبب التهائهم بشؤون السفر والعودة الى وطنهم وطائفهم المأنوس بالاضافة الى الحجب الذي لا زال ساريا على منتداكم بسبب عين من الشيخ تسببت فيها أقاويل بعض الصعاليك والأوباش ممن لا يخفون عليكم ولا على العقلاء من امثالكم..
ايضا حملني الشيخ اعتذاره لكم في عدم رده على الترهات التي تتره بها بعض المتترهين في استراحة الترهات , ويقول موعدي معكم ومع المتترهين في غرة شهر شوال ان شاء الله , وحينها على الباغين ستدور الدوائر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ولا نامت اعين الجبناء...
بخصوص ذكريات العمدة القروية يقول الشيخ بصددها لبن الأسود , تالله تفتأ تئن على القرية وتحن على ذكرياتك بها ’ وتظل تشكو بثك وحزنك على مناصريك وشيعتك الأقربين حتى تكونون حرضا او تكونوا من الهالكين , لذلك يتمنى عليك حليفك الشيخ ان تقابله وجها لوجه ليتشرف بمعرفتك وذاك لأنه الى هذا اليوم لم يتعرف عليك شخصيا على الرغم من تعارف وتآلف القلوب منذ امد بعيد , ثم تذهب معه لاحقا الى قرية من قرى القوقاز لتؤسس لك موطىء قدم هناك للعيش فيه جزء من وقتك عند تقاعدك ببيئة ربما وجدت فيها بعض العزاء في قريتك التي أخرجتك وقذفت بك الى المدينة وامست من بعدك خلاء وامسى اهلها ارتحلوا , وهي لن تعود كما كانت ولا كما تحلم وتأمل أن تكون..
أما ذكريات التواصل والألفة الجميلة التي الهبت منك الفؤاد حتى اتيت على ذكرها والتي كانت تعمر قرانا وحتى بعض مدننا فيبدو انها ذهبت مع من ذهبوا من أهلها الأوئل ولا نملك لبعضنا تجاهها سوى تقديم احر التعازي في فقدانها , وهكذا هي الدنيا أذا حلت أوحلت وهكذا هي الدنيا نزول وارتحال ولا يدوم على حال بها شأن , ولا أجد تفسيرا لخسارتنا لتلك لروح والظواهر الجميله سوى الحديث ما الفقر أخشى عليكم وانما أخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتتنافسوها ... الخ الحديث, والله اعلم , وشكرا لك يا مقدادنا ...

[أبو عبدالرحمن]

كم هو جميل أسلوبك كاتبنا المقداد

وكأني أرى ذاك الطفل وهو منشيا يحمل ما أرسلته والدته إلى جيرانه أو مسجد القرية

ننتظر منك البقية بمثل هذه الومضات الرمضانية

[الحاج سلام]

ابارك للجميع بشهر الصوم الكريم واشكر الاخ المقداد ابن القرية البار والعنيد على موضوعه هذا

وقد تلمست منه ذكريات عزيزة لحياة سعيدة قضيتها هناك فانعشت في خلايا جسدي وميضا من

التفاؤل بالعودة الى القرية و استنشاق شئ من عبق الماضي ان كان هناك ما تبقى منه .

واعتب على كاتبنا انه سمى بعض المفردات بغير اسمها القديم فمتى بالله عليك يا ابن القرية كنا

نسمي الشراغيف فطائرا الا اذا كنت ستسمي الفغير حقيبة .

على اني اعترف ان شيئا من الضعف اعتراني تجاه الدفاع عن حياة القرية عندما قرأت مداخلة

الرويعي ومطالعة عروضه المغرية بالهجرة الى الشمال كما هي هجرة الكائنات الحية من الطيور

وحتى الاسماك هكذا ذكر ابن خلدون دائما الحياة في الشمال هي الافضل ، هذا ما شعرت به ولا اقول

الا اللهم اني اعوذ بك من الحور بعد الكور .

[المقداد]

الاخ الكريم , عزيز
بارك الله فيه وشاكراً حضوره ومروره, ونحن فعلاً أعراب دون معتقداتنا وماضينا.

مشرفنا الكريم , صقر قريش
بارك الله فيه وسدده وأيده وجعله من أهل اليمين .

الصديق الرويعي ,
وشهرك مبروك محمود تنال فيه الكرامات والرحمات من الرب سبحانه, ولا داعي لنشر إعتذرات هذا الشيخ الفاضل لأنه جميل في كل حالاته ولطيف في كل عباراته,,! بل يحق له مالا يحق لغيره واللي يزعل يزعل والا يرضي أحسن لـــه.
أما الومضات التاريخية التى أرويها ليس لي فيه أي مئارب سوى إنعاش الذاكرة أو كما قال صديقنا الحاج وميض من التفاؤل, ولا أظن مقام الشيخ يحبذ أن ندخول في مقارنات جديدة بين القرى والمدن, ومع ذلك لا يستطيع حليفي الشيخ أن يمنعني من التحدث في مثل هذه الامور لأنه يعرف أن هذه الاحاديث مصدر يبعث السعادة في نفس حليفه المقداد وبعض أناس قليلون.
وأكاد أجزم بأنني أشعر برغبة كبيرة في طبع قبلة حارةعلى خد قداسة الشيخ وبقية صحبه ومن ثم سنتحدث عن كيفية إرتحالي لقرية قوقازية ماؤها نمير وجوها عليل بديع .. حتى تعود من هناك سنرتب ذلك اللقاء الحافل الذي يجب أن يحضره بعضاً من الأسماء التى أوردنا ذكرها وشكراً .

المدير الكريم أبا عبدالرحمن,
كل عام وأنت طيب وشهرك مبارك, والأجمل مرورك وحضورك وابتسامتك عند فطورك وعند لقاء ربك اللهم أمين, وأنا أجد الحرج منكم بصراحة لأنني أتجلى لأكتب موضوع وأسترسل فيه ثم أشعر أنني غير قادر على تتمته وأنتم أهل الصفح إذا وجدتم ذلك حقيقة مشاهدة هنا . وشكراً .

الصديق الكريم الحاج سلام,
وشهرك مبارك أيها المبارك, وأنا دون القرية عنيد عتيد ودون ماضي الأباء والأجداد أعرابي صلف لا يعرف الرقة واللين, ودون حجر المقرودة ضعيف وخفيف رهيف..! وبعد مطالعة ردك إتضح لي أنك قرأت القطايف فطائر ..! وهذا ما لا يحتمل لا في الشبه ولا التمثيل والطعم, وبعد إدكار وجب علينا مراعاة تقدمك في السن وإلتماس الأسباب.
وأخيراً أنا بدأت أفكر فيما قاله الشيخ بشأن قرية قوقازية أسكنها وأضوي إليها, شكري ودعائي لك .

ابن القرية/ المقداد

[أبو رامز]

ما شاء الله تبارك الله
سأبوح لك بما عندي من ذكريات رمضانية ويا رب يعيده عليك يالمقداد أنت ومن تحب أزمنة مديدة وأعواما عديدة
رجعتنا للزمن الجميل وكأنني الآن أرى ما يحدث قبل الإفطار ، حيث كان للقارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رونق خاصا مع ريحة
قلي اللقيمات وريحة فحم(المنقل) بعد صلاة العصر وقبيل المغرب ما أجملها من لحظات يوم كنا ساكنين في بيت (الحجر والطين)
قبل فترة من الزمن (أخاف أقولكم كم وتقولون وش جلس هالشايب بيننا)
وما أن يفتح التلفزيون الأبيض والأسود بعد الظهر إلا ونتابع برامج
رمضان القديمة أكيد تعرفونها جيدا.
طبعا زمان ما كان فيه تكلف في الإفطار الشغلة كلها (فنتو وشربه ولقيمات وقطايف وبعد التراويح شعيرية)
ما أجملها من أزمنة وخصوصا بعد الإفطار يوم نجلس ونتابع الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله وبرنامجه الشهير (على مائدة الإفطار)
وما ننسى برنامج الشيخ متولي الشعراوي يرحمه الله وقت السحور
هذه بعد ذكرياتي
وشكرا لمقدادنا العزيز ابن القرية

[دموع الأقصى]

يعطيك العافية

[المقداد]

الأخ أبا رامز,
كل عام وأنتــم بخير, نشكر مرورك الكريم وما تخلله من ذكريات, أستطيع القول بأن أحداثها جرت قبل العشرون عام تقريباً, لكنها تبقى من الأيام الرمضانية الخالدة في القرية دون شك, واذا لم أكن واهم أن هذه الفترة قد تطرق لها أخي الكريم مراسل ثقيف في هذا القسم ووضح للمتابع أحداث تلك الفترة الزمنية ..أشكرك مرة أخرى مع دعائي للجميع بالتوفيق والرعاية . وشكراً .

دموع الأقصى ,
عافاك الله وشكراً .

***
أما بصدد هذه الومضة فإنني سأتوقف عن الحديث عنها نظراً لعدم إقتناعي التام بالمادة التى طرقتها وهذا ما عرفته في عيون القراء !! وتأسياً بالشيخ فإنني سأتوقف عن كتابة الجزء الثاني حتى ننظر في الأذواق الثمالية ماذا تحبذ على مائدة الصفحات من موضوعات ..؟
كما ألفت عناية القراء الكرام أن منجل الحصاد لا زال فتياً وبإستطاعته المضي في الجديد مع العناية بالمعنى والمضمون, ولكن للمقداد نمط قد يراه البعض إنحباس في محاكاة الماضي, فأقول الخطأ وارد والتصويب مهم ويتقن العمل ..
تحياتي .

المقداد