عودة للوراء ....!!!! ( 1 ) عودة للوراء ....!!!! ( 1 ) عودة للوراء ....!!!! ( 1 ) عودة للوراء ....!!!! ( 1 ) عودة للوراء ....!!!! ( 1 )
يشهدُموسمُ حلول الاستعمار الأمريكي في أرضالعراق تصاعداً في عواطفي " العراقية " كأي عراقيٍ أصيل يحسُ بالغبنِ والتحديوالعدوانِ عليه فينتفضُ، وهي خَصلةٌ إيجابيةٌ في أهلِ العراق، ولكنها تأتي عنديمضاعفة وتـُخرجُني إلى زمجرة، بما كشفَ المؤرخ العباسّيُ ابن الساعي البغدادي منوقوفِ أجدادي من بني عِـز موقفَ الدفاع عن بغداد والاستعدادِ لِفداء دار الخلافةِ،ثم بما سمعتهُ من المعمرينَ الذين أدركتهم من عشيرتي من وقوف بني عِــز في وجههولاكو وفنائهم في ذلك اليوم المشؤوم، حتى أعادَ جدي"شهابي"نسَلَ قبيلتي العُباديةالمضرية فيما زَعمَ ابـن الساعي، أو العلوية فيما ذكر صاحبُ كتاب"عُمدة الطالب في أنساب آل بني طالب"من أنَ جَدنا كانشريفاً سيداً علوياً يُلقبُ بالعِزّي، وعُرفت ذريتهُ ببني العِزّي، فأنا بأحد هذينالإرثينِ والشرفينِ أتحركُ اليـوم دفاعاً عن بغداد وأتحرقُ على حال العراق حُرَقةًستخُرجني في كلامي هذا إلى صراحةٍ مع قومي ليست تبرأ من قسوةٍ وتبكيتٍ، لكــنهاضروريةٌ لِمن يريدُ إصلاحَ العراقِ وترميمهُ والاستدراك بالبناء على الهدمِ الذيحصل والذي كان سبباً لإغراءِ المستعمر بالغزوِ، بل بجعلِ احتلال العراق مقدمةًلاستعمار الأمة الإسلامية كـُلهَا، وهو توجسٌ نشاهد دلائِلهُ الآن مما يجري من ضغطٍعلى العربِ لإمضاء الصُلحِ مع إسرائيل يرتبطُ بمحاولاتِ تقسيم إندونيسيا إلىدويلاتٍ و جعلها فـُتاتاً، مروراً بإرهاصاتٍ تنذرُ بقـُربِ تدمير البنية العسكريةالنووية الباكستانية بعدما ورّط"برويز مشرّف"نفسه ورطةً ليس لها من مخرج. حُرقتي هذه تخولني أن أهجُمَ على بعض أهل العراقِ بشعارٍ ذكر "وهَبُ بنُمنبه"أنهُ مما أوحاهُ الله إلى موسى أنْ : (علّم الجُهال آلائي )( 1)فنعمة الله محيطة بالعراق، وهو في حضنها، والأنهار تجري من تحت المختلفينوالمتبطرين، ولكن الـجُهَّال لا يشكرون، وهو تبكيتٌ موصـولٌ بموعظةٍ فاهَ بهاالحسنُ البصري واصفاً ما هنالك من بطرٍ وغفـلةٍ عن الإصلاح، فقال: (ترى أبداناً ولاقلوباً وتسمع الصـوتَ ولا أنيس)( 2) . وهموم الرجل منهم لا تتعدى أنْ: (إذا كهضته البـِطنة قال:يا جارية، أو يا غلام: إيتني بهاضِم، وهل هضمتَ يا مسكينإلا دينك؟)فالغفلاتُ ما زالت مستمرة، ويطلب أحدُنا علبة "الببسي كولا" الأمريكية ليهضم ما ثقـُلَ في بطنهِ، وهل يهضمُ المسكين منا إلا حميتهُ الجهاديةوإحساسات الاستدراك السياسي على الحالِ المتردي الهابط بتعجيل؟! وإذا أرادَالعراقيُ أن يسلَمَ من سلاطةِ لسان الواعظين هذه فإن أقربَ طريقٍ لهُ أن يعفيهم منمهمتهم الوعظية التي يعبدون الله بها، ويـُحيلُ الأمرَ إلى نفسه مباشرةً وينصّبُ مننفسهِ معلماً لذاتهِ، على مذهب الحسن البصري أيضاً لمّا قالَ: (أقذِعوا هذه الأنفس،فإنها تنـزعُ إلى شرِ غاية)وذلك من الإقذاع، أي الذم والتبكيت وإبداءاللوم والتقريـع، فالنفسُ حين يحكمها استعمارٌ أمريكي يُلـّوحُ بالدولار ربماتستروحهُ وتطمعُ وتتركُ المفاصلة وتطلب التعايشَ وتدعُ الجهادَ، فيكونُ واجب النـقدالذاتي في هذه الحالة هو كثرةُ الإقذاعِ والتعيير، وانتشالُ النفسِ مـن وهدةٍ فيالطريق، والعزوفُ عن أصواتٍ نشازٍ في الأدب السياسي المعاصر لا تنطلق من رؤيةشرعيةٍ أو نيّات دينية، بل ولا من فلسفةٍ علمانيةٍ، وإنما من تبعيةٍ وخيانة. وبداية التفكير السليم المنسجم مع قواعد الدعوة الإسلامية وموازينها تكمنُفي موعظةٍ بليغة من مواعظ التابعي "وهبِ بنِمنبه" فيــها أوصافٌ تعينُ كلَ من يريد أن يفهم القضية العراقية المعاصرة منمنظور إسلامي وتجعله صحيح التأمل في أسبابها وعلاجها الإيماني. يقول فيأولها : (لم أرَ كاليوم ضلٌ مع نوره مُتحيِّرٌ داعٍ لمداواة سليم)فالكل يضع حلولاً، كل حزب وكل مفكر وسـياسي، والعـراقاللديغ يتلوى، ولكنَّ الحلول تنأى عن صواب منسوب إلى الشرع هو منها قريب، وليس غيرالأحزاب الإسلامية تنصح بذلك.ثم قال: ( إنما الصبر عند المصيبة،وأعظم من المصيبة سوء الخُلـُق منها)فمصيبة العراق كبيرة، نعم، لكن ما هوأكبر منها أنَّ أهل العراق لا يصبرون على ثقل أسبابٍ إصلاحيةٍ تدفعها وتجليها،ويريدون حلاً خفيفاً بلا دفع ثمنٍ ولا إرهاق. ثم قال : (أي أيام الدهرتـَرتجي؟ يوم يجيء في عَتـَمٍ أو يوم تستأخرُ عاقبته عن أوان مجيئه؟)وماأكثر العتمات في تاريخ العراق القريب، وكأن أهله اعـتادوها، فإذا جاءت مرحلة عوجاءيريد الله أن يؤجل المجازاة عنها بقلق وسواد وتعكير:ظنـّوا أن في فسحة التأخير دليلانفراج، وإنما هي نذارة لعل عاقلاً يتوب. ثم استطرد واعظاً فقال: ( أمس:شاهد عليك مقبول، وأمين مؤدٍ وحكيم مؤدِّب، قد فجعك بنفسه، وخلـّف فيك حكمته. واليوم:صديقٌ مودع كان طويل الغيبة عنك وهو سريع الظعن)قال: (فاشفعهبمثله:أوثق لك باجتماع شهادتهما عليك)فتواريخ"تموز"والسحل شاهد صدق،وتخبطات"شباط"رواية أمينة، وأحزان الحروب البلهاء تأديب، وكلها تنطق بحكمة، وفي خططتسليط الغوغاء اليوم تكميل، وفي الاغتيالات والسرقات والانتقامات دروس أخرى، وقداجتمعت شهادتان على أهل العراق، ماضية ومعاصرة جـديدة، ثم لا يتوبون ولا هميذّكرون. ثم قال وهب: (إنما الشيء من مثله، وقد مضت قبلنا أصولٌ نحنفروعها).ثم يأتي اليوم من يجدد رفع عنوان حزب قديم سام الناس العذاب،وأصبح يوم الغوغائي فرع من أصله المشين. وختم فقال: (ألا وإنما العوارياليوم و الهنّات غداً، ألا وأنه قد تقارب منا سلبٌ فاحشٌ أو عطاء جزيل، فاصلحوا ماتقدمون عليه)( 3 )فالحلول المستوردة المستعارة من"أميركا"لن تعدو قدرهاأن تكون مثل السابقات، وسيتضح عوارها غداً، ونحن أمام فرصتين:إما الاستلاب ونهببقية العراق وتخريبه، وإما عطاء جزيل يعد به المشروع الحضاريللحزب الإسلامي العراقي، فلينظر نبلاء العراق وأهلالإيمان فيه أي الوعدين أليق بهم وأجدر. أما أهل العقل والأوبة والتوبةفإنهم لا يحارون جواباً لهذا السـؤال، وواضحٌ عندهم أن الأليقَ يكمنُ في ميزانٍإيماني لا يأتيهِ الباطلُ من بين يديهِ ولا منْ خلفهِ، عنوانهُ الثقةُ بالله وحُسنُالظنِ بلطفهِ وفضلهِ وإجابتهِ لملهوفٍ يريدُ أن يُبصِرَ ضوء نافذةِ المخرجِ حينتتسلط العتمات الدائرات المغلقات، على مذهب التابعي بلال بن سعدٍ لـمّا قال: (إن الله ليس إلى عذابكم بالسريع، يقبل المقبل، ويدعو المدبر)وعلى أهل العراق أن يعلموا هذه الرحمة الربانية، فقد عذبهـم بالحروبوالحصار والحاكم الظالم، وليس هو إلى زيادة عـذابهم بسريع، مـا دام فيهم مُقبلينتظم في صفوف الدعوة الإسلامية ويتوب ويمشي إلى المساجد. فإنْ أصرَّ جاهلٌومغرورٌ ومحتكرٌ للحق السياسي وأدبروا: قذف في قلوب دعاة الإسلام محبة أمرهمبالمعروف ونهيهم عن المنكر. ومثل هذا الاحتكار إنما هو إرثُ سوء ورثناهُ عنالمرحلةِ السابقةِ التي ملأت بلاد الرافدين ظلماً فحصل الاعوجاج، وكانت البدايةُمجرد نيّـةٍ فاسدةٍ، أوصلت إلى نهايةٍ فيها فقرٌ وذُل ونتائج حالكات، شرَحَمثلـها"وهب بنُ منبه"يوم قال: (إذا هّم الوالي بالجور، أو عمل به:دخل النقص على أهلمملكته، وقلّت البركات في التجارات والزراعات والضروع والمواشي، ودخل المحْقُ فيذلك، وأدخلَ الله عليه الذل في ذاته، وفي ملكه)( 4)ولو أطلنا التأمل فيتاريخ العراق المعاصر وأتينا بتحليل للمرحـلة الصدّامية لتبين لنا بوضوح أن واليناالجائر قد خطط لمرحلة ظلمه طويلاً وهمّ به همّاً من يوم جمعه الرئيس"عبدالناصر"سنة1964م بـ"بوش"الأب رئيس المخابرات الأمريكية حينها، ثم عمل به ونفذهثلاثة عقود، فدخل النقص على أهل العراق، وارتفعت البركة، بل أصاب الاقتصادَ العراقيالـمَحقُ، وهل من مَحْقٍ أشدُ اجتثاثاً للثروة من هبوط قيمة النقد العـراقي عشرةآلاف مثل، فقد كان الدينار يصرف بأكثر من ثلاثة دولارات، فأصبح الدولار بألفين،وهذا يعني أن من كان يملك ثروة ضمرت ثروته إلى واحد من عشرة آلاف مما كانت عليه، ثمادخل الله على"صدام"الذل في ذاته، فهرب ولم ينتحر مثلاً، وشمل الذل مملكته، فتسرحجيشه، وتبعثرت حكومته، وتشتت حزبه، وأهل العراق ينظرون ولا يتعظون، ويأتي خلف يريدأنْ يكرر القصص. لذلك يحق لنا أن نصدم هذا الخلف الواهم الذي لا ينتهيبنواهي الميدان والمرحلة والأمس الذاهب القريب، ونقولَ لهُ إنه مما أوحى الله لموسىعليه السلام، فيما ذكر"وهب بن منبه"أنْ: قل لعبادي:لا يتمادوا في غيّ ماهمُ فيه، فإنّ أخذي أليمٌ شديد
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
التعديل الأخير تم بواسطة @ بن سلمان @ ; 03-11-2008 الساعة 12:34 AM
السبب: حجم الخط
03-11-2008
عودة للوراء ....!!!! ( 1 )
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
