التوتر يطغى على أسواق المال قبل إعلان موقف "الشيوخ الأمريكي"

[عثمان الثمالي]

التوتر يطغى على أسواق المال قبل إعلان موقف "الشيوخ الأمريكي" التوتر يطغى على أسواق المال قبل إعلان موقف "الشيوخ الأمريكي" التوتر يطغى على أسواق المال قبل إعلان موقف "الشيوخ الأمريكي" التوتر يطغى على أسواق المال قبل إعلان موقف "الشيوخ الأمريكي" التوتر يطغى على أسواق المال قبل إعلان موقف "الشيوخ الأمريكي"

ديفد أوكلي من لندن - - 02/10/1429هـ
جاهدت الأسهم للتقدم أمس وسط مخاوف حول خطة الإنقاذ الأمريكية واستمرار العسر الشديد في أسواق المال. وكذلك تضررت الأسهم ببيانات التصنيع التي كانت أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي أشارت حتى إلى معدلات حادة من التباطؤ في أكبر اقتصادين في العالم.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأسواق تنتظر بتوتر أنباء صفقة الإنقاذ الأمريكية، قال تيم بوند، رئيس قسم تخصيص الموجودات العالمية لدى بنك باركليز كابيتال: "لا يوجد الآن بديل معقول عن التدخل الكبير من قبل الدولة في النظام المصرفي وأسواق الائتمان."
هبطت أسعار الفائدة على القروض بين البنوك بصورة حادة في الوقت الذي تراجعت فيه الضغوط التمويلية في نهاية الربع الثالث يوم الثلاثاء.
ولكن حدوث ارتفاع آخر في أسعار الفائدة على القروض لأجل ثلاثة أشهر عمق من الضغوط المتواصلة. وارتفع سعر فائدة ليبور على قروض الدولار لأجل ثلاثة أشهر ليصل إلى 4.05 في المائة، أي أكثر من نقطة مئوية واحدة عن السعر الذي كان سائداً قبل أسبوعين فقط، حين انهار بنك ليمان براذرز.
ظل الفرق بين سعر فائدة ليبور على قروض الدولار لأجل ثلاثة أشهر وبين أسعار الفائدة الرسمية المتوقعة، الذي يقيس مخاطر الإقراض إلى المؤسسات المالية، ظل يدور حول 240 نقطة أساس، أي بارتفاع يزيد على أكثر من 100 نقطة أساس منذ منتصف الشهر الماضي. وارتفعت من جانب آخر أسعار الفائدة على قروض اليورو والاسترليني لأجل ثلاثة أشهر.
كذلك أخذ المستثمرون يطالبون بمبالغ إضافية قياسية لشراء السندات التي تصدرها البنوك الأوروبية. وقفز الفرق في مؤشر ميريل لينتش لسندات الشركات المالية إلى رقم قياسي هو 371 نقطة أساس فوق السندات الحكومية، وأكثر بمقدار 159 نقطة أساس عن الفرق على سندات الشركات من غير البنوك. يذكر أن المؤشر يتألف من 900 نوع من السندات تبلغ قيمتها الاسمية 709 مليارات يورو.
من جانب آخر، استمرت الأسواق في احتساب تخفيضات في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا بنهاية هذا العام، رغم أن معظم المحللين يتوقعون أن يبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة على حالها في اجتماعه الشهري الذي يعقد هذا اليوم. وقد احتسبت السوق أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ربما في تشرين الأول (أكتوبر)، في حين أن من المتوقع أن يقوم البنك المركزي البريطاني بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الأسبوع المقبل.
بحلول منتصف أمس هبط مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.9 في المائة، في أسبوع اتسم بالتقلب الشديد، مع تذبذب الآمال بأن صفقة الإنقاذ الأمريكية يمكن أن يوافق عليها الكونجرس قريباً.
يوم الثلاثاء شهد المؤشر أفضل أداء له في يوم واحد منذ ست سنوات، أي يوم بعد أسوأ عملية بيع مكثف في انهيار البورصة الذي وقع في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1987.
تمكنت الأسهم الأوروبية من الصعود إلى الأعلى قليلاً، حيث ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 بمقدار 0.8 في المائة ليصل إلى 1072.6 نقطة.
استمرت سندات الخزانة الأمريكية في تسجيل المكاسب وسط الطلب على استثمارات الملاذ الآمن، حيث هبط العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات بمقدار 11 نقطة أساس بعد أن قال معهد إدارة الطلب في الولايات المتحدة، إن المؤشر الذي يصدره حول نشاط المصانع الأمريكية هبط ليصل إلى 43.5 في أيلول (سبتمبر) بعد أن كان 49.9 في آب (أغسطس). يذكر أن الرقم 50 هو الحد الفاصل بين التقلص والتمدد.
ارتفعت أسعار السندات الحكومية الأوروبية بعد أن هبط نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له خلال سبع سنوات تقريباً في أيلول (سبتمبر) وهبطت مبيعات التجزئة في ألمانيا بنسبة أكثر مما كان متوقعاً في آب (أغسطس). وفي بريطانيا أظهرت البيانات أن قطاع التصنيع تقلص في الشهر الماضي بأعلى معدلاته خلال 17 عاماً، حين بدأ الاحتفاظ بالسجلات.
هبط النفط إلى ما دون 96 دولاراً للبرميل في إحدى المراحل في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات المخزون الأمريكي الأسبوعية زيادة أكبر من المتوقع في كميات المخزون من الخام والهبوط في الطلب على الوقود. وكان من شأن هذا قلب ارتفاع في سعر النفط يزيد على دولارين للبرميل (أي بسعر 102.84 دولار للبرميل) في وقت مبكر من اليوم.
واصل الدولار مسيرته القوية في الوقت الذي تجاوز مستوى 1.40 دولار مقابل اليورو للمرة الأولى خلال ثلاثة أسابيع. وتستفيد العملة الأمريكية من الأدلة المتزايدة على أن المستثمرين يعيدون الأموال للاستثمار وسط مشاعر اللبس والجمود في أسواق المال.
قال محللون إن الدولار يستفيد كذلك من العلامات المتزايدة على أن المؤسسات المالية خارج الولايات المتحدة تعاني نتيجة للأزمة الائتمانية.
هبط الريال البرازيلي وسط مخاوف من أن صفقة الإنقاذ الأمريكية ربما لا تكون قادرة على الحؤول دون وقوع كساد اقتصادي عالمي، الأمر يمكن أن يقلل من الطلب على صادرات البرازيل من السلع.
هبط الريال البرازيلي بمقدار 1.4 في المائة في تعاملات لندن أوائل المساء. وكان الريال صاحب أسوء أداء من بين أكثر 16 عملة جرى تداولها بنشاط في الشهر الماضي، حيث هبط بمقدار 14 في المائة.
وهبطت عملة أوكرانيا "هرنيفيا" إلى أدنى مستوى لها منذ نيسان (أبريل) 2005، حيث سجلت سعر 5.11 هرنيف مقابل الدولار، في الوقت الذي كان يشعر فيه المتداولون بالقلق حول العجز المتضخم في الحساب الجاري لأوكرانيا وكذلك العجز في الميزان التجاري.
وخفت حدة التداول في عقود التأمين المتقابلة على القروض والسندات في الوقت الذي كانت تنتظر فيه السوق أنباء صفقة الإنقاذ الأمريكية. وتضيق مؤشر آي تراكس القياسي، الذي يرصد حركة السندات الممتازة للشركات الأوروبية، بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 118 نقطة أساس. وبذلك فإنه يكون قد ارتفع بنحو 20 نقطة أساس منذ منتصف الشهر الماضي.